\r\n وسوف يتم تقديم النتائج التي توصل اليها حكام الوكالة الى الاعضاء الخمس الدائمين في مجلس الامن الدولي بالاضافة الى المانيا الذين عليهم التنسيق من اجل التوصل الى مسودة قرار جديد بشأن إيران. \r\n تضغط الولاياتالمتحدة من اجل عقوبات صارمة في الوقت الذي تفضل فيه روسيا والصين اجراءات اخف من ذلك بكثير.وتدافع بريطانيا وفرنسا والمانيا عن عقوبات متوسطة.ومع ذلك فان كل هؤلاء ينتظرون رد فعل طهران.ويظهر التحليل الدقيق للتحركات الاخيرة بشأن المشكلة النووية الإيرانية ان طهران تدفع مجلس الأمن باتجاه تبني عقوبات صارمة جدا. ولعل ذلك هو التفسير الوحيد الممكن للبيان الأخير للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي أعلن فيه ان إيران سوف تبدأ في استخدام أجهزة طردها المركزي البالغ عددها 60ألفا في تخصيب اليورانيوم. \r\n ويجعل مجمع التخصيب قيد الانشاء في نتنز الذي من المتوقع ان يضم 54الف جهاز طرد مركزي اضافة الى عزم طهران على بناء مفاعل يعمل بالماء الثقيل في اراك خبراء الانتشار ومنع الانتشار النووي متشككين حيال الطبيعة المدنية لبرنامج إيران النووي. \r\n مع ذلك تستمر إيران في قطع حبال الوصل الواحد تلو الاخر.حيث كان التصريح الاحدث للرئيس الإيراني صدمة بشكل خاص لان مسئول الملف النووي الإيراني علي لاريجاني قام بزيارة لمدة ثلاثة ايام لموسكو قبيل الاجتماع السداسي بشأن إيران.وكان من المتوقع ان تؤثر هذه الزيارة على صياغة القرار الاممي. \r\n وكانت لهجة محادثات لاريجاني في روسيا متوقعة لاسيما على ضوء حقيقة انها جرت قبل اجتماع الرئيس فلاديمير بوتين مع نظيره الأميركي جورج بوش الذي توقفت طائرته في موسكو لإعادة التزود بالوقود.وتصدر البرنامج النووي الإيراني قائمة القضايا التي بحثها الرئيسان. \r\n وكان لاريجاني قد أشار في موسكو ان إيران يمكن ان تقدم تنازلات مهمة مشيرا الى انها يمكن ان تبدأ في التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بل واستئناف المحادثات مع الكرملين بشان بناء محطة تخصيب يورانيوم مشتركة في روسيا. \r\n من حيث المبدأ فان جهود موسكو قد دفعت مسودة القرار بعيدا عن الصياغة الاميركية- الاوروبية المتشددة.حيث كانت النسخة الاولية الاوروبية تنص على حظر على التزويد باي معدات او تقنيات يمكن ان تستخدمها إيران في برنامجها النووي.كما كان مقترحا ايضا تجميد الاصول الإيرانية وحظر حركة المختصين النووين الإيرانيين خارج إيران. \r\n بيد ان الكرملين احتج بانه اذا تمت الموافقة على هذا القرار فان مجلس الامن الدولي يمكن ان يغتصب بذلك صلاحيات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الوقت الذي يجب عليه بدلا من ذلك ان يستخدم مكانته ونفوذه لدعم موقف الوكالة.كما ان القرار كان سيبدو اشبه بمحاولة لمعاقبة إيران في الوقت الذي يجب ان يهدف فيه الى تطوير التعاون معها. \r\n وفي النهاية نجحت موسكو في قصر الحظر على تصدير التقنية النووية لإيران.ويجري النظر الى مشروع القرار بوصفه نسخة مخففة للعقوبات على الرغم ان ما ينص عليه هو في الواقع هو مجرد قيود يمكن وصفها بانها نسبية. ومن خلالها فان المجتمع الدولي يرسل باشارة الى إيران على امل ان يتلقى ردا معقولا.وسوف يحدد هذا الرد علاقة العالم بإيران بما في ذلك تعاونها المستقبلي مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.ويمكن ان يقرأ قرار الوكالة برفض تقديم مساعدة فنية لمشروع اراك على انه يعكس شكوكا حيال البرنامج النووي السلمي الذي تدعيه إيران. \r\n \r\n بيوتر غونشاروف \r\n معلق سياسي في وكالة الانباء الروسية. \r\n خدمة ام سي تي خاص ب(الوطن).