\r\n وفكرة أن الأحداث في الفيافي البعيدة يجب أن تفضي بساكني لندن أو ليدز من أبناء الطبقة المتوسطة إلى الإعجاب بالإرهابيين يبدو أمرا غير مفسر . ولكن لماذا تكون هذه الظاهرة غير مفهومة أو غير مفسرة , على الأقل بالنسبة للأميركيين ؟ على أية حال , لقد تسامحنا نحن الأميركيين أنفسنا في وقت من الأوقات مع ظاهرة مماثلة . وأنا أتحث عن التعاطف مع الجيش الجمهوري الأيرلندي الذي استمر لعقود في بعض الطوائف أو الجاليات الأميركية من أصل أيرلندي وهوالآن فقط يخبو ويضمحل . ومثل تأييد بعض المسلمين البريطانيين للأعمال العنيفة من جانب بعض المسلمين , جاء تأييد الأميركيين من أصل أيرلندي للإرهاب الأيرلندي في أشكال كثيرة . كلن هناك أميركون من أصل أيرلندي يلوحون بالعلم الأيرلندي مرة في العام في عيد القديس باتريك وكانوا يعجبون بقضية الجيش الجمهوري الأيرلندي ولكنهم كانوا يشعرون بالحيرة من الوسائل التي ينتهجها الجيش الجمهوري . وكان هناك أميركيون من أيرلندي يجمعون الأموال للجمعيات الخيرية الكاثوليكية في أيرلندا الشمالية بدون الإشارة إلى الجيش الجمهوري الأيرلندي على الإطلاق . وكان هناك أيضا أميركيون من أصل أيرلندي كانوا في الوقت الذي يزعمون فيه ب مساعدة عائلات السجناء السياسيين يساعدون في الحقيقة في تسليح إرهابيي الجيش الجمهوري الأيرلندي . وعلى امتداد السبعينيات , وحتى وقت طلب رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت ثاتشر من الرئيس الأميركي السابق رونالد ريغان وقفهم ومنعهم , كلنوا هم المصدر الرئيسي لتمويل الجيش الجمهوري الأيرلندي . وحتى بعد ذاك كان يتم التسامح معهم على نطاق واسع . \r\n وأنا أوافق على أن هناك فرقا أو اختلافا كبيرا واحدا : وهو أن الإرهابيين كانوا يفجرون القنابل عبر المحيط وليس في نيويوك أو بوسطن , وهو ما جعل الأمر كله يبدو إلى حد ما أقل خطرا وأثرا . ولكن في بريطانيا كانت التفجيرات خطرة وأبعد أثرا بما فيه الكفاية . ففي عام 1982- وهوالعام الذي قتلت فيه قنبلة للجيش الجمهوري الأيرلندي ثمانية أشخاص في هايد بارك - تم اعتقال أربعة رجال من الجيش الجمهوري الأيرلندي في نيويورك بعد محاولتهم شراء صواريخ أرض-جو من عميل بمكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي . وفي عام 1984 - وهو العام الذي حاول فيه الجيش الجمهوري الأيرلندي قتل مجلس الوزراء البريطاني بأكمله في بريتون - تم إحباط مؤامرة للجيش الجمهوري الأيرلندي لتهريب سبعة أطنان من المتفجرات , وهو العمل الذي أدى إلى اعتقال العديد من الأميركيين . وفي عام 1999 , وبعد وقت طويل من إعلان الجيش الجمهوري الأيرلندي هدنته أو وقفه لإطلاق النار , تم اعتقال أعضاء في مجموعة تابعة للجيش الجمهوري الأيرلندي متصلة بمنظمة أميركية , وهي لجنة المساعدة الشمالية نورآيد بسبب حمل ونقل السلاح في فلوريدا . إن نطاق الأميركيين الذين كانوا لا يزعجهم هذا النوع من الأمور كلن نطاقا واسعا على نحو مدهش . فبعضهم كانوا أعضاء في الكونغرس الأميركي , مثل النائب الجمهوري عن لونغ آيلاند بيتر كينغ . وبعضهم ولدوا في أيرلندا , مثل مايكل فلانيري , المؤسس لمنظمة نورآيد . وبعضهم من كانوا أميركيين من أصل أيرلندي , مثل توم ماكبرايد , وهو رجل أعمال مازال رئيسا لفرع منظمة نور آيد في هارتفورد , والذي مازال يرفض إدانة إرهاب الجيش الجمهوري الأيرلندي . يقول الصحفي الأيرلندي كونور أوكليري , الذي تتبع العلاقات الأيرلندية-الأميركية لأكثر من عقد من الزمان , إن الجيش الجمهوري الأيرلندي كان دائما ينظر إلى من هم في الشتات للمساندة والدعم المعنوي فضلا عن المال . وهذا كان يعني أنه عندما بدأ الأميركيون البارزون من أصل أيرلندي - في التسعينيات - المناداة بالقومية الدستورية ( والتي كانت تعني العملية السياسية ) بدلا من الكفاح المسلح ( والذي كان يعنى الإرهاب ) , تحولت وتبدلت آراء ووجهات نظر كثيرين في أيرلندا الشمالية ,أيضا . إن إعلان الجيش الجمهوري الأيرلندي الأسبوع قبل الماضي عن أنه سيتخلى نهائيا عن الكفاح المسلح كان - على الأقل جزئيا - نتيجة عقد من الضغط الأيرلندي الأميركي . والذي يعني - بالطبع - أنه إذا كان الضغط الأيرلندي الأميركي قد تم استخدامه مبكرا أكثر , لكان الأمر كله قد انتهى منذ وقت طويل . على أن مقصدي هنا ليس حقيقة عن السياسة الأيرلندية الشمالية , ولكن عن الجاذبية غيرالعادية و المثالية للعنف لدى ساكني المجتمعات السلمية الأخرى . أنت لست في حاجة لأن تكون مسلما أو فقيرا,أو متطرفا , لتشعر بالجاذبية الرومانتيكية للإرهاب . يمكن أن تكون أميركيا من الطبقة الوسطى و كاثوليكيا منحرفا تصادف أن جاءت جدته من دونيغال . ولكن جاذبية العنف الأجنبي يمكن أن يقضى عليها أيضا , أو على الأقل الحد منها , إذا اتفق قادة المجتمع على أنهم يريدون ذلك أن يحدث . وإذا نشر أو استخدم المسلمون البريطانيون كل مؤسسة من مؤسساتهم الدينية والمدنية والتجارية ,يمكنهم على مدى الوقت ان يكونوا قادرين على القضاء على مناخ التسامح في أعمال العنف الذي حعل تفجيرات لندن ممكنة , مثلما ساعد الأميركيون من أصل أيرلندي , وكذلك النائب كينغ , الذي دعا الآن الجيش الجمهوري الأيرلندي إلىالتخلي عن السلاح والتسريح, ساعد أخيرا في القضاء على مناخ التسامح في أعمال العنف في وحول الجيش الجمهوري الأيرلندي . وإذا لم يفعلوا - سيكون هناك دائما مجندون ومتطوعون مستعدون وراغبون في الموت من أجل قضية أجنبية براقة . \r\n \r\n آن آبليباوم \r\n الكاتبة عضو هيئة تحرير صفحة الرأي بصحيفة واشنطن بوست \r\n خدمة واشنطن بوست - خاص ب(الوطن) \r\n