\r\n الأول: هو سفر رئيس الوزراء الصيني وين غيابأو الى الهند واعلانه ان البلدين يمكن ان يضحيا الركيزتان للقوة الاقتصادية في المائة سنة المقبلة اي القرن الاسيوي كما يتنبأ وين . وخلال الزيارة وقع وين ونظيره الهندي مونموهان سينغ على شراكة استراتيجية من اجل السلام والرخاء بما في ذلك توسيع التجارة والرخاء بل والاستكشاف المشترك للفضاء . واعلن سينغ ان الاتفاق الصيني الهندي يمكن ان يعيد تشكيل النظام العالمي . \r\n فضلا عن ذلك فإنه من خلال افتتاح( الانبوب الودي) من والى الهند فان الصين تحدث ثقبا اخر في الحظر العالمي على الاسلحة المفروض عليها من قبل الولاياتالمتحدة بعد حادث الميدان السمأوي عام 1989 .وقد يؤدي الضغط الاميركي القوي الى منع الأوروبيين من خرق الحظر ولو على المستوى الرسمي على الاقل وان كان النفوذ الاميركي يضعف في اسيا. واذا تبلور وتعمق هذا الاتفاق فان هذين البلدين الكبيرين المنخرطين بشكل عميق في اقتصاد التقنية العالية العالمي قد لا تصادفهما مشاكل كبيرة في الحصول على المواد الاساسية لاي نوع من التسليح .وبناء عليه فاذا استمرت الاتجاهات الحالية فان كل من الهند والصين قد يصبح لهما اقتصادان اكبر من الاقتصاد الاميركي في القرن ال(21 ) وثمة دواعي كبيرة للالتفات الى هذا التحالف التقني العسكري الوليد . \r\n الثاني : العدأوة التاريخية بين الصين واليابان الحليف الوثيق للولايات المتحدة منذ 60 سنة تتصاعد وتتحول الى العنف. فلم تعترف اليابان مطلقا بشكل كامل عن ذنبها في قتل ما بين 5الى 15 مليون صيني خلال الحرب العالمية الثانية .وفي الواقع فان الكتب المدرسية اليابانية دائما ما تبرئ ساحة هذه المذابح الرهيبة .اضافة الى ان اليابان تنحاز بشكل متزايد الى صف اميركا ضد الصين في القضايا الحساسة ولعل الاكثر ملاحظة في ذلك هو موقفها من مسألة استقلال تايوان . مؤخرا رشقت حشود صينية بالحجارة وحطمت نوافذ اهداف يابانية مختلفة في الصين بما في ذلك السفارة اليابانية في بكين .ولم يصب احد خلال هذه المظاهرات وان كان من الصعب تخيل ان مثل هذه الجماهير الغفيرة يمكن ان تحتشد في دولة بوليسية مثل الصين اذا لم تكن الحكومة تريد لهم ان يحتشدوا .وهو ما يعني ان الحكومة الصينية ترسل لليابان اشارة واضحة بشأن الثمن الذي يمكن لليابان ان تدفعه مقابل موالاتها لاميركا ومعاداتها للصين . ماهو نوع الثمن الذي يمكن ان تدفعه اليابان وربما الاميركيين ايضا؟ للاجابة علينا ان ننظر بتمعن لاخر الاخبار من كوريا الشمالية احدث قوة نووية في العالم .حيث يذكر المراقب الاميركي المحنك لاسيا سيليغ هاريسون العائد لتوه من بيونغ يانغ ان نظام الرئيس كيم جونغ ال قد تعهد بعدم استئناف المفأوضات ما لم تعترف الولاياتالمتحدة أولا وبشكل رسمي بحكومته الشيوعية . هذا الاعتراف الاميركي ليس في أوراق اللعب. والسفير الاميركي المحتمل المقبل لدى الاممالمتحدة جون بولتون مناصر قوي لتغيير النظام .من ثم ما الذي يمكن ان تعمله كوريا الشمالية بالمقابل ؟ تذكر وكالة الانباء اليابانية كيودو ان مسئول كوري شمالي كبير اعلن ان بلده يمكن ان تضرب اميركا ليس بشكل مباشر فقط بل بشكل غير مباشر ايضا حيث قال يجب على الولاياتالمتحدة ان تضع في اعتبارها الخطر الذي يمكن ان يحدث لو اننا سلمنا اسلحة نووية للارهابيين. وبناء عليه ما الذي تستطيع الولاياتالمتحدة عمله حيال هذه التهديدات ؟ ليس الكثير على مايبدو .حيث ان البلد الوحيد ذات النفوذ على كوريا الشمالية هو الصين ومع ذلك يذكر الصينيون انهم لايستطيعون المساعدة بل والاكثر من ذلك ان بكين تحمي كوريا الشمالية من ضربة استباقية عسكرية اميركية . فتلك هي التحركات الثلاث :أولا الصين تتقارب بشكل اكبر من الهند في الوقت الذي تسعى فيه البلدان الى نظام اسيوي جديد .ثانيا الصين تزيد من عدأوتها بشكل كبير للولايات المتحدةواليابان.ثالثا الصين تدعم كورية الشمالية النووية المجنونة. \r\n تلك هي الفتائل الثلاث التي تحترق عبر المحيط الهادي سواء رغبنا في ذلك أو لم نرغب وسواء علمنا بذلك ام لم نعلم . \r\n \r\n جيمس بينكيرتون \r\n كاتب عمود في صحيفة نيوزداي. خدمة لوس انجلوس تايمز - واشنطن بوست خاص ب(الوطن). \r\n \r\n