\r\n وقد بدأت جدران الصمت تتهاوى مؤخرا بعد تزايد أعداد السياسيين الاميركيين الذين يطالبون بشكل معلن بتوسعات جديدة لحلف الناتو. ولا تقوم واشنطن بحملتها لضم أي أعضاء من الدول المتطلعة للانضمام ولكن الرئيس بوش مثله في ذلك مثل السيناتور جون ماكاين يطالب على وجه التحديد بمنح العضوية لدولتين هما أوكرانيا وجورجيا. \r\n وأكثر الأصوات المسموعة في واشنطن تشير إلى الثقل الاستراتيجي الذي تتمتع به اوكرانيا والاضافة الجديدة التي يمكن أن تمثلها عضويتها للناتو. كما أن بولندا الدولة العضو في الناتو منذ عام 1999 تقف في صفوف مؤيدي عمليات توسيع عضوية الحلف وتنظر إليها على أنها وسيلة لإحلال الاستقرار في المنطقة الممتدة إلى الشرق منها. \r\n ومثل هذا الدعم لا يمكن له ان يخفي المشاكل التي قد تنجم عن الاندفاع في تطبيق سياسة التوسع على أرض الواقع. والشئ الذي يثير دواعي القلق ليس فقط الاحتجاجات المتوقعة في روسيا ضد توسع الناتو ليشمل أوكرانيا وهي الدولة التي كانت دائما تعني الكثير سواء من الناحية التاريخية أو السياسية بالنسبة لموسكو ، ولكن هناك ثلاث عوامل أخرى تسير في الاتجاه المعاكس ضد أي تسرع في ضم أوكرانيا أو جورجيا. \r\n أول تلك العوامل أن البلدين أبعد ما يكونا عن الوضع المناسب للانضمام للحلف. ففي أوكرانيا أثبتت المظاهرات التي خرجت تعارض المناورات المشتركة مع القوات الدولية صدق التشككات حول نظرة الأوكرانيين إلى المؤسسات في الغرب بوجه عام. وفي نهاية العام الماضي لم يوافق سوى 16% فقط من الأوكرانيين على انضمام بلدهم إلى الناتو. \r\n وهذا الافتقاد إلى التأييد الشعبي للانضمام إلى تحالف الأطلسي ليس هو المشكلة الوحيدة ، ففي أوكرانيا المنقسمة سياسيا ما يزال هناك كثيرون في السلطة يمثلون القيادات السياسية القديمة ، يحملون في مخيلاتهم معتقدات حقبة الحرب الباردة والبيروقراطية بكافة صورها. \r\n ومع عضوية الناتو سوف يكسبون قدرات جديدة مؤثرة في ظل التدفق المعلوماتي وعملية صنع القرار. وليس بغامض ما يمكن أن يسفر عنه ذلك من مشاكل أمنية. \r\n الامر الثاني أن المسارعة في ضم أوكرانيا وجورجيا سوف يضع العربة أمام حصان العضوية. فمن الصعب تخيل الموافقة على ضم الدولتين دون المجموعة الأخرى من الدول التي طال انتظارها لقرار انضمامهم وهي ألبانيا وكرواتيا ومقدونيا. ومن ثم فأي عملية توسع يجب ان تتسع لتشمل الدول الخمس جميعها على الرغم من أن القيل منها هي التي تتوافق مع معايير الانضمام الحالية للناتو. \r\n الأمر الثالث الذي يمثل جوهر المشكلة وهو أن المطالبة الأميركية المتسرعة بشكل مفرط لضم أعضاء جدد بعينهم تمثل تهديدا قد يربك محاولات لم الشمل والمصالحة عبر الأطلسي بعد الفرقة والتنازع التي تمخض عنها الموقف حول العراق خلال السنوات القليلة الماضية . وما نشاهده في الوقت الحاضر من سلوك إيجابي بناء لأعضاء الناتو على جانبي الاطلسي يستند على اتفاقات ضمنية ، فقد توقفت واشنطن عن الحديث عن الناتو على أنه اداة خاصة بها وبدلا من ذلك اتجهت للعمل مع الأوروبيين لوضع سياسات مشتركة للناتو. ومن جانبها قبلت أوروبا بمفهوم المشاركة العالمية في الناتو وراحت تمد جسور العلاقات مع دول تميل إلى الغرب في آسيا واستراليا وشمال افريقيا وأميركا اللاتينية. \r\n وعلى أي حال فإن خيار ضم أعضاء جدد لا يمكن أن يقتصر على دولة واحدة فقط من الدول الأعضاء في الناتو ولكن يجب أن يرتكز على تقوية قدرة التحالف بشكل عام على القيام بدور فاعل. وبالنظر إلى قدرات الدول المرشحة للانضمام إلى عضوية الاتحاد وما يمكن أن تضيفه إلى التحالف نجد بأنه على جورجيا واوكرانيا ان تنتظرا لفترة أطول. \r\n \r\n كارل هاينز كامب \r\n منسق السياسة الأمنية في مؤسسة ( كونارد أدينور) في برلين \r\n خدمة انترناشونال هيرالد تربيون خاص ب(الوطن)