\r\n لقد اصدرت المكسيك دليلاً ارشادياً لمواطنيها الناشطين حول كيفية العبور بشكل غير شرعي الى الولاياتالمتحدة. والشريط الحدودي الذي يبلغ طوله 2000 ميل يتخلله الكثير من الثغرات، في وقت يعتمد الارهابيون المتسللون على مثل هذا التسيب لدخول الولاياتالمتحدة. \r\n \r\n \r\n واليمين الملتزم بمبدأ عدم التدخل لايزال يحاضر عن الحدود المفتوحة، وكأن الأمر يتعلق بالهجرة القانونية الشرعية مركزاً على التنافسية العالمية التي تنشأ من العمالة الرخيصة. \r\n \r\n ويفترض من هذا المنظور ان المشكلة الوحيدة هي في قضية الحد الأدنى للأجور، وليس في عدم قانونية العمال غير الشرعيين والحل إذن ان يتم تحرير سوق العمل الأميركية لتحدد الأجور على هواها، وعندما ينخفض الحد الأدنى للأجور الى حوالي دولارين بالساعة فلن يكون ذلك مغرياً لقدوم المهاجرين غير الشرعيين من الريف المكسيكي. \r\n \r\n \r\n أما اليسار فهو غير مستعد حتى للحديث عن «هجرة غير شرعية»، فهذه تسمية محرمة توحي بالعنصرية، والأفضل استعمال مصطلح «العمال غير المسجلين» مع ان المهاجرين غير الشرعيين ليسوا كلهم عاملين. \r\n \r\n \r\n واذا كان ارباب العمل يعتمدون على العمال الكادحين ذوى الاجور المحدودة خلسة، فإن الشوفينيين المغالين في الوطنية يتصورون جمهور ناخبين لتعزيز أجندتهم. ورداً على الكلام المبتذل البالي، ربما يكون من الأفضل النظر الى الهجرة غير الشرعية من المكسيك ليس كمسألة مسببة للشقاق السياسي، وانها كمسألة اخلاقية جماعية. \r\n \r\n \r\n هل من الأخلاق في شيء ان تصدر الحكومة المكسيكية لنا سنوياً مليوناً الى مليونين من مواطنيها غير المرغوب بهم لتتفادى استحقاقات الاصلاحات الداخلية على أمل ان تحرر نفسها من المنشقين المشاكسين وتكسب 12 مليار دولار على شكل اعانات من فقرائها الذين يكدحون في الخارج؟ لا عجب أن تتحدث المكسيك عن هذه المشكلة بالاشارة دائماً الى الامبريالية الأميركية. \r\n \r\n \r\n هل من الاخلاق في شيء أن يعتمد ارباب العمل على العمال الكادحين غير الشرعيين الذين يفتقرون عادة للثقافة وللغة الانجليزية من اجل تقليص اجور المواطنين الأميركيين لأن العامل يبقى شاباً ومعافى الى الابد ولا يحتاج الى ضمانات اجتماعية لاعالته في ارذل العمر؟ لا عجب ان يزعم ارباب العمل أنهم يقدمون بذلك خدمة لفقراء المكسيك. \r\n \r\n \r\n هل من الليبرالية في شيء ان تدفع الحكومات لمن يتجاهلون القانون في حين لا يجد المواطنون ما يكفل لهم الحياة الكريمة؟ في كاليفورنيا، تنفق الحكومة المحلية اكثر من 400 مليون دولار سنوياً لتغطية تكاليف حبس اكثر من 14 الف مجرم من المهاجرين غير الشرعيين من المكسيك. \r\n \r\n \r\n وهو مبلغ كاف لتأسيس 20 جامعة مثل جامعة كاليفورنيا في ميرسيد، في وقت لا يجد فيه الكثير من الأميركيين (بمن فيهم مواطنون اميركيون مكسيكيون من الجيل الأول) المؤهلين للحصول على التعليم العالي لا يجدون المقاعد او الدعم المالي للدراسة في الجامعة. \r\n \r\n \r\n هل من العدل افتراض أن العاطلين عن العمل في أميركا والذين يمثلون أكثر من 10% من القوة العاملة في العديد من الأقاليم في جنوب شرق أميركا، حيث ذروة تأثير الهجرة غير الشرعية لا يستطيعون ان يجدوا عملاً في بداية السلم الوظيفي؟ \r\n \r\n \r\n لا عجب أن نصرّ على القول إنه لا يوجد مواطنون اميركيون يعملون في تشذيب الحدائق او طهي الطعام وكأن حدائقنا قبل 30 عاماً كانت غارقة بالأعشاب الضارة ولم يكن عندنا مطاعم. وكأن الولايات التي ليس فيها عمال غير شرعيين لا تجد من يشذب حدائقها او يطهو في مطاعمها. \r\n \r\n \r\n والحقيقة أن تشغيل عامل غير شرعي ليحفر في حديقتك طوال النهار لتدفع له بعد ذلك اجرة اليوم وتلقيه على ناصية الطريق عند الغسق عمل ليس فيه شيء من الليبرالية أو الانسانية حتى ولو حدث في سانت كروز او كارمل. \r\n \r\n \r\n وهل من الانصاف ان يفرض احترام القوانين على معظم الناس ولكن ليس على بعضهم؟ هل نحن حقا نريد نظاماً بيروقراطياً على وشك الانهيار بسبب الاحتيال في ارقام الضمان الاجتماعي، اسماء مزيفة، سيارات بدون تسجيل او تأمين، حتى في وقت يصطف فيه ملايين الاجانب في الطابور لدخول بلدنا بشكل قانوني؟ هل لنا ان نطلب من الهنود او الفلبينيين المنتظرين ان يصدقوا شهاداتهم ويثبتوا امتلاكهم موارد كافية من المال في حين اننا نطلب اقل من ذلك بكثير من أولئك الذين يخرقون القانون لعبور الحدود من المكسيك؟ \r\n \r\n \r\n من اذن الفاضل الحقيقي؟ هل هو ضابط الشرطة الذي يوقف مهاجراً غير شرعي، لكن لا يستطيع الاتصال بسلطات الهجرة؟ أم المقاول الذي يقبل باثباتات شخصية مزورة وهو يعرف بأمرها ويدفع اجوراً غير خاضعة للضرائب؟ \r\n \r\n ام الناشط العرقي الذي يروج الشوفينية الاثنية لاناس سيكونون اكبر المتضررين منها؟ او ربما يكون القنصل الأميركي الذي يخطيء الولاياتالمتحدة وينسى قسوة فؤاد بلده؟ \r\n \r\n \r\n أم نحن الذين غالباً ما نلتزم بالصمت خشية ان توصف ب «العنصريين» في وقت نحتاج فيه للصراحة والصدق من جميع الاطراف لكي لا نصبح مجتمعاً عنصرياً لا اخلاقيا تعيش فيه طبقة مسحوقة في الظلال دائماً. \r\n \r\n \r\n خدمة «لوس انجلوس تايمز» \r\n \r\n \r\n خاص ل «البيان» \r\n \r\n