\r\n وقد سعى وزير الخارجية عبدالله غول اثر اعلانه مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم للانتخابات الرئاسية التركية الى طمانة الاوساط العلمانية مؤكدا حرصه على احترام مبادىء العلمانية لكنه طالب في الوقت نفسه باحترام قرار زوجته ارتداء الحجاب. \r\n \r\n \r\n وقال غول في مؤتمر صحافي في مقر البرلمان الثلاثاء \"على رئيس الجمهورية بموجب الدستور التمسك بقيم الجمهورية الديموقراطية العلمانية. واذا ما انتخبت في هذا المنصب ساحرص دون شك على ان تحترم هذه المبادىء\". \r\n \r\n \r\n وردا على سؤال حول ارتداء زوجته الحجاب، طالب غول ب\"احترام\" قرار زوجته. \r\n \r\n \r\n واضاف \"انه قرار شخصي وحق فردي وعلى الجميع احترامه\". \r\n \r\n \r\n واسوة بغالبية كوادر حزب العدالة والتنمية المنبثق عن الحركة الاسلامية وان كان يقدم نفسه على انه حزب ديموقراطي محافظ، فان خير النساء زوجة غول شانها في ذلك شان زوجة رئيس الوزراء امينة اردوغان تضع الحجاب الذي يثير استياء العلمانيين ويبرز الجدل القائم في البلاد. \r\n \r\n \r\n ويدور الجدل حاليا حول السؤال التالي: هل يمكن لرجل تضع زوجته الحجاب ان يصل الى اعلى منصب في دولة علمانية؟. \r\n \r\n \r\n ولم يخف اردوغان منذ وصول حزبه الى السلطة عام 2002 رغبته في تليين القانون المتعلق بالحجاب لكن بدون ان يتمكن من ذلك بسبب معارضة المؤسسة العلمانية وبينها الجيش، التي ترى في الحجاب رمزا واضحا على تدخل الدين في السياسة. \r\n \r\n \r\n وينظر الى الحجاب على انه رمز لهذه الحركة حيث ان الاوساط العلمانية في تركيا تعتبر وصول امرأة محجبة الى منصب السيدة التركية الاولى امرا لا يمكن تصوره. \r\n \r\n \r\n ولم تتم دعوة الزوجات المحجبات لكوادر حزب العدالة والتنمية ابدا الى القصر الرئاسي حيث يعتبر رئيس الدولة المنتهية ولايته احمد نجدت سيزر العلماني ان القصر يجب ان يكون مغلقا امام المحجبات. \r\n \r\n \r\n ورئيس الدولة هو ايضا القائد الاعلى للقوات المسلحة التركية. \r\n \r\n \r\n وبالتالي كيف يمكن قبول قائد اعلى للجيش زوجته محجبة في حين ان الحجاب محظور بشدة على زوجات ضباط الجيش الذي يعتبر نفسه حامي العلمانية في البلاد. \r\n \r\n \r\n وطرح رئيس هيئة اركان الجيش الجنرال يشار بويوكانيت سؤالا في هذا الصدد خلال مؤتمر صحافي عقده مؤخرا مؤكدا في الوقت نفسه انه يرغب في وصول رئيس متمسك بمبادىء العلمانية. \r\n \r\n \r\n وفي حال تولي عبد الله غول الرئاسة فان زوجته لن تكون اول سيدة تضع الحجاب في القصر الرئاسي. \r\n \r\n \r\n ففي الواقع كانت لطيفة اوساكي زوجة مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال اتاتورك تغطي شعرها في البداية عند تاسيس الجمهورية في العام 1923. \r\n \r\n \r\n لكنها خلعت الحجاب مع بدء الاصلاحات العلمانية ومن بينها تلك المتعلقة بالملبس والتي تثني النساء عن وضع الحجاب وتحظر على الرجال وضع الطربوش او العمامة. \r\n \r\n \r\n الا انه خلافا للافكار السائدة، فان تقريرا نشر في العام 2006 يشير الى ان نسبة التحجب في تراجع لدى التركيات. ومن بين 1500 امرأة تم استطلاع آراؤهن، قالت 36% منهن انهن يخرجن الى الشارع بدون حجاب. وكانت هذه النسبة 27.3% عام 1999. \r\n \r\n \r\n وقد ظهرت \"برجوازية اسلامية\" في السنوات الماضية في المدن التركية الكبرى. \r\n \r\n \r\n واصبحت عروض ازياء الملابس الاسلامية امرا عاديا في المدن الكبرى وهو ما لم يكن واردا قبل عشر سنوات. \r\n \r\n \r\n واعتبرت خبيرة علم المجتمع التركية نيلوفر غول في كتابها \"مسلمات ومتطورات: الحجاب والتحضر في تركيا\" ان خلف الحجاب تظهر ملامح جديدة للمرأة المسلمة حيث انها اصبحت مثقفة وناشطة اجتماعيا. \r\n \r\n \r\n