\r\n إن ردة الفعل الأولية الصامتة من معظم الدول العربية الرئيسية أظهرت ان قادتها يشعرون بسعادة داخلية لأن حزب الله والإيرانيين الذين يرعونه ستوجه له ضربة قاضية وهم يفهمون ان صواريخ حزب الله مجرد مذاق أولي لما قد يتوقعون ان يحدث لهم إذا ما حصلت إيران على قنبلة نووية. \r\n \r\n لكن شعور الرأي العام ضد اسرائيل في العالم الاسلامي مازال قويا وموقف القادة العرب تفضحه الصور اليومية التي تبث من بيروت عن المباني السكنية المدمرة. \r\n \r\n كما ان الحملة العسكرية الاسرائيلية لم تفعل الكثير من الدمار في حزب الله مثلما اعتقدت في بادئ الأمر فيوم الأحد أطلق حزب الله صواريخ على اسرائيل أكثر من أي يوم آخر منذ بداية الحرب ويعتقد بأن حزب الله لم يستخدم حتى الآن سوى جزء ضئيل من ترسانته ومن الواضح ان القوات الاسرائيلية قللت من قدرات حزب الله وبالغت في قدراتها على إضعاف حزب الله بواسطة سلاح الجو والسؤال الآن هو ماذا بعد؟ تحت إغراء من ادارة بوش الخاضعة للانتقادات من قبل معظم القادة العرب بما في ذلك قادة العراق من أجل ان تتدخل لكبح جماح اسرائيل بسرعة وقد دأبت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس على الحديث عن الدفع نحو وقف لاطلاق النار عبر الأممالمتحدة في وقت لاحق من هذا الأسبوع رغم ان الموعد قد تم تأجيله، ومن بين الأفكار المطروحة قيام قوة دولية متعددة الجنسيات لمساعدة الحكومة اللبنانية على نزع سلاح حزب الله ولكن التحرك مبكرا جدا في الوقت الذي ما زال فيه حزب الله قويا ينطوي على مخاطرة لإعادة تكرار السيناريو الذي حدث عام 1982 وذلك عندما أجبرت ادارة ريغان على الدعوة لوقف القتال ضد مواقع منظمة التحرير في بيروت وكانت الأحداث الناجمة ادخال قوات دولية وتفجير عنابر قوات المارينز وانسحاب الولاياتالمتحدة من بيروت وهو مازال يشار إليه من قبل أسامة بن لادن كدليل على ان العالم «المتحضر» ليس لديه الشجاعة للقتال. \r\n \r\n الآن وقف اطلاق النار قبل أوانه سوف يتيح لحزب الله ادعاء انتصاره على اسرائيل ويخرج باعتباره أقوى قوة في المنطقة. \r\n \r\n حتى في أفضل السيناريوهات سوف تشهد رؤية اسرائيل تقاتل ضد حزب الله في الوقت الذي يختاره حزب الله وستكون القوة المهيمنة في أي حكومة لبنانية في المستقبل كما ستكون هناك مشاكل لاسرائيل مع جيرانها الآخرين لأن اسرائيل ستكون قد فقدت هيبتها كقوة عسكرية لا تقهر وهو ما أمن لها سلامتها على مدى عقود في ظل هكذا محيط صعب. \r\n \r\n أما طهران ودمشق فسوف تستنتجان بأن استعمال الحروب الارهابية نيابة عنهما تكتيك ناجح وتستطيع ايران ان تمضي قدما في برنامجها لصنع قنبلة نووية وتصبح أوروبا والولاياتالمتحدة قابلتين للترهيب وستكون الديمقراطية اللبنانية الوليدة ضحية أخرى. \r\n \r\n وتصور بوش للشرق الأوسط سوف يعاني من نكسة قاسية إذا انتهى القتال وحزب الله مازال محتفظا بقوته العسكرية الفعالة. \r\n \r\n لذلك نأمل في ان تتابع رايس خياراتها الدبلوماسية وسرا يقول بوش لأولمرت ان على اسرائيل ان تنهي مهمتها التي بدأتها ضد حزب الله بما في ذلك القيام بغزو بري لجنوب لبنان إذا كان هذا هو المطلوب لتحقيق الهدف ولذلك قالت اسرائيل بأنها ستوسع نطاق المنطقة التي تنوي احتلالها إلى 30 كيلو مترا في عمق لبنان ودعم أميركا لاسرائيل ليس دون ثمن بالنسبة لبوش وعلى أولمرت ان يفهم ان الدعم الأميركي لن يستمر إذا كان يفتقر إلى الارادة للانتصار عسكريا بالسرعة الممكنة. \r\n \r\n بالطبع هناك مخاطرات أكيدة لهذه الاستراتيجية بوقوع المزيد من القتلى في صفوف الاسرائيليين واللبنانيين وبالتالي تصاعد الانتقادات الدولية لاسرائيل والولاياتالمتحدة. \r\n \r\n والآن بما ان اسرائيل تعهدت بأن الحرب لن تتوقف دون نزع سلاح حزب الله فإن هزيمة اسرائيل سوف تعني المزيد من الخطر والضحايا على هذا الطريق. \r\n