من البديهي ان كريموف استفاد من بعض الدروس من موجة الثورات الديمقراطية التي اجتاحت الجمهوريات السوفياتية السابقة‚ ففي جورجيا وأوكرانيا وقيرغستان أطيح برؤساء الانظمة الذين تربعوا على قمة هرم السلطة في بلدانهم لفترات طويلة‚ كل أولئك القادة هزموا لأنهم لم يستخدموا أو لم يكن باستطاعتهم استخدام القوة ضد المتظاهرين العزل من السلاح‚ \r\n \r\n كريموف هذا قصة أخرى مختلفة \r\n \r\n أولا: في الوقت الذي كان القادة في جورجيا وأوكرانيا وقيرغستان في نهاية الطيف الليبرالي من الاستبداد فان كريموف يمثل أكثر النظم بطشا واستبدادا في الاتحاد السوفياتي السابق يساعده في ذلك جهاز الشرطة السرية الذي يتشكل من وحوش ذوي أشكال آدمية‚ \r\n \r\n ثانيا: ان السياسات الدكتاتورية لكريموف أدت الى قمع تيارات المعارضة السياسية الرئيسية‚ وكما يقال دائما ان الضغط يولد الانفجار‚ ويبدو ان هذه السياسات الدكتاتورية دفعت الامور نحو الغليان في هذه البلاد‚ \r\n \r\n وأخيرا: بالرغم من ان تفاصيل ما حدث في انديجان ما تزال غير واضحة الا ان من الواضح ان الهجوم على السجن هو الذي اشعل الموقف‚ المغيرون المسلحون أطلقوا سراح السجناء وألهبوا حماس مؤيديهم غير المسلحين للخروج الى الشوارع مما صعب الموقف‚ \r\n \r\n ومهما قيل من حجج وأعذار واهية فليس هناك سبب واحد يبرر همجية ما أقدمت عليه الحكومة من رد فعل‚ السلطات الرسمية تقول ان 169 شخصا قتلوا في الوقت الذي يقول شهود العيان ان العدد يفوق ال «500» شخص‚ ان هذا رد فعل مبالغ فيه كثيرا وما حدث مجزرة يمكن مقارنتها بالمجزرة التي حدثت في الصين في عام 1989‚ ان على كريموف ان يدفع الثمن السياسي لفعلته الشنعاء‚ \r\n \r\n ما نأمله هو ان تؤدي هذه الاحداث الى دفع الجماعات الاوزبكية المختلفة لتوسيع احتجاجاتها السلمية‚ فاذا كان بامكان هذه الطاغية قمع المتظاهرين في ثلاث الى اربع مدن فليس بوسعه فعل ذلك في عشر أو عشرين مدينة مجتمعة‚ \r\n \r\n وهذه الاحتجاجات قد تدفع هذا النظام للقيام باصلاحات سياسية كما يجب ان تشكل لجنة تحقيق مستقلة للتحقيق في الاحداث التي شهدتها مدينة انديجان‚ وعلى الاسرة الدولية ان تمارس ضغوطها على هذا الطاغية ونظامه‚ الاتحاد الاوروبي كان صوته عاليا في اصدار الاحتجاجات أما الولاياتالمتحدة فقد تميز رد فعلها بالحذر آخذة بعين الاعتبار الدور الذي يلعبه كريموف في التحالف المضاد للارهاب‚ \r\n \r\n ان على الولاياتالمتحدة ان تدرك ان كريموف ونظامه قد يتحول من منفعة الى ضرر في «الحرب على الارهاب»‚ فبدل ان يخمد التمرد الاسلامي فانه سيدفعه الى آفاق جديدة من القوة والشدة‚ ويجب ألا يسمح لكريموف بوقف التغير الديمقراطي في الاتحاد السوفياتي السابق‚ \r\n \r\n ان الطغاة الآخرين يراقبون الوضع جيدا في أوزباكستان وسيتجرع الغرب كأس المرارة اذا سار هؤلاء الدكتاتوريون على درب كريموف الهمجي‚ \r\n