ولكن أيضا فتح الباب أمام مزيدٍ من الصادرات الواردة من الولاياتالمتحدة إلى كوبا بالرغم من الحصار التجاري المفروض من 47 سنة مضت. \r\n وفي الوقت نفسه، فإن الرئيس الكوبي راؤل كاسترو دشن أكبر عملية تغيير وزاري في كوبا في عقودٍ من الزمان، مشيرا ليس فقط إلى أنه في حالة سيطرة تامة حازمة على البلد بعد سنة من توليه زمام الأمور رسميا من أخيه ، فيدل كاسترو، ولكن أيضا إلى أنه لا ينبغي لأحد أن يتوقع تغييرا سياسيا واقتصاديا جذريا من حزبه الشيوعي. \r\n وسبب تحرك راؤل كاسترو في هذه اللحظة هو تخمين لأي أحد؛ وحتى مراقبو كوبا من وقت طويل إنما يقرأون الطالع عندما يتعلق الأمر بالجانب الآخر من مضيق فلوريدا. ولكن هناك وجهة نظر تكتسب أرضيةً لها في واشنطن العاصمة مفادها أنه لا ينبغي لها أن تهتم لأنه في مصلحة الولاياتالمتحدة أن تغير السياسة. \r\n وفي كوبا، أقصى راؤل كاسترو أبرز وزيرينِ معروفينِ دوليا وستة وزراء آخرين من حكومة شقيقه، مستبدلا إياهم بالموالين له من الجيش والحزب الشيوعي. \r\n فقد تم إقصاء فيليب بيريز روكي، الذي خدم وزيرا للخارجية لمدة عقدٍ من الزمان، ورئيس شئون مجلس الوزراء كارلوس ليج فيما قال عنه الرئيس الكوبي إنه تطهير وتحديث للحكومة. ولكن السبب الأساسي لعمليات إقصاء الوزراء يمكن أن يفسره جيدا فيدل كاسترو المتقاعد والعليل. فقد كتب في عمودٍ نُشر على شبكة المعلومات العالمية \" الإنترنت \" يقول:\" إن لذة السلطة، التي لم يقدموا من أجلها أي تضحية، أيقظت فيهم طموحات أدت إلى دور غير جليل\". \r\n كان الطموح المفتوح دائما قاتلا للمستقبل العملي في كوبا. ف\" الدور غير المبجل \"، وفقا لمحللي الشأن الكوبي، أصبح مرئيا جدا ومتكيفا فيما هو ظاهر مع الولاياتالمتحدة، مما يلمح إلى إمكانية علاقات محسنة في ظل حكم أوباما. وكتب فيدل كاسترو يقول :\" إن العدو الخارجي كان مملوءا بالأوهام لهم\". وبدا أنه يشير إلى أن المسئولين الأميركيين قد بنوا آمالهم على تحرير الاقتصاد الكوبي بناء على وجود الثنائي المألوف (فيليب بيريز روكي وكارلوس ليج )، وخصوصا ليج. \r\n وما أن تحدث فيدل كاسترو، حتى لم يكن أمام أتباعه ومحاسبيه السابقين خيار سوى الانحناء على سيوف حزبهم والاعتراف بأنهم قد \" ارتكبوا \" أخطاء \"، قبلوا عنها المسئولية الكاملة، كما فعل وزير الخارجية السابق، روبرتو روبايانا، في التسعينيات من القرن الماضي. وهو يعمل الآن رساما. \r\n ووزير الخارجية المعين حديثا، برونو رودريجيز، هو دبلوماسي شهير وسفير أممي سابق يتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة، ولكن تعيينه يقدم رؤى سياسية قليلة. ولهذا، من الأفضل النظر إلى أداء راؤل كاسترو اليمين الدستورية وتنصيبه من عام مضى، عندما تحدث عن تنفيذ إصلاحاتٍ في الرواتب والعملة وتحسيناتٍ في الإنتاجية والكفاءة العملية والبيروقراطية. كما رفع الأمال أيضا بإجراء تغييراتٍ أخرى، مثل معاودة نشاط أسواق زراعية خاصة ورفع القيود المفروضة على السفر. \r\n وعلى الرغم من أن بعض هذه الإصلاحات يمكن أن تحدث، إلا أن الرئيس يوضح أن أنها لن يرافقها إصلاحات كاسحة في السوق أو تخفيف للسيطرة السياسية. وفي نفس الخطبة في العام الماضي، قال راؤل كاسترو إن الحزب الشيوعي كان \" ضمانة أكيدة لوحدة الأمة الكوبية \". \r\n ويشك بعض محللي الشأن الكوبي في أن التغييرات الوزارية الأخيرة كانت محاولة لمنع تخفيف الحصار التجاري الأميركي، والذي يلقي عليه الأخوان كاسترو باللائمة في معظم علل البلد الاقتصادية ويستخدمانه كمادة لتقريعاتمها وانتقاداتهما اللاذعة المعادية لأميركا. كانت العروض الأميركية السابقة قد أُعيقت وأُحبطت عندما أرسلت كوبا جنودا إلى أثيوبيا خلال إدارة كلينتون وعندما أسقطت - في عهد إدارة بيل كلينتون طائرة يقودها أميركيون كوبيون معادون لكاسترو خرقت المجال الجوي الكوبي. \r\n ولا يريد المتشددون تجاه كوبا في الولاياتالمتحدة تخفيفا كبيرا للحصار الأميركي بدون إصلاحات سياسية في كوبا. وأبرز هؤلاء المتشددين روبرت مينينديز نائب نيو جيرسي، عضو القيادة الديمقراطية الذي أعاق قانون الإنفاق إلى أن أصدر وزير الخزانة الأميركي تيموثي جيثنر ضمانات كتابية بأن الفقرات الخاصة بكوبا سيتم تفسيرها على نحو ضيق. \r\n غير أن الحصار هو أمر غير محبوب ولا يحظى بشعبية على نحو متزايد في الولاياتالمتحدة الأميركية، حتى في أوساط الأميركيين الكوبيين، وهناك اعتقاد متزايد في واشنطن بأنه لم يجد نفعا. وقد اصدر السيناتور ريتشارد لوجار نائب إنديانا، وهو الجمهوري البارز في \" لجنة العلاقات الخارجية \"، تقريرا في الشهر الماضي يذكر فيه أن الحصار قد \" فشل في تحقيق غرضه المُعلن وهو جلب الديمقراطية إلى الشعب الكوبي \". والآن - كما قال - فإن الولاياتالمتحدة يجب \" أن تتعامل مع النظام الكوبي بأية طريقة تعزز المصالح الأميركية \". \r\n ولدى كوبا علاقات دبلوماسية واقتصادية مع مجموعة من الدول الأوروبية والأميركية اللاتينية والتي لا تشاطرها سياستها. وقد أصدرت منظمة \" الحوار ما بين الأميركيتينِ \" القائمة في واشنطن تقريرا هذا الأسبوع يدمغ سياسة أميركا تجاه كوبا ب\" الفوضوية التي تخدم أساسا في عزل الولاياتالمتحدة عن سائر الأميركيتينِ\". \r\n إن التغيير في صالح الولاياتالمتحدة، كما يذكر التقرير، \" لأنه سيفتح المجال للتعاون مع أميركا اللاتينية في كثير من المسائل الأخرى \". \r\n \r\n مارجوري ميللر \r\n كاتب افتتاحيات بصحيفة \" التايمز \" \r\n خدمة \" لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست \" - خاص ب\" الوطن \"