\r\n يتزايد الصدام بين قوة المال والمصالح القومية المتخيلة بشكل اكثر كثافة في الوقت الذي يحاول فيه المشترون الاغنياء بالأموال الاستفادة من افتقار البائعين للأموال. \r\n وسوف يختبر ذلك بدوره قدرة استراليا على مراجعة نفسها بالاضافة إلى العلاقة مع اكبر شريك تجاري لها والتي صارت علاقة تتسم بدفء وحميمية في الايام التي بات فيها نمو الصين يسير بخطى واسعة وتشهد المعادن رواجا كبيرا فيها. \r\n في مواجهة هذه الامور، فإن عرض شينالكو شركة الالومنيوم المدرجة في الصين وان كانت تسيطر عليها الدولة، يكون عرضا حميدا بشكل كاف. ويمكن ان يتطلب سندات قابلة للتحويل تعطيها في النهاية حصة بنسبة 18% في ريو بالاضافة إلى اسهم اقلية في مناجم البوكسيت والنحاس والحديد الخام الرئيسية في شيلي واندونيسيا والولايات المتحدة بالاضافة إلى استراليا ومقعدا في مجلس ادارة ريو. \r\n تعرض شينالكو شراء بالاضافة إلى ما سبق اسعار مزادات الحرائق التي يمكن ان تواجها ريو بشكل او اخر. وسوف تكون اسهمها بعيدة عن السيطرة ويمكن ان تساعد على تأمين مشترين صينيين على المدى البعيد لخاماتها. \r\n الحقيقة هي ان ريو التي يتعين عليها ان تسدد قرضا قيمته 9 بلايين دولار هذا العام تعلن بيأس الكثير بشأن سوء الادارة من قبل التنفيذيين الغربيين المتغطرسين، الذين بدلا من ان يستغلوا الاوقات الجيدة الاخيرة في توفير سيولة مالية كبيرة فاقموا الديون في محاولات المزايدة على بعضهم البعض. \r\n في حالة ريو، حصل الرئيس التنفيذي الاميركي توم البانيسي على 39 بليون دولار في شكل ديون من اجل المزايدة بسعر اعلى على الكوا من اجل السيطرة على الكان في 2007. وفي العام الماضي خاض حربا خاسرة امام بي اتش بي بيليتون. \r\n بشكل يائس من جمع الاموال بدون الاضطرار إلى اللجوء إلى حملة اسهمها او خسارة يمكن ان تواجها عن طريق بيع الاصول لشركة بي اتش بي، اختارت ريو السيولة الصينية الجاهزة. \r\n مع ذلك فإن العرض يمكن ان تقوضه قوى السوق في شكل معارضة حملة الاسهم او عن طريق لوائح لندن بشأن الحقوق الوقائية لحملة الاسهم الموجودين. غير ان الاهم هو رد الحكومة الاسترالية التي سوف تراقبها عن كثب بلدان اخرى للصين اهتمامات بالتعدين فيها وهو الامر الذي يمثل اهمية كبيرة لاقتصادها الوطني مثل منجم اسكونديدا للنحاس في شيلي او منجم جراسبيرج للنحاس والذهب في اندونيسيا. \r\n ثمة مشكلتان رئيسيتان في عطاء شينالكو. الاول، ان شينالكو اصغر بكثير من ريو وسيكون عليها ان توقف القدرة على الانتاج في مواجهة انهيار الطلب والاسعار. وكان سعر شركتها الفرعية المدرجة في هونج كونج شالكو وقد انخفض بنسبة 75% مقارنة بالارتفاع الكبير الذي حققته في منتصف 2008. وفي الشهر الماضي توقع مورجان ستانلي انها سوف تمنى بخسارة قدرها 3.5 مليون يوان في 2009 ومن ثم فإن دينها مقارنة بنسبة اسهمها سوف يرتفع إلى 54%. \r\n مع ذلك وبالاضافة إلى تخصصها في الالومنيوم، فإنها تريد الحصول على النحاس وخام الحديد. بمعنى اخر فإن وصولها إلى السيولة النقدية واهتمامها بعدد كبير من المعادن يجعل هذه خطوة استراتيجية من قبل الحكومة الصينية وليس تحركا بمحض الصدفة من قبل الشركة. \r\n الثاني، ليس من الصعب على استراليا ان تنظر إلى تحرك شينالكو بوصفه اقحاما يهدف إلى ممارسة نفوذ على عرض واسعار الخامات الاسترالية. وتعد شينالكو الزبون الرئيسي للبوكسيت الاسترالي. كما ان منتجي المعادن الصينيين الاخرين والمستهلكون هم زبائن لمناجم النحاس والحديد الخام لريو. ولشينالكو نفسها طموحات في تنويع معادنها الاخرى. كما تظهر الصين بشكل كبير انها تريد كسر النفوذ المرتبط بكل من ريو وبي اتش بي على اسعار خام الحديد وكانت الصين منتقدة بشكل واضح لعطاء بي اتش بي لريو. وفي الوقت الذي تهيمن فيه استراليا والبرازيل على صادرات العالم من خام الحديد، فإن الصين هي المشتري الرئيسي. \r\n يدعي عدد من المعلقين الاقتصاديين البارزين في استراليا ان هذا العطاء يتناقض بشكل واضح مع المصالح الوطنية الاسترالية. وهذا يضع رئيس الوزراء العمالي كيفين رود في وضع دقيق. وهذا الدبلوماسي السابق الذي يتحدث الصينية دائما ما سعى إلى علاقات جيدة مع بكين لكنه لا يريد ان يبدو وكأنه يتماهى مع النوايا الصينية. \r\n مع عجزها الخارجي، تحتاج استراليا إلى رأس المال، ويتطلع عدد من شركات التعدين المفتقرة إلى السيولة النقدية فيها إلى الصين للإنقاذ. لكن بالنسبة للصين، فإنه كلما زادت مشروعات التعدين التي يمكن ابقاؤها حية الآن، كلما رخص خام الحديد الذي ستكون قادرة على شرائه عندما تنتعش الاقتصادات مجددا. \r\n لا يمكن ضمان الموافقة الاسترالية. فقد رفض مجلس مراجعة الاستثمار الاجنبي في 2001 وتحت ضغوط من الحكومة استحواذا من قبل شركة شل العملاقة على منتجة الغاز وودسيد. \r\n تمر عملية تأميم الموارد في استراليا بفترات من النشاط والتراجع. واليوم فإن استراليا وعلى غرار ريو محصورة بين احساس متزايد بعدم حصانتها أمام الصين وبين حاجتها إلى الاموال. \r\n وحتى لو مضى هذا العرض في طريقه، فإنه سوف يترك علامة على التوقعات والادراكات الاسترالية ومن المحتمل ان يؤدي إلى عمليات رقابة اكثر صرامة في المستقبل. وسوف يجعل مصدري الخامات الاخرين يفكرون اكثر من مرة بشأن العلاقات مع المستهلكين الرئيسيين لسلعهم. \r\n \r\n فيليب باورينج \r\n كاتب مختص بالشئون الاسيوية في صحيفة انترناشيونال هيرالد تريبيون. \r\n خدمة انترناشيونال هيرالد تريبيون نيويورك تايمز خاص ب(الوطن). \r\n