\r\n وعندما انتقل أوباما إلى مجلس الشيوخ الأميركي في عام 2005، ثم إلى الحملة الانتخابية الرئاسية، أصبح التعهد ب\" إنهاء المهمة \" في أفغانستان جزءا محوريا في برنامج سياسته الخارجية. \r\n لم يكن أوباما خاطئا عندما أصر على أننا نتجاهل أفغاستان على حساب مخاطرنا. وإذا تفجرت أفغانستان من الداخل وأصبحت ملاذا آمنا ل\" القاعدة \" مرة أخرى، سيتم تهديد الولاياتالمتحدة والأمن العالمي. \r\n وإذا استمر العنف في أفغانستان في التفجر والانتشار إلى باكستان المسلحة نوويا وتسبب في انهيار الحكومة المدنية الهشة هناك، فإن الأخطار تكون حتى أكبر. \r\n والمشكلة في \"إنهاء المهمة \" في أفغانستان هي أنه لم يعد واضحا تماما ما هي \" المهمة \"، أو ما الذي يعنيه \" إنهاؤها \". \r\n وبينما اندفعت إدارة بوش إلى الحرب في العراق، أصبحت أفغانستان حرب أميركا المنسية. وكافحت القوات الأميركية في أفغانستان للحصول على موارد ومعدات واهتمام من صانعي السياسة. وتعثرت مشاريع إعادة الإعمار المخطط لها، وبدأت المكاسب المبكرة في التآكل. وتآكل الدعم المدني الأفغاني. ومع وجود قوات برية قليلة جدا، بدأ التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة في الاعتماد أكثر وأكثر على الدعم الجوي الوثيق ( في عام 2005، كان هناك 7.421 مهمة دعم جوي وثيق؛ وفي عام 2008، كان هناك 19.603 مهمة). ولكن الزيادة في القصف الجوي زادت دراماتيكيا من الوفيات بين المدنيين بدون قصد ( فالقنابل لا تميز بين الإرهابيين والأطفال). وتآكل الدعم المدني أكثر. \r\n وفي الوقت الذي أعاد فيه حلف شمال الأطلسي \" الناتو \" مضاعفة جهوده لطرد \r\n \"طالبان\" و\"القاعدة\" من جبال أفغانستان، لجأ المسلحون الذين يعملون في أفغانستان إلى المناطق الحدودية غير المحكومة في باكستان المجاورة. ومن هناك، نظموا على نحو متزايد غاراتٍ عبر الحدود في أفغانستان، وقطعوا خطوط إمداد \"الناتو\" بين باكستانوأفغانستان ونفذوا هجمات على أهداف متعلقة بالحكومة الباكستانية غير الشعبية. \r\n وكنتيجة لذلك، امتدت الحرب الأميركية في أفغانستان تدريجيا إلى باكستان. وردت الولاياتالمتحدة على هجمات المسلحين من داخل باكستان بضربات جوية متقطعة على أهداف في الأراضي الباكستانية، ولكن هذه الضربات تسببت أيضا في وفيات غير مقصودة بين المدنيين، مما زاد من راديكالية الشعب الباكستاني وعرض للخطر أكثر مستقبل الحكومة المدنية العلمانية المهتزة في باكستان. \r\n ومن ثم وفي هذه النقطة، فإن مسألة كيف \" سننهي المهمة \" في أفغانستان ليست واضحة على أية حال. \r\n هل يتم إرسال مزيد من القوات إلى أفغانستان، كما ينوي أن يفعل الرئيس أوباما؟ مع سقوط مزيد ومزيد من أجزاء أفغانستان تحت سيطرة \"طالبان\"، فإن القوات الإضافية ضرورية بوضوح في المدى القصيرمن أجل حماية المراكز السكانية الكبرى من سيطرة \"طالبان\" ومزيد من القوات البرية سيحد أيضا من الحاجة إلى مساندة جوية وثيقة، وهو ما سيساعد في تقليل الخسائر بين المدنيين. \r\n ولكن بدون استراتيجية أوسع، فإن القوات الإضافية وحدها لن تساعد في المدى الطويل. إن استئصال \" طالبان \" و \" القاعدة \" من أفغانستان يفعل للولايات المتحدة القليل من الخير إذا قويت باكستان ( بجوائزها النووية ) كمسرح عمليات جديد للإرهاب الإقليمي والعالمي. ولكن الولاياتالمتحدة لا يمكنها أن تضيف حربا شاملة كاملة النطاق في باكستان إلى الحربينِ اللتين نحاربهما بالفعل. \r\n وفي المدى الأطول، ستكون إحدى الاستراتيجيات الأفضل هي حرمان المسلحين من الدعم الشعبي الذي يحتاجونه للبقاء والاستمرار، وذلك بمساعدة كل من الأفغان والشعب الباكستاني في الحصول على طرق ومدارس وبنية أساسية اقتصادية يحتاجونها. ولكن هناك مشكلة أساسية: وهو أن حلا عسكريا لن يجدي نفعا بدون استثمار جوهري في القطاع المدني، ولكن مشروعات إعادة الإعمار المدنية لا يمكن أن تتم في خضم انعدام الأمن المريع. \r\n في عام 2002، كان من الممكن أن تكون \" إنهاء المهمة \" في أفغانستان خطة مجدية ( نسبيا ). أما اليوم، فإن مجرد الحفاظ على أفغانستانوباكستان وإبعادهما عن الانزلاق إلى الفوضى سيتطلب اتجاها شاملا، وخلطا بين الاستراتيجيات العسكرية والتنموية ومواجهة الديناميكيات الإقليمية الأوسع الفاعلة. ( إن توترات باكستان الطويلة مع الهند تقلل من استعدادها لوضع موارد جدية في مجال محاربة الإرهاب، على سبيل المثال، بينما تخفض التوترات الأميركية مع روسيا وإيران من فرص التعاون الإقليمي). \r\n ولكن ذلك لا يعني أن الإدارة الأميركية لن تكون قادرة على تحقيق تقدم في أفغانستان. إن أوباما يفعل ما ينبغي أن يفعله في هذه الأسابيع الأولى من حكمه، داعيا إلى مراجعة استراتيجية شاملة ومستمعا إلى الخبراء الذين تختلف وجهات نظرهم. \r\n وفي الوقت نفسه، ربما يكون أفضل شئ يمكن لفريقه أن يفعله هو إنهاء مجاز \" إنهاء المهمة \". نحن لسنا قريبين من إنهاء المهمة، وليست هناك \" مهمة \" وحيدة \". واستعادة الاستقرار في أفغانستانوباكستان ستكون عملية طويلة متعددة الأوجه تستلزم لاعبين كثيرين بالإضافة إلى الولاياتالمتحدة - وتلك العملية تبدأ فقط الآن. \r\n \r\n روزا بروكس \r\n أستاذة القانون بجامعة جورج تاون الأميركية \r\n خدمة \" لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست \" - خاص ب\" الوطن \"