\r\n البعض الآخر نظر لهذا الأمر من زاوية مختلفة وقال ان هذا الشيء يشكل انتصاراً اخلاقياً ومعنوياً للجماهير من الاتراك البسطاء على النخبة المشكلة اساسا من العلمانيين الذين تتركز الثروة والسلطة في ايديهم. \r\n \r\n في الحالتين فإن ارتقاء غول من كونه فرداً في اسرة عاملة متوسطة من الاناضول إلى قمة هرم السلطة العلمانية في بلاده سيغير دون شك السياسات التركية. العهد الجديد قد يشهد المزيد من الحريات ولكن سيكون هناك دون شك المزيد من التدخلات من جانب الجيش. \r\n \r\n يعرف عن عبد الله غول انه شغل من قبل منصب وزير الخارجية وبزغ نجمه في ذلك المنصب كثيراً على المستوى الدولي. الآن ارتقى عبد الله غول من جديد ووصل في ارتقائه هذا إلى منصب الرئيس. منصب الرئيس في تركيا هو رمزي إلى حد بعيد ومع ذلك فإنه يتمتع بسلطات لا يستهان بها يأتي على رأسها تمتعه بحق النقض لالغاء أي تشريع أو الغاء أي تعيين يتم لكبار المناصب الحكومية. ومما يغيظ الجيش إلى أبعد الحدود ان غول أصبح بحكم منصبه الجديد القائد الاعلى للقوات المسلحة التركية. \r\n \r\n كبار القادة العسكريين من اصحاب الازرة الصفراء رفضوا أداء التحية العسكرية له خلال الظهور الرسمي الأول له وابقوا انفسهم بعيدين عن احتفاء اداء القسم الذي تم في الاسبوع الماضي.كذلك فعلت زوجة غول التي اثار ارتداؤها لغطاء الرأس الاسلامي ازمة سياسية خلال الاشهر الاربعة الماضية أي منذ اعلانه عن ترشيح نفسه لمنصب الرئيس. هناك حظر كامل في تركيا على ارتداء غطاء الرأس الاسلامي في جميع الابنية الرسمية والمدارس، والآن الغي في المجمع الرئاسي الذي كان يقيم فيه مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال اتاتورك. خلال القائه لخطاب التنصيب، حاول غول تهدئة مخاوف منتقديه من خلال اعلان التزامه بالتقيد بالمبادئ العلمانية لجمهورية اتاتورك. كذلك كال غول المديح للجنرالات واعلن التزامه بالعمل على الاستمرار في الطريق لنيل العضوية لبلاده في الاتحاد الاوروبي. \r\n \r\n ألمح الاقتصادي السابق البالغ من العمر 56 عاما والرئيس الحالي إلى امكانية الاخذ بتفسير اقل تشددا للعلمانية المعمول بها في تركيا. فالعلمانية المعمول بها في تركيا كما عرفها اتاتورك هي محاصرة الرموز الاسلامية والسيطرة القوية للدولة على مظاهر الحياة الدينية. \r\n \r\n وذكر غول ان العلمانية هي شرط مسبق «للسلام الاجتماعي» وعرض ايضاً موديلا «بأنماط مختلفة» وقد اثارت كلماته البعض ونظر اليها على انها دليل على اعتزامه العمل على تخفيف القيود على ارتداء غطاء الرأس والتعليم الاسلامي. الكثير سيعتمد على رئيسه السابق رجب طيب اردوغان وعلى الكيفية التي سيتصرف بها وكيف سينظر الجيش إلى ذلك. فالجيش التركي ينظر لنفسه على انه حام للعلمانية وقد سبق له التحرك واطاح بأربع حكومات منذ 1960 وهدد بالتدخل ولكنه احجم عن ذلك حتى الآن. \r\n \r\n اقر غول حكومة مؤيدة للتوجه نحو اوروبا وهناك صدام يلوح في الافق حول دستور «مدني» كان اردوغان قد اقترح الاخذ به في العام القادم بدل الدستور الحالي الذي كتبه الجنرالات بعد انقلابهم الاخير في 1980 البنود التي سربت للصحافة تصف الدستور المقترح بأنه يتضمن تعديلات ثورية. فكبار المسؤولين لن يكونوا بمنأى عن المحاكمة في محاكم مدنية، وسيتم الغاء محاكم الاستئناف العسكرية وسيتم تعليم اللغة الكردية كلغة ثانية في المدارس الحكومية وسيتم توسيع تعريف «الهوية التركية» ليضم مواطنين من خلفيات واعراق مختلفة. الجيش بطبيعة الحال لا يشعر بالارتياح حيث سبق لقائد الاركان الحديث عن «مراكز الشر» الساعية لاضعاف العلمانية. البعض يقول ان الجيش قد يسعى لدق اسفين بين الرئيس واردوغان. فهناك كان على الدوام نوع من التنافس السياسي بين الرجلين. الدستور الجديد المقترح يدعو أيضاً لتقليص سلطات الرئيس، فهل سيسعى غول لوقف اقرار ذلك الدستور؟ \r\n \r\n ما يفكر به الجنرالات قد يكون مجرد امنيات لا أكثر. \r\n