الإيرانيون يصرون على أنهم يريدون بناء صناعة طاقة نووية عصرية بما فيها القدرة على تخصيب اليورانيوم وتحويله إلى وقود نووي‚ \r\n \r\n الدول الأوروبية الثلاث تدرك جيدا أن بالإمكان استخدام هذه التكنولوجيا لتطوير الأسلحة النووية آخذين بعين الاعتبار سجل إيران الحافل في التستر على الأنشطة النووية‚وتطالب هذه الدول إيران بالإغلاق الدائم للعناصر الأساسية في برنامجها النووي‚ \r\n \r\n انتعشت الآمال في نوفمبر الماضي عندما توصلت هذه الدول الأوروبية الثلاث مع إيران إلى ما أطلق عليه اتفاقية باريس وافقت بموجبها إيران على تعليق التخصيب طواعية كإجراء على بناء الثقة‚ في الوقت الذي عرضت فيه تلك الدول الأوروبية التفاوض بشأن تقديم حوافز مالية وسياسية وأمنية من أجل جعل هذه الترتيبات دائمة‚ \r\n \r\n بعدها بتسعة أشهر تقريبا وصلت المحادثات إلى ما يقارب نقطة الانكسار‚ \r\n \r\n ذكر الأوروبيون أنهم سيقدمون خلال أيام مقترحا مفصلا لمحاولة إقناع إيران بالتخلي عن الأنشطة النووية ذات المخاطر العالية‚ ولكن إيران أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها سوف تستأنف تخصيب اليورانيوم على أية حال‚ وهناك بالتالي القليل من التفاؤل بإمكانية التوصل إلى صفقة تكون مرضية للطرفين‚ \r\n \r\n هناك فيل جالس على كنب وهو الحكومة الأميركية‚ الولاياتالمتحدة تقول انها تدعم المحادثات التي تجريها الدول الأوروبية‚ ولكن إصرار الولاياتالمتحدة على انهاء كامل وشامل لأنشطة التخصيب يترك مجالا محدودا للغاية لأي حلول وسط‚ ويرى الإيرانيون في الموقف الأميركي ازدواجية غير مقبولة آخذين بعين الاعتبار تلك الاتفاقية التي توصلت إليها واشنطن مع الهند لمساعدتها في التسليح النووي‚ \r\n \r\n نتيجة للضغوط الأميركية هددت الدول الأوروبية الثلاث بإحالة موضوع إيران الى مجلس الأمن‚ إذا ما استأنفت أنشطة تخصيب اليورانيوم‚ ولكن إذا ما تم تنفيذ هذا التهديد فإنه قد يؤدي إلى حدوث تصعيد خطير ودراماتيكي‚ \r\n \r\n أولا: ان من حق الوكالة الدولية للطاقة الذرية وحدها إحالة موضوع إيران إلى مجلس الأمن‚ ولكن وبدون وجود دليل دامغ على امتلاك ايران لبرنامج تسلح نووي‚ فمن المشكوك فيه أن يقبل مجلس المديرين دعم مثل هذه الإحالة‚ \r\n \r\n ادعاءات الأميركيين بأن أنشطة التخصيب «ممنوعة» وما ذكره توني بلير من أن ذلك يعني خرق إيران لالتزاماتها التي التزمت بها‚ كل هذا ليس له أي سند قانوني ويعتبر من الناحية القانونية كلاما فارغا ليس له معنى‚ \r\n \r\n والأكثر أهمية أنه حتى لو نجحت الدول الأوروبية الثلاث والولاياتالمتحدة في إحالة الموضوع إلى الأممالمتحدة عبر الوكالة الدولية وأصدر مجلس الأمن قرارا بهذا الشأن فإنه من شبه المؤكد لن يجبر روسيا والصين على الموافقة بالأخذ بعقوبات قاسية لإجبار إيران على تقديم تنازلات‚ فروسيا تقوم الآن ببناء مصنع بوشهر للمياه الخفيفة في الوقت الذي أبرمت فيه الصين النهمة للنفط عقدا مع إيران لتزويدها بما قيمته 70 بليون دولار من النفط والغاز‚ \r\n \r\n أحد مخاطر إحالة الموضوع للأمم المتحدة انه سيخلق مأزقا وطريقا مسدودا وسيدفع ذلك الايرانيين لمنع المفتشين الدوليين من دخول منشآتهم النووية‚وهذا يصب في مصلحة المتشددين في أميركا الذين يدعون علانية لتوجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية‚ \r\n \r\n من أجل تجنب حدوث هذا الأمر‚ على الدول الأوروبية الثلاث أن تسقط موضوع التهديد بإحالة الموضوع للأمم المتحدة في الوقت الذي يقدمون فيه حوافز جديدة والقبول في الوقت الحاضر بتخصيب محدود لليورانيوم على أن يتم تحت اشراف دقيق من الوكالة الدولية للطاقة الذرية‚ \r\n \r\n وبعيدا عن العمل العسكري الذي قد يشكل الأخذ به كارثة‚ فإن أفضل نفوذ للاتحاد الأوروبي على إيران هو الوقت والتجارة‚ \r\n \r\n فالسكان من الشباب يطالبون بالإصلاح الاقتصادي الذي يتطلب نموا في الصادرات واستثمارات كثيرة‚ \r\n \r\n ما سبق يحمل في طياته حلا مقبولا‚ فإذا ما تم اقناع طهران بإبطاء نشاطها النووي مع وجود رقابة صارمة من الوكالة الدولية فإن أي حوافز اقتصادية أخرى تقدم قد تؤدي مع مرور الوقت الى التوصل الى اتفاقية دائمة‚ \r\n \r\n إن هذا لن يؤدي بإيران الى استسلام كامل‚ وهو الشيء الذي تسعى إدارة بوش للحصول عليه من طهران‚ \r\n \r\n إن التشدد الزائد عن الحد قد يدفع إيران للمضي قدما في برنامجها النووي بصورة سرية‚ وما دامت الاستخبارات الأميركية تقول إن بإمكان إيران تطوير سلاحها النووي خلال عقد من الزمان‚ فإنه من الأفضل أن يتم معالجة هذا الموضوع عبر المحادثات وليس عبر المواجهة العسكرية‚ فالمواجهة العسكرية تعني تحويل إيران إلى قوة نووية طال الزمان أو قصر‚ \r\n