\r\n اذن فقد سبق وان كانت الزيجات المثلية قد استغلت كبنزين لاجل تغذية واحدة من ثقافات الحروب التي طالما استخدمها مذهب رو من اجل تحريك قاعدة الناخبين \"الاخلاقيين\", بل داخل مجتمع المثليين نفسه كان قد شاع القلق نتيجة رؤيتهم لانفسهم مستغلين لهدف تحقيق غايات حملة انتخابية رئاسية, وكذلك لان تحالف للمحافظين الجدد كان قد احضر التواقيع اللازمة للاعلان عن الاستفتاء الالغائي المقرر اجراؤه يوم 4 تشرين الثاني الذي ستتقرر بموجبه مصائر زيجات الشواذ في ولاية كاليفورنيا. \r\n \r\n لكن فيما يخص الحملة, فما وراء الموقف الرسمي لكلا المرشحين \"اوباما مع, وماكين ضد\" لا تبرز قضية زيجات الشاذين جنسيا بين المواضيع الحاسمة, ولم تنجم عنها الضربة المضادة المحافظة لاربعة اعوام مضت. وحدث هذا قبل كل شيء بسبب التسامح الذي ابداه الرأي العام, الذي اصبح مطعما من ماساشوسيتس, ونتيجة الاف الزيجات الكاليفورنية التي تمت منذ شهر حزيران حتى يومنا هذا, ومن ثم لكون ثقافات الحروب لا تشكل جزءا من عتاد ماكين, حتى ان \"ثور الحلبة\" باحمر الشفاه لم يقدم على نهش العظام, بل كانت سارة بالين من موقعها كحاكمة الاسكا قد استخدمت حق الرفض \"الفيتو\" بشأن مشروع قانون من المفترض ان يعمل على الانقاص من حقوق ازواج الامر الواقع. \r\n \r\n في حين ان مثل هذا الموضوع كان قد تسبب باحداث بعض الضرر داخل الاوساط الدينية. فالاب جيوفري فاروو, خوري مركز سان بول نيومان \"الذي لا يمثل ابرشية ملحقة, بل المركز الكاثوليكي الجامعي للدراسات البابوية في جامعة فريزنو, التي سميت بهذا الاسم تخليدا لذكرى الكاردينال ومعلم اللاهوت السمي, الذي عاش في القرن التاسع عشر\" كان قد اقدم قبل اسبوعين على بدء الخطبة الدينية معترفا وسط ذهول الحاضرين انه شاذ جنسيا, ومعتبرا التمييز ضد الاخوة الشاذين الوارد الاقتراح بشأنه في الاستفتاء على انه شيء بغيض ومقيت. مختتما بدعوة المؤمنين للتصويت ضد الالغاء. وبعد ذلك بيومين كان الاسقف فريزنو قد اعفاه من مهمة الخورنه, بالاضافة الى منعه من القاء الموعظة, وايقاف راتبه, وحرمانه من استخدام الانترنت للدفاع عن افكار \"مضادة بشكل بيّن\", لتعاليم الكنيسة الكاثوليكية. بعد ذلك كانت القداديس تختتم في سانت بول نيومان بالقراءة العلنية لرسالة التوبيخ التي بعث بها الاسقف, التي حظيت بتصفيق البعض في حين فضل اخرون الخروج اثناء القراءة. لقد خدمت الحادثة في لفت الانتباه للدور السياسي الذي تضطلع به الكنيسة. \r\n \r\n الخبير الاستراتيجي والرجعيون: لقد اصبح واضحا, بما فيه الكفاية الدور الذي يضطلع به اليمين الانجيلي المتطرف, كقوة مدافعة ومحورية لصعود المحافظين الجدد, زرعها ورعاها ريغان, جينفريش, وبوش بهدف اعادة رسم المساحات السياسية للبلاد بشكل جذري, مع استخدام المحور الكاثوليكي بشكل اقل. اما بالنسبة للكاثوليكيين الرومان, كما تتم تسميتهم هنا, فان عددهم يصل الى 67 مليون نسمة, بحيث يشكلون ما نسبته 25% من مجموع الناخبين, وبمعنى اكثر دلالة فهم يشكلون ثلث الناخبين في الولايات المحيرة, نتيجة التركيزات القوية الحاصلة بالمناطق المدينية بالنسبة للطبقة العاملة, في الشمال وغرب الوسط, مثل بينسيلفانيا, اوهايو, ميتشيغان, وميسوري. \r\n \r\n وفي التوازنات العرقية - السياسية المتقلقلة فيما يخص الفسيفساء الانتخابية الامريكية يكون من الصعب عند هذا الحد تقدير تكافؤ خالص لتحالفات الناخبين وللوبيات, خاصة ان كان لها نفس ابعاد ذلك الكاثوليكي, في بلد حيث يتم تحديد هويته بالعادة مثل ديانة جماعات المهاجرين, الايطاليين بشكل رئيسي, والايرلنديين في بداية القرن \"ولاحقا في الجنوب الغربي حيث تواجد الاسبانيون\" ويبقى الرئيس الكاثوليكي الوحيد لغاية الان هو جون كيندي, الذي كان قد توجب عليه العمل لاجل انتخابه طمأنة البلاد بكل صراحة بخصوص عدم تلقي البيت الابيض لاية اوامر من البابا. كما بقيت الكاثوليكية تمثل بعد انقضاء عهد كيندي مؤشرا تماثليا, دليل تحدر عرقي, وشدة الاحترام للتقاليد والتمسك بها, خاصة الدينية منها ومع اختلاف داخلي شاسع ما بين المحافظين على القديم وغير الممارسين للطقوس والشعائر الدينية. \r\n \r\n وكان الاستخدام الاستراتيجي الحقيقي الاول للتصويت الكاثوليكي في الانتخابات قد قام به كارل رو, كما هو موثق من خلال المقال الطويل الذي كتبه بيتر بوير وظهر على صفحات النيويوركر في شهر ايلول الماضي, بحيث استغل النزعة الرجعية لليمين الكاثوليكي, وكانت اداة الخبير الاستراتيجي الجمهوري قد تمثلت في ديل هودسون, الراعي المعمداني الذي تحول الى الكاثوليكية وعمل مدرسا في الجامعة اليسوعية الملحقة بجامعة فوردهام \"الى ان تورط بفضيحة اخلاقية\" ثم جند كمبعوث محل ثقة بين ادارة بوش, حاضرة الفاتيكان في عهد البابا بوتيلا, ومجموع الناخبين الكاثوليك المحافظين, مثل شبيهه رالف ريد, مدير التحالف المسيحي الذي كان قد \"سلمه\" للمحافظين الجدد اليمين البروتيستانتي المتطرف, فاصبح هودسون بدءا من انتخابات عام 2000 صلة الوصل المميزة من لدن حملة بوش مع الاوساط الكاثوليكية, وكان في الوقت نفسه نصيرا لانبعاث محافظ بالتناغم مع التغيير الذي يحصل في روما. وخلال عام 2004 كانت المجموعة التقدمية قد استطاعت توجيه الضربات وهي في حالة تقهقر داخل هيئة الكنيسة الامريكية وادارتها, حيث كان الاساقفة قد وصلوا الى حد تأييد مسألة حرمان المرشح الديمقراطي جون كيري من المناولة, وشهدت هذه السنة تحولات خاصة بالتوازنات, حيث يدور من وراء الكواليس صراع ما بين المحافظين والجناح الليبرالي من الكاثوليك الامريكيين, الذي جعل من نفسه مدافعا عن برنامج الكنيسة: محاربة الفقر, احكام الاعدام, ومنح الهبات والعطايا. كما تحول الصدام على مواقع الانترنت الى معركة يخوضها كلا التشكيلين الرئيسيين على وقع الضربات والمدونات واشرطة الفيديو, Catholicvote.com , Catholics in Alliance for the common Good. \r\n \r\n فعلى موقع المجموعة الاولى, المحافظة, من الممكن مشاهدة شريط الفيديو \"من انتاج المجموعة المحافظة المسماة Fidelis\" يمثل عملا دعائيا محكما: ثلاث دقائق ونصف الدقيقة من الموسيقى الراقية, وصور تعرض لقطات تحريضية على التصويت \"تبعا لما يمليه الضمير\" اي تبعا لايحاءات الفيديو نفسه\" لاجل حماية الحياة \"صورة جنين\" والدفاع عن العائلة, وعدم اعادة تأويلها \"صورة شاذين جنسيا وهما يعقدان القران\" وتتتابع الصور كما في برنامج باور بوينت جدير بليني ريفينستال: مؤمنون مستغرقون في الصلاة, ناخبون في اماكن الاقتراع, حقول من الحنطة, وفلاحون مجدون يذهبون للعمل في الحقول مع بزوغ نور فجر جديد.. صور جون كينيدي, ومارتن لوثر كينغ.. مهاجرون في إلليس ايلاند, وفي الختام, وعلم مرفوع على السارية وجنود امريكيون يصلون في العراق \"الحياة, الايمان, العائلة\". \r\n \r\n أما في شريط الفيديو الخاص بالمجموعة الثانية, كاثوليك اليانس, فنشاهد رواق كنيسة وقد اعيد ترتيبه, ويبرز سؤال يقول: \"هل الكاثوليكية تعني لكم هذا? ام انهم هم? \"مجموعة من المتعصبين المناهضين للاجهاض\", البابا, او الام تيريزا, او الكاردينال امولفو روميرو, وهكذا دواليك, في رواق يضم ممثلين لعلم اللاهوت للخلاص, للرحمة, وللالتزام الكاثوليكي الاجتماعي مثل النقابي سيزار تشافيز, والناشطة الكاثوليكية دوروثي دي, وشعار ختامي يقول: \"سيعمل الايمان على تحريك الجبال يوم 4 تشرين الثاني\". \r\n \r\n ويحتوي كلا الشريطين على صور كيندي, ومارتن لوثر كنغ, لكن الرسائل متعارضة, والصدام يتعلق بالاجهاض. فهو وارد بالنسبة للمحافظين في قائمة القضايا الاساسية, غير القابلة للمساومة, لذا فهي البرهان على عدم اهلية اوباما فيما يخص خوض الانتخابات الذي صرح اكثر من مرة عن دعمه لحق النساء في الاختيار, الذي يكفله القانون, في حين ان تحالفا طارئا من الكاثوليك العلمانيين والتقدميين يعتقد ان الموقف المتطرف فيما يخص الاجهاض يؤثر عكسيا, بحيث يؤدي الى التضحية بالاجندة الاجتماعية, وفي شريط الفيديو العائد الى أليانس, يبدو احد المتظاهرين جاثما على ركبتيه, ويرفع لوحة كتب عليها: \"فلنصلي من اجل خفض حالات الاجهاض\" انه موقف اوباما, حيث من المتوجب ان تكون نقطة اللقاء متمثلة بالاتفاق بشأن الانقاص من حالات الحمل غير المرغوب فيها. \r\n \r\n تصاعد حدة الصدام: ذرائعي هو كذلك, ذلك الموقف الذي يعتبر المعركة ضد قانون الاجهاض مضاعة, ريوفي, ويد, التي تكررت المصادقة عليها من قبل المحكمة العليا, وتؤكد ان من الاكثر فائدة تركيز القوى على حكم الاعدام, المحبة الاجتماعية, والدعوة الى السلام, موقف خطير كما تبين حالة نيكولاس كافاردي, استاذ علم القانون بجامعة فرانسيسكان ستيوبينفيللي في ايوا, فقد كان كافاردي وزميل له من اشد المعارضين للاجهاض منذ زمن, ثم اعلنا مؤخرا تأييدهما لاوباما, وصرحا علنا ان التصلب المناهض للاجهاض لن يعود بالفائدة على القضية الكاثوليكية. فتم ابعاد كليهما من الجامعة, ليعملا على تضخيم طابور \"المرتدين\" الذين قرروا التخلي عن ماكين في المراحل الاخيرة من الحملة الانتخابية, مما مثل خروجا جماعيا لمحافظين يتضمن كذلك الكاثوليكي كريستوفر باكلي, المطرود من قبل ناشانال ريفيو, المجلة التي اسسها والده, العميد المحافظ وليام اف. باكلي. وحصل ذلك بعد تبنيه لافكار اوباما. \r\n \r\n تصعيد في الصدام الداخلي طفا الى السطح في الاسابيع الاخيرة من خلال احداث بعينها, مثل الدعوة التي وجهها اسقف سكرانتون, جوزيف مارتينو الى هيئة الخورة طالبهم العمل عبرها على تضمين الخطبة الوعظية التي تحرم التصويت لكل من يعارض الاجهاض, وسكرانتون هي مسقط رأس الكاثوليكي المتعصب جوزيف بيدين, الذي مثل اختياره نائبا للرئيس بحد ذاته اعترافا باهمية الصوت الكاثوليكي بالنسبة لحملة اوباما. \r\n