\r\n ويشهد داود نصار, في الوقت ذاته, الجيران الذين رسمت مزاعمهم المنافسة قطعة الارض الريفية, ذات المئة هكتار, ووضعتها في صميم الصراع. \r\n \r\n فهذا العقار الفلسطيني الوحيد الواسع, الذي يحتل مكانا عاليا من الارض في هذا القسم من الضفة الغربية, مطوق بمستوطنات يهودية آخذة في التوسع, وتطمع فيها تلك المستوطنة الجاثمة على قمة التلة الاقرب منها, وتبعد عنها مسافة 800 ياردة. \r\n \r\n ومن جيل كامل تقريبا, وداود نصار وعائلته يدافعون عن ارضهم وهم عزل من السلاح, مقابل مجموعة من المستوطنين مسلحين بمسدسات, اقاموا الحواجز في سهول المزرعة, واقتلعوا, اشجار الزيتون, وحاولوا تدمير الطرق المؤدية اليها بالبلدوزرات, وعطلوا التراكتور وصهريج الماء المقام على سطح الدار. \r\n \r\n وقد رفضت عائلة نصار طلبات يهود مجهولين, عرضوا عليها شيكات مفتوحة مقابل هذا العقار, وانفقت 145000 دولار في ماراثون معركة قانونية, للاحتفاظ بالارض التي كان جدّ داود نصار اشتراها عام ,1916 وهو مسيحي من لبنان, عندما كانت جزءا من الامبراطورية العثمانية. وعلى مدى يزيد على 90 عاما, اشتغلت عائلة نصار في هذه الارض, وزرعت اشجار اللوز والتين والعنب والزيتون والإجاص والرمان. \r\n \r\n وتمثل العداوة المستحكمة على هذه التلال البارزة, والمرتفعات والوديان, في جنوب بيت لحم وشرقها, وهي منطقة تبلغ مساحتها 27 ميلا مربعا, من ضمنها مزرعة آل نصار, نموذج للصراع الفلسطيني - الاسرائيلي المستمر منذ عقود من الزمن ... وهو صراع جذوره الارض. \r\n \r\n ولفتح الطريق امام مباحثات السلام, التي استؤنفت بين الجانبين في شهر كانون الاول ,2007 بعد توقف استمر سبع سنوات, تعهد رئيس الحكومة الاسرائيلية إيهود أولمرت, بالاحجام عن التصريح ببناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية. لكنه قال انه لن يمنع \"النمو الطبيعي\" للمستوطنات, مثل تلك المستوطنات القائمة في هذه المنطقة, التي يسميها اليهود \"غوش عتصيون\", وتتوقع اسرائيل الاحتفاظ بها ضمن اتفاقية سلام نهائية. \r\n \r\n وقال داود نصار, ذو الشخصية الهادئة, والمتأمل ان تنتهي هذه القضية لصالحه, ان\"الاسرائيليين يريدون الاستيلاء على هذه المنطقة كلها, ويخططون لاجبار العدد الاكبر الممكن منّا على الرحيل عنها. لكن علينا تشجيع الناس وتقوية عزيمتهم على البقاء فيها\". \r\n \r\n من مستوطنة \"نيفي دانيال\" اليهودية, يستطيع شاؤول غولدشتاين رؤية مزرعة نصار عبر الوادي الضيق, فيوقف سيارته عند مرتفع من الارض, حيث العمال يشيدون فيللا من الحجر الابيض, وسقوفا من القرميد الفخاري الاحمر, كلفتها 500000 دولار, للقادمين الجدد من المستوطنين. وقال غولدشتاين, المهندس الميكانيكي, والضابط القديم في سلاح الجو الاسرائيلي, ويعمل عمدة لمجموعة من المستوطنات التي تشكل \"المجلس الاقليمي لغوش عتصيون\", \"من وجهة نظري, ان اسرائيل من البحر المتوسط حتى وادي الاردن هي دولة يهودية. فأراضيها منحت اولا وقبل كل شيء للمواطنين اليهود\". \r\n \r\n وغولدشتاين هذا مدافع نشيط وحازم عن حركة الاستيطان, واحد اكثر زعمائها اعتدالا. ويتفاخر غولدشتاين \"بعلاقته الطيبة جدا\" مع العاملين الفلسطينيين في شركة الانشاءات التي يملكها, وكذلك مع معظم جيرانه الفلسطينيين, الذي يقول عنهم انه ينبغي ايواؤهم فيما يسميه ارض اسرائيل. \r\n \r\n ومن جانب آخر, يشكو غولدشتاين من ان مبادراته للتعاون مع رؤساء المجالس القروية الفلسطينيين, حول قضايا الاستعداد للهزات الارضية, مثلا, وحول تنقية المياه, قد رفضتها القيادة الفلسطينية في رام الله. ويصوّر غولدشتاين المعركة القانونية لعائلة نصّار, التي عطّلت توسيع مستوطنته, كمثال على الموقف المعارض ذاته. وقال, \"من الصعب اقامة التعايش وعلاقات مدنية مع اناس يعتبرون انفسهم جزءا من مجتمع يعلن عليك الحرب\". وتقول اسرائيل, ان لديها مطالبة خاصة بهذا الجزء من الضفة الغربية تعود تاريخيا الى مملكة داود. \r\n \r\n كانت جماعة يهودية قد ازدهرت هنا حتى العهد الروماني, ثم اعيد احياؤها في الاربعينيات باسم \"كيبوتز كفار عتصيون\", على ارض تمّ شراؤها في العقد السابق. وكانت تقع تحت ادارة الجيش العربي الاردني حتى نهاية حرب عام ,1948 التي قاتل فيها ولد غولدشتاين. \r\n \r\n وفي عام ,1967 اعيد احياء هذه الجماعة, واصبحت اول مستعمرة تقام على ارض تمّ الاستيلاء عليها من الاردن في حرب ذلك العام, ورمزا لحلم صهيوني لاستعادة اسرائيل التوراتية. \r\n \r\n ومنذ ذلك الحين, واسرائيل تقوم بتوسيع ممتلكات الكيبوتز, لما قبل ,1948 بشكل كبير, بالاستيلاء على اراض زراعية من فلسطينيين يعيشون عليها منذ زمن بعيد, وتحويلها الى مستوطنين يهود, وهو ممارسة تضاعفت اشكالها في عموم انحاء الضفة الغربية. \r\n \r\n وعلى الرغم من اعتبار ذلك, وعلى نطاق واسع, انتهاكا للقانون الدولي, الا انها ممارسة مقّننة في النظام التشريعي الاسرائيلي, وتعرّف احدى اللجان العسكرية الاراضي المطموع فيها بالاراضي غير المملوكة او غير المستغلة, وتعلن انها \"اراضي دولة\". وان ادّعى فلسطيني انها من املاكه, فأمامه فرصة 45 يوما للاستئناف امام محكمة عسكرية.0 \r\n \r\n \r\n