\r\n وفي تلك الحال فقط يمكن للجمهوريين ان يأملوا باستعادة فرصتهم في المحافظة على رئاسة الولاياتالمتحدة بايديهم في انتخابات عام 2008 كما ان امريكا نفسها لن تكون قادرة على استعادة نفوذها المتزعزع في الشرق الاوسط الكبير الا بعد مغادرتها للعراق. \r\n \r\n هذا ما يعتقده الخبراء والحكماء ولكن هل ان ما يعتقدونه صحيح مئة بالمئة? وهل قام احدهم بابلاغ الرئيس بوش بنفسه بهذه المحصلة? \r\n \r\n لا شك في ان الرئيس بوش يواجه مجموعة مستعصية من المشاكل في المنطقة. وسوف نسعى في هذه المقالة الى تقليب اربع من تلك المشاكل هي: الحرب الاهلية الواقعة في العراق, الحرب الاهلية المحتملة في لبنان, الجمود في فلسطين, والعدوانية في ايران التي تبدو مصممة على الحصول على الاسلحة النووية ومع ذلك, وعلى الرغم من كل الاخفاقات في العراق, فان امريكا تظل القوة الخارجية, الاعظم نفوذا في الشرق الاوسط, كما ان جورج بوش سيظل رئيسا لها على مدى العامين التاليين. \r\n \r\n لم يتحدث الرئيس بوش, وهو في طريقه الى عمان, بلهجة مستضعفة. فقد اكد من جديد, امام مؤتمر قمة دول حلف الناتو المنعقد في ريغا, بان القوات الامريكية لن تغادر ارض المعركة, حتى يتم تحقيق المهمة في العراق, وبعد التقائه المالكي في عمان, كرر بوش وعده مرة اخرى بان القوات الامريكية ستبقى فقط للمدة التي تريدها الحكومة العراقية. وقد اعاد الرئيس التأكيد على ضرورة ان تسود الحرية في الشرق الاوسط وقال ان ذلك هو السبب الذي يجعل كل هذا الحديث عن مخرج مشرف امرا لا ينتسب الى الواقعية في شيء. \r\n \r\n لكن الواقعية لا تخفى على عين المراقب. اذ يكفي ان بوش قد سعى الى لقاء المالكي في العاصمة الاردنية عمان بدلا من بغداد ليكون في ذلك دليل كاف على الحالة الفوضوية التي وصل اليها العراق. يدعي اغلب السياسيين العراقيين انهم يريدون التوصل الى نفس الهدف الذي تسعى اليه امريكا وهو: اقامة دولة موحدة غير طائفية, وانهاء العنف الذي اودى بحياة عشرات الالوف في العام الماضي وحده. ولكن ما من جهة تمتلك القدرة على تحقيق اي من هذه الاهداف ازاء شبكة رجال العصابات السنّة المتربصين بالميليشيات الشيعية التي تشترك معهم في حالة انعدام التنظيم والنظام التي تسودها. \r\n \r\n لقد نجح المالكي في الضغط على بوش لحمله على الموافقة على وضع المزيد من الجنود العراقيين تحت امرة رئيس الوزراء العراقي, وهو امر يعتبر تطورا عن الحال الراهنة التي يخضع فيها معظم الجنود العراقيين لاوامر سلسلة القيادة العسكرية الامريكية. \r\n \r\n لكن هذا المكسب وحده لن يترك تأثيرا كبيرا على ارض الواقع. اذ لا بد من الصبر طويلا لحين تحقيق تشكيل ذلك الجيش العراقي الذي يستجيب لاوامر رئيس حكومته من فوضى الجيش العراقي الحالي الذي يعاني بشدة من سوء التنظيم اضافة الى معاناته من التوترات الطائفية. وقد اقر الرئيس بوش بصعوبة هذه المهمة حين صرح قائلا: »ليس من السهل على الجيش ان يتشكل من نقطة الصفر«. \r\n \r\n المشكلة الاساسية الاخرى تتعلق بالضعف السياسي الذي يعاني منه المالكي على الساحة العراقية. بعد اللقاء الذي تم بينهما في عمان, خرج بوش ليقول ان رئيس الوزراء الشيعي هو »الرجل المناسب للعراق« وان تقديم المساعدة له يصب في مصلحة امريكا. الا ان الامريكيين يعربون في منتدياتهم الخاصة عن عدم ارتياحهم لمساندة حكومة لا يبدو عليها انها تبذل ما يكفي من الجهود لتقييد يد المليشيات الشيعية او للتقرب من السنة. \r\n \r\n من المحتمل ان يكون بوش قد حاول بعيدا عن الاضواء تشجيع المالكي على النأي بنفسه عن مقتدى الصدر, رجل الدين الراديكالي الشيعي الذي يعتقد بأن رجاله مسؤولون جانب كبير من عمليات القتل الطائفي, الا ان المالكي يحتاج الى مقتدى الصدر الذي يعتبر واحدا من الزعماء القليلين الذين يتمتعون بأي تأثير على العصابات الطائفية الشيعية التي يدعي الكثير منها وجود علاقة لها بجيش المهدي التابع لمقتدى الصدر في حين ان تلك العصابات تتصرف, في الواقع, باستقلالية ذاتية. ويبدو حاليا نا مقتدى الصدر يحقق نجاحا ولو ضئيلا في كبح اتباعه الخارجين على السيطرة. \r\n \r\n قبل لقاء القمة بين بوش والمالكي, كانت صحيفة »نيويورك تايمز« الامريكية قد نشرت تسريبا عن مذكرة كتبها ستيفن هادلي, مستشار الامن القومي الامريكي, يقول فيها ان المالكي قد ترك لديهم انطباعا بأنه »يريد ان يكون قويا لكنه يجد صعوبة في التوصل الى الكيفية التي تجعله كذلك«. وقد اكدت المذكرة على الحاجة الماسة الى قيام المالكي بوضع قدر من المسافة بينه وبين مقتدى الصدر. في هذه الاثناء, يقوم السيد الصدر بتسليط الضغوط على المالكي بأن ينأى بنفسه عن الامريكيين. وكان مسؤولون ينتمون الى التيار الصدري في حكومة المالكي قد وجهوا اللوم الى الامريكيين لاخفاقهم في تحقيق الامن بعد انفجار ثلاث سيارات مفخخة في مدينة الصدر, معقل جيش المهدي في بغداد, وهو التفجير الذي اودى بحياة اكثر من 200 شخص. وكان الصدريون قد هددوا بالانسحاب من حكومة المالكي في حالة اصرار الاخير على المضي قدما في مشروع لقائه الرئيس الامريكي جورج بوش, ولكنهم بعد حدوث اللقاء, اكتفوا باعلان »تعليق مشاركتهم« في الحكومة وهو اجراء يقل كثيرا عن الانسحاب من تلك الحكومة. \r\n \r\n اما في واشنطن, فيتركز الحديث على التقرير الذي ينتظر ان يصدر هذا الاسبوع عن مجموعة دراسة العراق, وهي لجنة تضم اعضاء من الحزبين الديمقراطي والجمهوري ويتضمن نصائح ومشورات حول افضل الطرق المتاحة امام امريكا لتخليص نفسها من المستنقع العراقي. ومن اهم النصائح التي تسربت عن التقرير تلك المتعلقة باجراء محادثات امريكية مع كل من سورية وايران حول الطرق التي تستطيع بها الدولتان المشاركة في تهدئة الاوضاع في العراق ضمن اطار مؤتمر سلام اقليمي يمس القضية الفلسطينية ايضاً والواقع ان لجيران العراق مصلحة من الحد من الفوضى السائدة فيه لكن ذلك لا يجعلهم متلهفين الى تقديم المساعدة لامريكا. \r\n