\r\n الجمهورية الخامسة التي اقامها ديغول كانت اشبه ما تكون بالملكية المنتخبة. فالرئيس كان يتمتع بكل السلطات باستثناء الدفاع والخارجية،وبطبيعة الحال لم يكن يعين رئيس الوزراء كون الحكومة الفعلية كانت تشكل من قبل الغالبية في البرلمان. بالنسبة للكثير من الليبراليين الروس والمراقبين الاجانب، فإن نظام بوتين بدأ يتحول إلى نسخة محسنة ومطورة للنظام السوفياتي السابق مع التركيز على القوة الاقتصادية والقومية بدل الايديولوجية. \r\n \r\n ويقول بوتين نفسه ان هناك صفحات سوداء في تاريخ روسيا أقل بكثير مما هو موجود في التاريخ الاميركي مثل العنصرية وشن هجمات باستخدام الاسلحة النووية ضد اليابان واستخدام المواد الكيماوية في تدمير الغابات الفيتنامية. طبعا عمد بوتين إلى حذف الصفحات الخاصة بالارهاب الستاليني والمزارع الجماعية المعروفة باسم الكولاك من السجلات السوفياتية. بوتين يعمل على تمجيد الحزب الشيوعي الذي طهر البلاد من الجرائم وتمكن في النهاية من الحاق الهزيمة بالمانيا النازية وهذا من وجهة نظر البعض يعني اعطاء الشرعية للاعمال التي يقوم بها حاليا على انها تخدم الشعب الروسي وروسيا. من الاعمال التي قام بها مؤخرا ارسال الصحفية لاريسا آراب الدائمة الانتقاد لحكمة إلى مصحة للأمراض النفسية، وهو نوع من انواع العقاب الذي مورس خلال الحقبة السوفياتية كذلك تمت مهاجمة بعض الصحفيين الآخرين وايذاؤهم جسديا وهذا ينطبق ايضا على المنشقين والمعارضة والمتظاهرين، ويوجد هناك الكثير من الجرائم التي لم يعرف مرتكبوها حتى الآن وان كان البعض ينسبها لجهات رسمية. برامج التليفزيون والافلام اخذت الطابع «الوطني» وخاصة فيما يتعلق بتمجيد الاجهزة الاستخبارية السوفياتية التي يجري تكريمها سنويا في احتفالات تجرى في يوم محدد من كل عام. \r\n \r\n وينظر الروس للقيم الليبرالية والانسانية على أنها شيء مرفوض كونها تفرض عليهم من قبل الغرب ويصفون هذه القيم بانها «يوتوبيا ونفاق». وينظر الروس كذلك إلى «ثورة الألوان» في الجمهوريات السوفياتية السابقة على انها محاولة لتطويق وعزل روسيا من قبل واشنطن وبروكسل. ويرى الروس ان انسحاب اميركا من معاهدات التسلح الموقعة وزحف الناتو إلى حدود روسيا الانشطة الاميركية في القوقاز واقامة قواعد عسكرية اميركية في آسيا الوسطى على انها أمور ترقى إلى مستوى العدوان وكتب المستشار السابق لغور باتشوف اندري غراشيف يقول ان الغرب ينظر إلى روسيا على انها مركز للقوة «يجب التعامل معه بشكل لا يصبح هناك اي مستقبل لروسيا كقوة فعلية». \r\n \r\n الدول الغربية التي تحتفظ بعلاقات اقتصادية قوية مع روسيا وخاصة في مجال الطاقة يتملكها القلق وهي تعرب بالتالي عن قدر من التسامح تجاه الاتجاهات التسلطية لبوتين في المقابل نجد ان الدول حديثة العهد بعضوية الاتحاد الاوروبي المجاورة لروسيا مثل دول البلطيق وبولندا وجورجيا تصر على ان روسيا قد عادت القهقرى وبدأت تتخذ مواقف معادية للغرب. ان هذه الدول قد طالتها لعنة الجغرافيا بسبب قربها من روسيا وليس بوسعها تغيير اماكن وجودها على الخريطة في الوقت الذي يفصلها محيط واسع عن صديقتها اميركا. \r\n