د.مازن النجار \n\n اكتشف باحثون أن البدانة تترافق مع انخفاض مستوى مولد المضادات المعروف ب(PSA) الموجود في الرجال، مما يؤدي إلى نتائج غير موثوقة لاختبارات اكتشاف سرطان البروستاتا. جاء ذلك في دراسة تنشر نتائجها في عدد مارس/ آذار القادم من مجلة \"السرطان\" الأكاديمية الصادرة عن جمعية السرطان الأميركية.\n \nومنذ أن أصبحت اختبارات الاكتشاف المبكر لسرطان البروستاتا أمرا شائعا في أوائل التسعينات الماضية، انخفضت معدلات الوفيات الناجمة عن هذا المرض. ولكن من غير المؤكد إن كان هذا الانخفاض نتيجة مباشرة لتلك الاختبارات أم لا. ولا تزال الدراسات جارية لتحديد ما إذا كانت الاختبارات المبكرة لسرطان البروستاتا في مجموعات كبيرة من الرجال تؤدي إلى خفض معدل وفيات هذا السرطان.\n \nاستخدم الباحثون مؤشر كتلة الجسم البشري (BMI) كمقياس للبدانة التي أصبحت همّا متزايدا في مجال الصحة العامة بالولايات المتحدة وثبت ارتباطها بأمراض مزمنة كالسكري. وفي دراسة هامة صدرت عن جمعية السرطان الأميركية في أبريل/ نيسان 2003، أضيف سرطان البروستاتا إلى قائمة السرطانات المرتبطة بزيادة الوزن. فالرجال الذين تقع أوزانهم في أعلى المؤشر هم أكثر تعرضا لسرطان البروستاتا بنسبة 34%. \n \n\"\nوجد الباحثون أن هناك علاقة مباشرة بين زيادة وزن الجسم وبين انخفاض مستوى مولد المضادات\n\"\n \nكذلك أظهرت الدراسات ترافق البدانة مع سوء التشخيص، فالرجال البدناء المصابون بسرطان البروستاتا لم يتمكن أطباؤهم من اكتشاف المرض لديهم إلا في مراحله المتأخرة، وتقع بينهم أعلى معدلات الوفاة. وتربط بعض الفرضيات بين نشوء الأورام وارتفاع مستويات الهرمونات كهرمون الإستروجين وهرمون النمو المشابه للإنسولين.\n \nوترى فرضية أخرى أن البدانة تؤدي في الواقع إلى إضعاف حساسية الاختبارات المتوفرة وقدرتها على الاكتشاف. وللتحقق من صحة هذه الفرضية عمد فريق بحث من مركز علوم الصحة بجامعة تكساس بقيادة الدكتور جاك بيلارجيون، إلى فحص الارتباط بين مؤشر كتلة الجسم (BMI) ومستويات مولد المضادات (PSA) لدى عينة من 2779 رجلا من غير المصابين بسرطان البروستاتا.\n \nووجد الباحثون أن هناك علاقة خطية (مباشرة) بين زيادة مؤشر كتلة الجسم وبين انخفاض مستوى مولد المضادات (PSA). وكانت هذه النتيجة مطردة في أفراد العينة بصرف النظر عن العمر والعرق.\n \nوخلص الباحثون إلى أن هذه النتائج قد تفسر قلة جدوى علاج سرطان البروستاتا لدى المرضى البدناء، وذلك يعود إلى الاكتشاف المتأخر للمرض لا الفروق البيولوجية في الأورام. لذلك تقترح الدراسة أن يقوم الأطباء المعالجون بتعديل قيم مولد المضادات (PSA) المؤشرة على احتمال إصابة الأشخاص البدناء بسرطان البروستاتا لدى إجراء الاختبارات عليهم.