\r\n الحكمة التقليدية تقول ان اردوغان كان يعمل على استمالة الاسلاميين الذين شعروا بالمرارة تجاه فشله في تحقيق الوعود التي قطعها على نفسه بتخفيف القيود المفروضة على غطاء الرأس الاسلامي والتعليم الديني‚ \r\n \r\n اضافة الى ما سبق وقع اردوغان فريسة للمشورة التي قدمها له بعض مستشاريه من اصحاب الرؤى والذين دعوا لعودة تركيا لقيادة العالم الاسلامي‚ \r\n \r\n قبل ايام مصحوبا بزوجته المتحجبة او رجال اعمال وسياسيين ومسؤولين عسكريين اتراك طمأن اردوغان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بأن حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه يرى في معاداة السامية «جريمة ضد البشرية»‚ \r\n \r\n واضاف اردوغان ان الطموحات النووية الايرانية اذا صدقت لا تشكل فقط تهديدا لاسرائيل وانما للعالم كله‚ \r\n \r\n ما الذي دفع اردوغان للقيام بزيارته تلك الآن؟ وذكر اردوغان انه يسعى لتقديم خدماته كوسيط بين اسرائيل والفلسطينيين‚ وكل من لديه عقل لن يأخذ هذا الكلام كما هو‚ فالكثيرون يرون بمن فيهم وزير الخارجية الاسرائيلية شالوم ان هذه الزيارة تأتي كجزء من حملة تركية الهدف منها اصلاح العلاقات التركية مع واشنطن‚ \r\n \r\n هذا الامر لا بد انه مر في ذهن احمد قريع رئيس الوزراء الفلسطيني الذي التقى اردوغان في اجتماع سريع تأخر عقده لمدة ساعتين عن الموعد الذي سبق تحديده وذلك من اجل ان يقابل اردوغان‚ \r\n \r\n زعيم الاغلبية في مجلس الشيوخ الاميركي في احد فنادق القدس في موعد غير مسبق التحديد‚ ولا بد انه مر في خاطر قريع ايضا ان تركيا لديها المزيد من الوقت لاسرائيل وللاميركيين‚ \r\n \r\n ان توتر العلاقات التركية مع اسرائيل ليس سوى مرآة لتدهور الروابط مع اميركا‚ والبعض في حزب العدالة والتنمية يتهم كلا البلدين بالعمل على تنفيذ خطط سرية لاقامة دولة كردية مستقلة في شمال العراق التي يمكن ان تصبح مغناطيسا لتمرد كردي في تركيا نفسها‚ \r\n \r\n بعض اثرياء اليهود الاسرائيليين من اصول كردية يقال انهم يشترون مساحات واسعة من الاراضي في شمال العراق وفي جنوب شرق تركيا الذي يسود فيه العنصر الكردي‚ \r\n \r\n واستكمالا لنفس الاسباب وحسب نظرية المؤامرة يرفض الاميركيون اخراج المتمردين الاكراد من اعضاء حزب العمال الكردستاني من قواعدهم التي اقاموها في المناطق الجبلية في شمال العراق‚ \r\n \r\n وصف اردوغان للمتمردين السنة بأنهم «شهداء» ووصفه للانتخابات العراقية بأنها ضد الديمقراطية لم يساعد في تحسين العلاقات بين البلدين بل أضرها‚ \r\n \r\n البعض يقول ان اردوغان سمح للروابط مع واشنطن بالاحتقان بسبب ثقته الجديدة بالاتحاد الاوروبي‚ وباعترافه هو نفسه فان هذا الامر قد تراجع وزيل منذ ديسمبر عندما وافق القادة الاوروبيون على بدء محادثات الانضمام مع تركيا في اكتوبر القادم مع وضع قائمة طويلة من الشروط امام العضوية‚ \r\n \r\n وقد صرح اردوغان لصحيفة «مليات» قائلا: «شعرت ان شيئا ما انكسر في نفسي في ذلك اليوم»‚ وتأتي تصريحات اردوغان وسط انباء تتحدث عن موافقة حكومته على الطلب الاميركي لاستخدام قاعدة «انغرليك» الجوية الواقعة في جنوب شرق تركيا لمدة عشرة اشهر اخرى‚ \r\n \r\n الذي دفع اردوغان للسير باتجاه اسرائيل وأميركا هو رغبته في الا تترك بلاده في الصفوف الخلفية اذا ما لحق التغيير في الشرق الاوسط حسب ما تخطط له واشنطن‚ \r\n \r\n وذكر بعض المسؤولين الاتراك انهم شعروا بالاحراج للزيارة التي قام بها رئيسهم الى سوريا في الشهر الماضي في الوقت الذي كان يجبر فيه السوريين على الانسحاب من لبنان‚ \r\n \r\n وسواء كانت الانتخابات العراقية ديمقراطية أم لا‚ فانها انتجت حكومة رئيسها جلال الطالباني ووزير خارجيتها هو شيار زيباري وهما كرديان‚ وفي اشارة اخرى على تغيير تركيا لخط سيرها الحالي وقع وزير الخارجية التركي عبدالله غول مع نظرائه العرب بمن فيهم وزير الخارجية العراقي في استنبول في اول مايو على تعهد لتقديم الدعم للتركيبة الفيدرالية في العراق وصرح قائلا: «اذا كان هذا هو ما يريده الشعب العراقي فليكن»‚ ويبدو ان اعتبار الفيدرالية في العراق كخط احمر بالنسبة لأنقرة قد اصبح شيئا من الماضي‚ \r\n