\r\n وها نحن نطلق هذه الشراكة الثنائية، حفزاً منا لدور وقود \"الإيثانول\" في موارد الطاقة المختلطة في بلدينا، بينما نعمل في ذات الوقت على توفير وقود البيوديزل فيهما بمستوى أوسع مما هو عليه الآن. ويتزامن إطلاق هذه المبادرة، مع خلقنا المشترك للفرص الكفيلة بتوسيع هذه البرامج ونشرها على المستوى العالمي. وتقوم هذه المبادرة في الأساس، على ما أنجزته البرازيل في مضمار منتجات الطاقة البيولوجية. وقد أسفرت أربعون عاماً من البحث والابتكارات التقنية المتصلة في هذا المجال، عن تمكين البرازيل من الاكتفاء الذاتي في مجال النفط، وذلك نتيجة لتحويل 40 في المئة من استهلاك البرازيل للنفط، إلى طاقة \"الإيثانول\". أما محركات \"فليكس فيول\" -أي محركات الطاقة المرنة- التي تعمل بأي خليط من مصادر الطاقة البيولوجية، فقد تمكنت من تحويل \"الإيثانول\" إلى مصدر مأمون، ويعول عليه في مجال الطاقة. واليوم فنحن نتطلع إلى تحقيق طفرات تقنية جديدة، ونحن ننشغل بتطوير سوق البيوديزل المحلية الخاصة بنا. \r\n ومهما يكن فإن كلاً من \"الإيثانول\" و\"البيوديزل\"، يُعدان أكثر من مجرد إجابة أو علاج لإدماننا الخطير لمنتجات الطاقة الأحفورية. ذلك أننا نريد أن نشرع عملياً في إعادة تقييم شاملة لاستراتيجيتنا الخاصة بحماية البيئة. فإلى جانب قابليتها للتجدد، تتسم منتجات \"البيوديزل\" في البرازيل بنظافتها وقدرتها التنافسية العالية. ومن خصائص \"الإيثانول\" المصنوع من قصب السكر، أنه لا يخلف وراءه مواد ملوثة، طالما يتم تدوير المادة الخام كلها، بينما يتم تحويل المنتجات الجانبية إلى أسمدة للتربة. وفي الوقت ذاته، يعرف نبات قصب السكر بامتصاصه للكربون من الغلاف الجوي، ما يعني مساهمته في التخفيف من درجة تركيز غازات بيت الزجاج في الغلاف الجوي. \r\n ولموارد الطاقة البديلة هذه، قدرة كبيرة في التخفيف من وطأة الاعتماد الدولي الكبير على حفنة من الدول دائماً، من أجل الحصول على ما نحتاجه من منتجات الطاقة. وينص الاتفاق المبرم بين البرازيل والولاياتالمتحدة الأميركية، على تنويع إنتاج الطاقة البيولوجية عبر تحالفات ثلاثية مع طرف دولي أو إقليمي ثالث. وربما تشمل هذه الشبكة الجديدة، الدول المنتجة للنفط، فيما لو رغبت في إضافة وخلط طاقة \"الإيثانول\" أو \"البيوديزل\" مع ما لديها من احتياطيات من الطاقة الأحفورية. وهذه وصفة لزيادة الدخل القومي، وخلق المزيد من الوظائف وفرص العمل، إضافة إلى التخفيف من وطأة الفقر، في الكثير من الدول النامية التي يتوفر فيها \"البيوماس\" بكميات كبيرة. \r\n ولكي تجد هذه المقترحات فرصة لها للتطبيق العملي، فإنه يلزم وضع لبنات عالمية للسوق الخاصة بهذه المنتجات البديلة. ولأجل هذا الغرض، فقد انضمت البرازيل إلى كل من الولاياتالمتحدة الأميركية والهند والصين وجنوب أفريقيا والاتحاد الأوروبي، لتطلق هذه الدول والكيانات معاً، ما يسمى ب\"المنتدى العالمي حول الوقود البيولوجي\"، خلال شهر مارس الجاري. ويهدف هذا المنتدى، إلى تأمين الظروف اللازمة لجعل \"الإيثانول\" حالياً، ثم \"البيوديزل\" لاحقاً، سلعة عالمية قابلة للتسويق. وفي الإمكان تحقيق هذا الهدف، ما لم تعق سياسات حماية الاقتصادات الوطنية، تسويق منتجات الطاقة البديلة هذه. ومما يثير القلق، أن الدعم الحكومي الأميركي المقدم لبرنامج \"الإيثانول\" القائم على الذرة الشامية، قد أدى إلى ارتفاع ملحوظ في أسعار الحبوب الأميركية، بنسبة بلغت نحو 80 في المئة من سعرها الأصلي. وهذا ما يضر بمنتجي اللحوم ومنتجات فول الصويا عالمياً، بقدر ما يشكله من مهددات للأمن الغذائي العالمي. \r\n وفي المقابل، فقد تمكن النجاح الكبير الذي حققه برنامج الإيثانول البرازيلي، من تبديد أساطير بعينها. فالإيثانول لا يشكل مهدداً مباشراً للغابات المطرية المدارية كما يشاع. والسبب هو أن التربة الأمازونية –التي تنتشر فيها تلك الغابات- تتسم بضعف خصوبتها، ما يجعلها غير ملائمة لإنبات قصب السكر فيها. ثم إن الالتزام الثابت بحماية البيئة، قد ساعد في خفض إزالة الغابات بمعدل 52 في المئة، خلال السنوات القليلة الماضية. وهكذا نكون قد فرغنا من تبديد الأسطورة الأولى. أما الثانية، فتذهب إلى أن إنتاج قصب السكر، يمثل تهديداً للإنتاج الغذائي. أما الحقيقة فهي أن أقل من خمس واحد، من مجمل الأطيان المزروعة في البرازيل، والبالغة مساحتها 340 مليون هكتار، يستغل لزراعة المحاصيل الغذائية، في حين لا تستغل إلا نسبة 1 في المئة فحسب، أو ما يعادل نحو 3 مليون هكتار، لزراعة قصب السكر الذي يستخلص منه غاز الإيثانول. وبالمقارنة ذاتها، تصل مساحة الأراضي الرعوية المستخدمة حالياً، إلى 200 مليون هكتار، حيث يجري التوسع في زراعة قصب السكر فيها الآن. ولذلك فإن التحدي الرئيسي فيما يتعلق بتوفير الأمن الغذائي للمواطنين، يتمثل في تخطي مشكلة الفقر، ووقف الانحدار المنظم للمزيد من المواطنين إلى ما دون خط الفقر. وهذا هو ما دعانا لإطلاق حملة جديدة هنا وفي خارج حدود بلادنا، تهدف إلى تأمين الحد الأدنى من الدخل اللازم لكل مواطن في مختلف الفئات الاجتماعية، حتى يتمكن من تناول ثلاث وجبات غذائية يومياً. والمعلوم أن الزراعة لا تكتفي بتوفير المحاصيل الغذائية فحسب، وإنما تسهم أيضاً في تأمين وسائل الحياة للملايين من صغار الفلاحين عالمياً. ولذلك فإن في انتشار زراعة قصب السكر وفول الصويا وغيرهما من المحاصيل القابلة لتحويلها إلى مصدر للوقود البيولوجي، ما يؤمّن لملايين الأسر الفلاحية الصغيرة، الموارد المالية اللازمة لدعم حياتها المعيشية. \r\n أما في مجال الطاقة، فنعلم جميعنا أن أمنها، إنما يعتمد على قدرتنا على تنويع مصادرها. ولما كانت البرازيل والولاياتالمتحدة الأميركية تمثلان ما يزيد على نسبة 70 في المئة من إجمالي إنتاج الإيثانول العالمي، فها نحن نقتسم الأسواق والخبرات التكنولوجية فيما بيننا، من إنتاج المزيد من الطاقة النظيفة المتجددة، وذات الكفاءة العالية في الاستهلاك. \r\n \r\n الرئيس البرازيلي \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست\" \r\n