بيد أن الشئ الذي يثير عندي مشاعر الضجر والاستياء هو استغلال زعماء الكرملين الواحد تلو الاخر من ستالين وحتى بوتين لمعاناة شعبهم واتخاذها مبررا لحكمهم السئ . ويشبه ذلك عندي بالشاب الذي يقتل والديه ثم يطلب الرحمة من المحكمة لانه يتيم . لقد مات كثير من السوفيت ويرجع ذلك إلى الجرم والحماقة التي اقترفتها حكومتهم. في العشرينيات من القرن الماضي ساعد السوفيت الالمان على التسلح بطرق غير شرعية فقدموا لهم مساعدة لتطوير الدبابات والطائرات المقاتلة التي استخدمت فيما بعد ضدهم . وفي عام 1939 وقع ستالين على معاهدة لوقف العدوان غير أنها أتاحت الفرصة لادولف هتلر لشن حرب خاطفة ضد بولندا وفرنسا ودول الغرب الادنى الاوروبية ( بلجيكا ولكسمبورغ وهولندا ) وكان نصيب ستالين من الغنيمة دول البلطيق وفنلندا وأجزاء من بولندا ورومانيا . \r\n وعلى امتداد العامين التالين من تلك الاحداث كانت مواد الاسلحة التي قدمها الاتحاد السوفيتي تمثل عصب السلاح النازي على الرغم من الحصار الذي فرضه الغرب . وقد بلغت درجة افتتان ستالين برفقائه في الجريمة أنه رفض الاعتراف بالادلة القاطعة التي كانت تشير إلى اقتراب الهجوم الالماني على الاتحاد السوفيتي. وكانت وحدات الجيش الاحمر قد وزعت على أماكن متقدمة من جبهة القتال بطريقة عشؤائية دون توفير أي تحصينات قوية ومن ثم كانت هزيمتهم أمر بديهي. وانكفأ الجيش الاحمر على نفسه أمام الغزو ، ولم يشتد ساعد المقاومة إلى أن حل فصل الشتاء عندما أصبح الجيش الالماني على أعتاب ليننغراد وموسكو. واستخدم ستالين كل الاساليب المتاحة أمامه لجمع الدعم لتأييد جهود الحرب وأعلن وقتها أن الاستسلام هو خيانة ، وكان المصير المحتوم لاي شخص يتهم بإثارة المشاعر الانهزامية أو المعادية للثورة هو الرمي بالرصاص أو الاشغال الشاقة المؤبدة . وخلال فترة حصار ليننغراد فقط تم اعدام 13000 شخص . وعلى الرغم من اطلاق سراح مليون من السجناء للمشاركة في الخدمة العسكرية ، فقد أرسل كثير آخرون إلى سجون الاعتقالات السياسية خلال الحرب. ولقي الملايين حتفهم على أيدي قوات الشرطة السرية . وأظهر الجيش الاحمر في النهاية مهارة كبيرة في إدارة الحرب إلا أنه حتى النهاية لم يكن القادة العسكريون يلقون أدنى الاهتمام بحياة جنودهم . وسقط من السوفيت 350000 بين قتيل وجريح في معركة برلين 1945 . وكان يمكن درء قدر كبير من تلك العواقب الوخيمة إذا ما جرى التحرك ببطء إلا أن ذلك كان يمكن أن يؤدي إلى سقوط العاصمة الالمانية في أيدي الغرب . وبعد الحرب أعلن ستالين أنه لا يوجد لديهم أسرى ولكن من عندهم هم من الخونة فقط . أما معظم الجنود الروس الذين تحرروا من أسر الالمان فقد زج بهم في سجون المعتقلين السياسيين في بلدهم أو أنهم قد لقوا مصرعهم رميا بالرصاص. وبعد أن انقضت ستون عاما يحق لنا أن نتذكر شجاعة الشعب السوفيتي ، ولكن لا ننسى ما ذاقوه على أيدي النازية والشيوعية على السواء . والقليل في روسيا هو من يناقش تلك القضية الان . وبدلا من ذلك فإن بوتين يسمي انهيار الاتحاد السوفيتي أكبر كارثة شهدها القرن العشرين ، بيد أن الرواية الحقيقية للحرب العظمى تكذب تلك المغالطة التاريخية. \r\n \r\n ماكس بوت \r\n زميل مجلس العلاقات الخارجية الاميركية \r\n خدمة لوس انجلوس تايمز خاص ب(الوطن)