\r\n في عام 1961 تم إجبار احد الأكاديميين المحترفين على الانسحاب تحت تهديد مدافع الجنرالات. في هذه الايام لم يعد بوسع الجيش ان يلوح باستخدام مدافعه ودباباته وذلك وسط رغبة تركيا العارمة في الانضمام للاتحاد الأوروبي مما جعل تركيا أكثر ديمقراطية حتى وان كانت الانتخابات الرئاسية غير مباشرة حيث أنها تحسم عبر البرلمان. \r\n \r\n ومع ذلك نجد أن ظلال الجنرالات موجودة وهي تراقب الرئيس الحالي أحمد نجدت سيزار، ذلك القاضي العلماني الغيور على العلمانية وهو يغادر منصب الرئاسة في اوائل مايو القادم. في هذه المرة بدأ يعلو صوت الجنرالات مع حلفائهم من العلمانيين وهم يحذرون بأن العلمانية في تركيا الآن في خطر. كل هذا لأن رئيس الوزراء التركي الإسلامي المعتدل رجب طيب أردوغان الذي يترأس «حزب العدالة والتنمية» والذي يتمتع حزبه بالغالبية في البرلمان يفكر في شغل منصب الرئاسة بنفسه. \r\n \r\n الرئيس في تركيا يتمتع بموجب الدستور بسلطة تعيين قائد الجيش ويعد الجيش التركي ثاني أكبر جيش في الناتو كما أنه يعين جميع القضاة وعمداء الجامعات وتمتع أردوغان في حالة أن اصبح رئيسا بمثل هذه السلطات قد يمكنه من تدعيم النهج السياسي الإسلامي كما يقول منتقدوه. \r\n \r\n وما يثير سخط الكثيرين في تركيا أن زوجة أردوغان ترتدي الحجاب الإسلامي وذلك بالطبع لا يروق للعلمانيين. \r\n \r\n هل الأمور حقيقة سيئة كما يقال؟ خلال شغله لمنصب رئيس الوزراء حاول أردوغان لمس بعض القضايا الاسلامية القليلة والمحدودة مثل التحريم الشرعي للزنا وتوسيع فرص خريجي المدارس الدينية لدخول الجامعات العادية وتعيين مصرفي اسلامي سابق محافظا للبنك المركزي، على اية حال لم يحاول أردوغان التلاعب بالعلمانية التركية ذات التوجهات الغربية، فحزب أردوغان لم يرفع صور مرشحات الحزب وهن يرتدين الحجاب في الانتخابات الاخيرة وهو بالتأكيد لن يفعل ذلك في الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في نوفمبر . \r\n \r\n ما الذي يمكن للجيش أن يفعله لوقف أردوغان؟ ضمن الظروف الحالية السائدة لا شيء تقريبا سوى إصدار التحذيرات. تقول الصحفية التركية المشهورة أوميت بوينر «لقد ولى زمن الانقلابات العسكرية». \r\n \r\n السؤال الأكثر سخونه في تركيا الآن هو: هل يرشح أردوغان نفسه أم لا ؟ الرجل له كاريزما لدى الشعب التركي ستمكنه من حشد الشعب التركي خلفه وخلف حزبه من أجل تحقيق نصر انتخابي كبير . \r\n \r\n الحقيقة أن غول وزير الخارجية يصلح أكثر من أردوغان لشغل منصب الرئيس فهو من المؤيدين لتوجهات تركيا نحو الغرب ويده نظيفة لم تلطخ بالفساد كذلك يتكلم غول الانجليزية بطلاقة، المشكلة أن زوجة غول ترتدي أيضا الحجاب الإسلامي! \r\n