نتيجة لهذا التغير في المزاج الدولي قضى بينوشيه الذي حكم تشيلي عقب انقلاب عسكري لفترة طويلة امتدت من 1973 حتى 1990 سنوات عمره الاخيرة وهو يجاهد من اجل تجنب المحاولات التي تبذل لاحضاره امام العدالة، والعديد من المحاولات كادت تنجح واكثرها شهرة ما جرى عام 1998 عندما اعتقل بينوشيه في لندن وبقي معتقلا فيها لاكثر من عام بعد ان تقدمت اسبانيا بطلب تسليمه حيث امر قاض هناك باعتقاله وجلبه للمحاكمة، البريطانيون ذكروا ان اوضاع بينوشيه ليست على ما يرام وبالتالي اقدموا على اطلاق سراحه، ومنذ عام 2000 امضى معظم ايامه رهن الاعتقال المنزلي يواجه اتهامات بارتكاب خروقات لحقوق الانسان واستغلال منصبه من اجل الاستفادة المالية واستطاع بينوشيه تجنب المحاكمة بسبب كبر سنه ومرضه. تشيلي منقسمة على نفسها بصورة حادة حول بينوشيه وميراثه الثقيل، فالكثير من مؤيديه يقولون انه حمى بلادهم من الشيوعية عندما اقدم على الاطاحة بالزعيم اليساري سلفادور اليندي، مثل هذه الاقوال لا تبرر ما قام به بينوشيه الذي عرف عنه انه تسبب في قتل 3197مواطنا تشيليا اضافة الى تعذيب اكثر من 28 الف مواطن آخر خلال فترة حكمه، هناك طغاة جلبوا للعدالة مثل سلوبودان ميلوسوفيتش رئيس صربيا السابق الذي توفي في السجن خلال محاكمته في هولندا، ان على طغاة العالم اينما كانوا ان يدركوا ان العالم قد تغير وعليهم ان يتوقعوا ان ينتهي بهم المطاف الى المحاسبة. \r\n