\r\n ونورد في هذا المقال بعض النتائج التي توصل إليها استطلاع للرأي أجرته مؤسسة \"زغبي الدولية\" التابعة للمعهد العربي- الأميركي. فقد أُجري استطلاع الرأي في الأسبوع الثاني من شهر أكتوبر الجاري، وشمل 701 عربي أميركي في أربع ولايات تشهد منافسات محمومة، وهي متشيجن، وأوهايو، وبنسلفانيا، وفلوريدا. وفي كل من تلك الولايات تشتد المنافسة لملء مناصب في مجلسي النواب والشيوخ، إذ يتوقع أن يصل عدد المشاركين من الناخبين العرب إلى 510 آلاف يمثلون 5% من الناخبين في متشيجن و2% في أوهايو وفلوريدا، وبين 1% إلى 1.5% في ولاية بنسلفانيا. \r\n ويظهر بوضوح أنه في الولايات الأربع التي شملها استطلاع الرأي، يفضل الناخبون العرب مرشحين \"ديمقراطيين\" سواء في مجلسي النواب، أو الشيوخ. ورغم أن نسبة الخطأ في استطلاع الرأي تتأرجح بين 8% سلباً، أو إيجاباً، يظل هامش التقدم للمرشحين \"الديمقراطيين\" كبيراً، مما يؤكد فعلاً وجود اتجاه عام لدى العرب الأميركيين يشير إلى تفضيلهم المرشحين \"الديمقراطيين\" على منافسيهم \"الجمهوريين\". ففي ولاية بنسلفانيا، على سبيل المثال، يفضل العرب الأميركيون الحاكم \"الديمقراطي\" المنتهية ولايته \"إيد رينديل\" بهامش يتراوح بين 67% و22%. وفي أوهايو يحظى المرشح الديمقراطي \"تيد ستريكلاند\" بهامش من الأفضلية يتراوح بين 60% و21%. أما في متشيجن، حيث تتركز نسبة كبيرة من الجالية العربية، فتحظى الحاكمة المنتهية ولايتها \"جنيفر جرانهولم\"، المنتمية هي الأخرى إلى الحزب \"الديمقراطي\"، بهامش أفضلية يتراوح بين 61% و29%، متقدمة بذلك على منافسها \"الجمهوري\". ولعل الهامش الوحيد المتقارب بين المتنافسين هو ما أظهرته النتائج في ولاية فلوريدا، حيث ظل هامش أفضلية \"جيم ديفيس\" عضو الكونجرس \"الديمقراطي\" منحصراً بين 45% إلى 39%. \r\n ولا يختلف الأمر كثيراً عن مرشحي مجلس الشيوخ، إذ يحافظ \"الديمقراطيون\" على تقدمهم في جميع الولايات الأربع التي شملها استطلاع الرأي، ما عدا في ولاية متشيجن التي يتقدم فيها \"مايكل بوشرد\" السيناتور \"الجمهوري\" من أصل عربي على منافسه \"الديمقراطي\" المنتهية ولايته \"ديبي ستابينو\". وتعكس تلك النتائج تياراً عاماً لدى الناخبين من العرب الأميركيين المنزعجين من سياسات الإدارة الأميركية الحالية. فنسبة التأييد لسياسات الرئيس بوش في صفوف العرب الأميركيين لا تتعدى 22%، بينما تصل نسبة الأصوات المعارضة لأداء الرئيس بوش إلى 76%. وحتى في صفوف العرب الأميركيين المنتسبين إلى الحزب \"الجمهوري\" توجد نسبة كبيرة منهم لا تؤيد سياسات الرئيس بوش وصلت إلى 41%. وعندما سئلت شريحة من العرب الأميركيين عن الحزب الذي تريده أن يسيطر على الكونجرس الأميركي اختار 57% منها الحزب \"الديمقراطي\"، بينما فضل 26% الحزب \"الجمهوري\". وتعكس نتائج استطلاع الرأي أيضاً استياء الناخبين العرب الأميركيين من أداء الكونجرس بتشكيلته الحالية، حيث لم يبدِ سوى 30% من الجالية العربية رضاهم عن المرشحين المنتهية ولاياتهم، مفصحين عن رغبتهم في عدم التصويت عليهم مجدداً، حيث عبر 49% منهم عن نيتهم في تغيير الأعضاء الحاليين. \r\n ولا يعني ذلك أن جميع المرشحين الذين تنتهي ولايتهم في الدورة التشريعية الحالية يواجهون صعوبات في إعادة ترشيحهم، بل تقتصر تلك الصعوبات على المرشحين \"الجمهوريين\"، بعدما أظهر استطلاع الرأي تقدم نظرائهم من \"الديمقراطيين\" المنتهية ولايتهم. وهو ما يعني أن الاتجاه العام للناخبين من العرب الأميركيين يسير عكس الحزب \"الجمهوري\" الذي يبدو أنه في مأزق حقيقي. وعندما طلب استطلاع الرأي من المستجوبين ترتيب القضايا المهمة التي تحدد طبيعة تصويتهم في الانتخابات المقبلة جاء \"الفساد\" في المرتبة الأولى متبوعاً بالحرب في العراق، والحريات المدنية، ثم الحرب في لبنان وفلسطين. وأكد المستجوبون اعتقادهم بأن الحزب \"الديمقراطي\" مهيأ أكثر من الحزب \"الجمهوري\" لحماية الحريات العامة ومعالجة مشكلة العراق. \r\n \r\n