هذا الموقف يبدو واضحا ولكن الحقيقة التي لا مجال امام احد لانكارها هي ان السياسة الاميركية تجاه الصين تتسم بالتشويش والتخبط‚ \r\n \r\n فبدل ان تعمل ادارة بوش على زيادة الضغوط المخططة جيدا على الصين لنشر الديمقراطية فان الولاياتالمتحدة قررت عدم دعم القرار الذي تقدمت به مفوضية الاممالمتحدة لحقوق الانسان في جنيف والذي يلوم الصين على سجلها غير المرضي في هذا المجال‚ المسؤولون الاميركيون يصرون على ان هذه المواقف الوسط هي جزء من سياسة التواصل الحذر الذي تتبناه الادارة الاميركية في تعاملها مع بكين‚ \r\n \r\n واذا كان الامر فعلا كذلك فان هذا يدعونا للاحتفال بصمت على اعتبار ان الادارة الاميركية تنظر الى التواصل كطريقة وحيدة مع الصين الآخذ نجمها في البزوغ وبقوة‚ فليكن هناك تواصل مع هذا البلد الآسيوي العملاق وليكن هذا التواصل نشطا وحقيقيا وليس زائفا ومشوشا‚ \r\n \r\n للاسف ما نراه حتى الآن من الرئيس بوش وكبار المسؤولين في ادارته بمن فيهم السيدة رايس انهم ما يزالون يشعرون بالقلق وعدم التأكد من جدوى الاخذ بسياسة التواصل والتقارب مع الصين ومن الواضح انهم ما يزالون يفضلون الاخذ بفكرة احتواء الصين عسكريا‚ هذا ينطبق ايضا الى حد كبير على معظم اعضاء الكونغرس الاميركي‚ \r\n \r\n ان السيدة رايس هي احد المحاربين القدامى في الحرب الباردة وهي من المعجبين بسياسة الاحتواء من اجل احتواء الاتحاد السوفياتي‚ \r\n \r\n وكان من الافضل للسيدة رايس كدبلوماسية ان تبتعد عن التطرق الى موضوع الاحتواء عند حديثها عن الصين ومن الواضح ان الاحتواء يحتل جزءا لا يستهان به من تفكيرها عندما تتعامل مع بكين‚ \r\n \r\n عندما سألت رايس في طوكيو عن السبب الذي يدعو بلادها للاحتفاظ بالكثير من القوات في جزيرة «اوكيناوا» اليابانية قالت على الفور ان السبب هو صعود نجم الصين‚ وأفاضت بالحديث عن ان الهدف من روابط بلادها مع اليابان وكوريا الجنوبية والهند هو ضمان التصرف الجيد والسلوك المقبول للصين‚ \r\n \r\n ليس بالضرورة ان يكون القادة الصينيون خبثاء فالصين ليست على وشك الاخذ بالنظام الديمقراطي وهي فعلا تهدد بغزو تايوان اذا ما اعلنت الاستقلال كما انها لا تفعل سوى القليل من اجل اقناع كوريا الشمالية وايران بالتخلي عن طموحاتهما النووية‚ \r\n \r\n مع كل هذه الملامح غير الودية فانه لا يمكن مقارنة الصين اليوم بالاتحاد السوفياتي في الستينيات‚ فلا بد ان الصينيين يشعرون بالغضب الشديد من المحاولات التي تبذل للحد من نفوذهم الدولي‚ فالاقتصاد الصيني مفتوح على التجارة والاستثمارات الدولية على عكس الوضع الذي كان قائما في دول حليفة لاميركا مثل اليابان وكوريا الجنوبية في نفس فترة نموها السابقة التي مرت بها والتي تعيشها الصين حاليا‚ \r\n \r\n ان المسؤولين الصينيين يدركون جيدا ان بقاء نظامهم يعتمد كثيرا على انتشار الرخاء الاقتصادي وبالتالي فان العولمة وليست الماوية او العزلة على الطراز السوفياتي هي الطريق الامثل للصين‚ ويتوجب على الولاياتالمتحدة ان تشجع تداول مثل هذه الافكار في بكين‚ \r\n \r\n ان خطأ يرتكب في التعامل مع الصين ستكون الاخطاء الاميركية التي ارتكبت في الشرق الاوسط قزما بالنسبة له‚ \r\n