واثبتت محاولات الاعتداء بالسيارات المفخخة التي استهدفت في نهاية حزيران/يونيو مرقصا في لندن ومطار غلاسكو وقام بها اطباء هنود واردنيون وعراقيون متأثرون باساليب تنظيم القاعدة، ان انصار اسامة بن لادن ماضون في مساعيهم. \r\n \r\n واعتبر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن في تقريره السنوي ان \"مخاطر الارهاب الاسلامي تبقى اكبر من اي وقت مضى ويبدو انها تتفاقم\". \r\n \r\n وتابع المعهد ان القاعدة ازدادت \"قدرة على الصمود والتكيف\"، موضحا ان \"الولاياتالمتحدة وحلفاءها يسعون منذ ست سنوات لاستئصال هذا الخطر ويظهر بوضوح متزايد انها لم تنجح في ذلك\". \r\n \r\n وذكرت وكالات الاستخبارات الاميركية ال16 في تقرير \"نعتقد ان القاعدة نجحت في حماية او استبدال عناصر اساسية في قدرتها الهجومية من بينها ملاذ في المناطق القبلية الباكستانية وقادة عملياتها وقيادتها العليا\". \r\n \r\n ورسم مدير جهاز الاستخبارات الداخلية البريطانية (ام اي 5) جوناثان ايفانز صورة قاتمة جدا للوضع مشيرا الى ان \"هناك سيلا متواصلا من المجندين لقضية التطرف\". \r\n \r\n واوضح ان \"الارهابيين يستهدفون الآن بشكل منهجي ومتعمد شبانا واطفالا\"، ما يعتبره الاكثر خطورة في الامر. \r\n \r\n وقال ان الجهاديين \"ينشرون التطرف والعقيدة بين شبان في اوضاع هشة ويدربونهم على ارتكاب اعمال ارهابية\". واضاف \"رأينا هذه السنة شبانا لا تتعدى اعمارهم 15 او 16 عاما يتورطون في نشاطات مرتبطة بالارهاب\". \r\n \r\n واوضح ان عدد الافراد الذين تم التعرف اليهم في بريطانيا على انهم ضالعون في الارهاب الناتج عن التطرف الاسلامي تخطى الالفين هذه السنة مقابل 1600 العام الماضي، محذرا من احتمال وجود عدد مواز من الافراد المرتبطين بالارهاب والذين لم يتم رصدهم. \r\n \r\n واعتبر الرئيس السابق حتى العام 2004 ل\"وحدة بن لادن\" في وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) مايكل شاور ان خطر القاعدة يظهر من خلال \"تفكيك خلايا متأثرة بالقاعدة او مرتبطة بها في اسبانيا وايطاليا والمانيا والدنمارك\". \r\n \r\n وقال ان هذه الشبكات تستخدم الارهاب لردع الدول عن المشاركة في \"الحرب الشاملة ضد الارهاب\" التي تقودها الولاياتالمتحدة، وعلى الاخص من بينها الدول المشاركة في العمليات العسكرية في العراق وافغانستان. \r\n \r\n وسجلت اعمال العنف في افغانستان مستوى قياسيا خلال 2007 وخصوصا من حيث عدد العمليات الانتحارية التي عمت هذا البلد وصولا الى قلب العاصمة كابول. \r\n \r\n وفيما لم يكن هذا النوع من الهجمات من الممارسات المعهودة في هذا البلد حيث لم ينفذ المجاهدون الافغان مثلا عمليات انتحارية ضد القوات السوفياتية، وقعت حوالي 150 عملية من هذا النوع منذ مطلع السنة متسببة بسقوط القسم الاكبر من القتلى المئتين الذين سجلوا في صفوف القوات الاجنبية. \r\n \r\n ولا يزال اسامة بن لادن الذي يرجح معظم الخبراء الغربيين ان يكون مختبئا في المناطق القبلية النائية على الحدود الباكستانية الافغانية، يتحدى الولاياتالمتحدة وحلفاءها. \r\n \r\n وفي تسجيل صوتي تم بثه في 29 تشرين الثاني/نوفمبر، توجه زعيم تنظيم القاعدة الى \"الشعوب الاوروبية\" ليحثها على ممارسة ضغوط على قادتها من اجل الانسحاب من افغانستان، سعيا لشق صفوف الجبهة الغربية المعادية للارهاب. \r\n \r\n ويرى الخبراء ان القاعدة ستظل في السنوات القادمة تشكل خطرا ذا وجهين، الاول هو قدامى الشبكة الذين ما زالوا يحظون بعلاقات ووسائل تحرك بالرغم من مطاردتهم واضعافهم. \r\n \r\n اما الوجه الثاني فهو المجندون الجدد الذين يكتسبون العقيدة وينزعون الى التطرف من تلقاء انفسهم عبر الانترنت بصورة اساسية ويتعذر رصدهم الى ان يقرروا التحرك.