لقد أعطى تشيني جورجيا وعودا وتطمينات كثيرة مبالغ فيها لدرجة أن الشعب الجورجي لم يصدقه - حسبما عبرت عن ذلك الصحف الجورجية - فقد تحدث عن الدعم الكامل من واشنطن لنظام ساكاشفيلي في جورجيا ودعم واشنطن لانضمام جورجيا لحلف شمال الأطلسي ووعوده بتقديم مساعدات كبيرة لجورجيا، كلها وعود في رأي الجورجيين للاستهلاك الإعلامي وليس لها صلة بالواقع، إذ إنه كيف لرجل مثل تشيني لم يبق له في البيت الأبيض أكثرمن شهرين أن يعطي مثل هذه الوعود التي فشل رئيسه في تحقيقها على مدى أكثر من عامين عندما وعد بوش جورجيا بعضوية حلف الناتو عام 2006 . \r\n \r\n \r\n بالقطع تصريحات تشيني لم تقبلها موسكو واعتبرتها تشجيعا لنظام ساكاشفيلي على المضي في مغامراته الطائشة، و قال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية اندري نيستيرينكو إن تصريحات المسؤولين الأميركيين حول دعم جورجيا تشجع المساعي العدوانية لنظام ساكاشفيلي. والوعود بضم جورجيا إلى الناتو تعزز لدى نظام ساكاشفيلي الشعور بعدم تعرضه لعقاب على ما يقترفه من أعمال، وتشجع مساعيه العدوانية. \r\n \r\n \r\n كما أثارت التصريحات التي أدلى بها ديك تشيني، حول دعم واشنطن لانضمام جورجيا إلى حلف شمال الأطلسي استياء في عدد من الدول الغربية وخاصة في ألمانيا. \r\n \r\n \r\n وردا على تصريحات نائب الرئيس الأميركي قال وزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير إن هذه التصريحات تمثل وجهة نظر تشيني الشخصية، مؤكدا موقف بلاده ودول أوروبية أخرى تجاه انضمام جورجيا إلى حلف شمال الأطلسي. \r\n \r\n \r\n ونقلت CNN عن شتاينماير قوله في مؤتمر صحفي مع نظيره الصربي فوك يرميتش، إن ألمانيا ودولا في الاتحاد الأوروبي، لا تزال مواقفها ثابتة إزاء رغبة تبليسي في الانضمام للناتو. ووصف تصريحات تشيني بأنها «غير منطقية». \r\n \r\n \r\n لم يتمكن نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني من تحقيق النتائج المرجوة من زيارته إلى أذربيجان حيث قوبل باستقبال فاتر. \r\n \r\n \r\n ووصف مصدر مسؤول أذربيجاني المحادثات التي جرت بين تشيني والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في باكو وتناولت الحرب في جورجيا ومستقبل مشروع خط الغاز «نابوكو»، بالصعبة. \r\n \r\n \r\n وبات معلوما أن تشيني قال لعلييف إن الولاياتالمتحدة ستستمر في دعم حلفائها في المنطقة وتعتزم تنفيذ مشروع «نابوكو» الذي يتضمن إنشاء خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي من آسيا الوسطى إلى أسواق العالم بعيدا عن روسيا التي لا تريدها واشنطن كطريق عبور رئيسي للنفط والغاز من آسيا الوسطى. غير أن علييف أفهم محدثه أنه وإن كان يثمّن العلاقات مع واشنطن إلا أنه لا يريد التشاجر مع موسكو. وهذا يعني أن باكو لا تريد الإسراع بتنفيذ مشروع «نابوكو». \r\n \r\n \r\n وعزا مراقبون عدم رغبة الرئيس علييف في التشاجر مع موسكو إلى أن باكو اعتبرت خسارة تبليسي لأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية وظهور الدبابات الروسية في جورجيا بمثابة إشارة إلى كل من ينوي الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي في القوقاز. \r\n \r\n \r\n ولا بد من الإشارة إلى أن الرئيس الأذربيجاني تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف بعدما انتهت محادثاته مع نائب الرئيس الأميركي. \r\n \r\n \r\n ومن الواضح أن أذربيجان تتطلع لتغيير موقفها من خطوط أنابيب النفط والغاز المارة في الأراضي الجورجية. وقد بدأت أذربيجان بضخ المزيد من النفط عبر خط الأنابيب الذي يربط باكو بميناء نوفوروسيسك الروسي على البحر الأسود. كما تميل أذربيجان إلى ضخ غازها المعد للتصدير عبر روسيا بدلا من جورجيا وتركيا. \r\n \r\n \r\n كاتب ومحلل سياسي روسي \r\n \r\n