\r\n ويعكس التزايد الكبير في عدد المعتقلين التحولات الأخيرة بما يخص الكيفية التي يشن الجيش الاميركي وفقها حملته على المتمردين وسياساته تجاه المعتقلين، حسبما قال بعض هؤلاء المسؤولين. \r\n وكانت القوات الأميركية قد اعتقلت عددا كبيرا من العراقيين المشتبه فيهم قبل انتخابات 30 يناير (كانون الثاني) الماضي في محاولة للجم العنف، وأجلت الى ما بعد انتهاء عملية التصويت إطلاق سراح المعتقلين الذين قررت الافراج عنهم. كذلك تم القبض على عدد آخر من المعتقلين بعد الهجمات الواسعة التي شنت في الفترة الأخيرة في منطقة المثلث السني. \r\n وأجبرت فضيحة أبو غريب المسؤولين الاميركيين في العراق على إجراء تغييرات في نظام الاعتقال أدت الى الإفراج عن المعتقلين غير المتورطين بأعمال مسلحة. ويتوقع مسؤولون عسكريون أن يتم رفض إطلاق سراح الكثير من السجناء من قبل اللجان المكلفة مراجعة قضايا المحتجزين. \r\n وخلال هذا الأسبوع بلغ عدد المعتقلين لدى الجيش الأميركي ما لا يقل عن 8900 شخص، وهذا يمثل زيادة ألف شخص عن شهر يناير الماضي. وفي سجن أبو غريب، حيث وجهت في السنة الماضية تهم ضد 8 جنود أميركيين بإساءة معاملة المعتقلين، يوجد حاليا 3160 معتقلا في هذا السجن الذي يفترض ألا يزيد عدد السجناء فيه على 2500، حسبما قال اللفتنانت كولونيل باري جونسون المخول رسميا التحدث عن نظام الاعتقالات المتبع. ويضم أكبر مركز للاعتقال في العراق، وهو معتقل «كامب بوكا»، حاليا ما لا يقل عن 5640 معتقلا. \r\n ويشكل هذا العدد المتزايد من المعتقلين تحديا للقيادة العسكرية الأميركية في العراق، إذ كشفت فضيحة أبو غريب عن استخدام القيادة محققين ذوي تدريب بائس حتى بعد ارتفاع عدد المعتقلين في خريف عام 2003. \r\n وخلال الحرب جاهدت القيادة العسكرية الأميركية من اجل توفير نظام للتحقيق خاص بالمعتقلين يمكنها من مواجهة التمرد، لكن لم يكن لديها أي نظام قادر على التعامل مع عدد كبير من المحتجزين. \r\n ويشكو بعض رجال الشرطة العسكرية الاميركيين العاملين في المعتقلات العراقية، من النقص في عدد العاملين.وقال شرطي يعمل في تكريت إن عددا من جنود الدروع كلفوا بأداء مهام أنشطة خاصة بالشرطة. \r\n ومنذ انكشاف فضيحة سجن أبو غريب الذي كان يعد مركز التعذيب الأول في عهد صدام حسين قام الجيش الأميركي بفتح معتقلات أخرى. \r\n وتنوي القيادة العسكرية نقل المعتقلين من سجن أبو غريب إلى مواقع أكثر أمنا حول مطار بغداد الدولي. والمركز الجديد يستوعب حوالي 2500 معتقل، لكن العدد الفعلي للمعتقلين سيبقى أقل من 2000، حسبما افاد الكولونيل جونسون. \r\n وكان الرئيس الاميركي جورج بوش قد وعد بعد انكشاف فضيحة سجن ابو غريب بإزالة هذا السجن تماما، لكن قاضيا عسكريا أمر لاحقا بإبقائه كمركز اعتقال للمتهمين بارتكاب الجرائم العادية. \r\n ولم تكن الحادثة التي وقعت يوم 31 يناير الماضي بسبب اكتظاظ المكان في معسكر بوكا وانما بسبب التنظيم البارع الذي يتمتع به المعتقلون من المتمردين. وأدى الحادث إلى مقتل 4 معتقلين وإصابة 6 آخرين بجروح. وقد بدل حرس السجن أسلحتهم غير الفتاكة إلى أسلحة أكثر فتكا، فمنذ ذلك الوقت اشترت القيادة العسكرية بنادق تطلق «صواريخ بلاستيكية» الى مدى أبعد، حسبما قال الكولونيل جونسون. \r\n وأصبح نظام الاعتقال أكثر كفاءة جعل من الممكن التشخيص السريع للذين لا يشكلون خطرا، وهذا ما جعل السجن أكثر خطورة من السابق. \r\n ومن بين سجناء أبو غريب سلم ما يقرب 1300 إلى المحاكم العراقية. ومعظمهم انتظر فترة تتراوح بين 3 و4 أشهر وامتدت أحيانا إلى ستة أشهر. \r\n وقال المحلل هوفمان من مؤسسة «راند» الاميركية للأبحاث إن «الكثير من المعتقلين أبرياء. والسجون هي الأمكنة الرئيسية التي تتم داخلها تهيئة الإرهابيين»، ويقترح اعتماد «استخبارات جيدة في السجون كي تعالج ملفات المعتقلين بسرعة وكفاءة عالية». \r\n *خدمة «نيويورك تايمز»