وصرح محللون مثل جون ميرشيمر من جامعة شيكاغو بأن الصين لا تستطيع البروز بشكل سلمي، وهم يتكهنون بأن »لدى الولاياتالمتحدة والصين إمكانية قوية للحرب«. \r\n \r\n \r\n ويشير المتفائلون إلى أن الصين مارست سياسات حسن الجوار، منذ عقد التسعينات، وأطلقت جدالات حول القيود ولعبت دوراً أكثر إتساعاً في المؤسسات الدولية واعترفت بفوائد استخدام القوة اللينة. لكن المتشككين يردون بأن الصين تنتظر فقط أن يشيد اقتصادها القواعد اللازمة للهيمنة المستقبلية. \r\n \r\n \r\n من الذي يصيب كبد الحقيقة في هذا الصدد؟ لن نعرف ذلك لفترة من الزمن، لكن يتعين على المشاركين في النقاشات تذكر التحذير الذي أطلقه المؤرخ الاغريقي توسيد يدس قبل أكثر من ألفي عام من أن الاعتقاد بحتمية صراع ما يمكن ان يتحول إلى أحد أسبابه الرئيسية. فعندما يؤمن كل جانب بأنه سينتهي إلى خوض حرب مع الآخر، يبادر إلى القيام باستعدادات عسكرية منطقية، يفسرها الخصم على أنها تأكيد لأسوأ مخاوفه. \r\n \r\n \r\n إن «بروز الصين» ليس في الواقع إلا تسمية سيئة، ذلك أن كلمة «انبعاث» من شأنها أن تكون أكثر دقة، فلقد كانت الصين بسبب حجمها وتاريخها زعيمة العالم من عام 500 إلى عام 1500 حتى من دون أن تبلغ مدى شاملاً، وبالكاد في نصف الألفية الأخير تجاوزتها كل من أوروبا والولاياتالمتحدة. \r\n \r\n \r\n ولقد قدر بنك التنمية الآسيوي انه في 1820، أي ببداية عصر الصناعة، كانت آسيا تقدم ثلاثة أخماس الانتاج العالمي، لكن ذلك تقلص إلى خمس واحد فقط حوالي عام 1940 على الرغم من كانوا يقطنون آسيا آنذاك شكلوا ثلاثة أخماس سكان العالم. لكن مع سرعة النمو الاقتصادي عاد الانتاج ليمثل من جديد خمسي إجمالي الانتاج العالمي الحالي، والبنك يراهن على قدرة آسيا على العودة إلى مستوياتها التاريخية مع حلول عام 2025. \r\n \r\n \r\n وبالطبع، فإن آسيا تشمل اليابان والهند وكوريا ودولاً أخرى، لكن الصين ستلعب في المدى البعيد دوراً أكثر أهمية. فلقد أدت المعدلات المرتفعة لنموها السنوي التي تتراوح بين 8% و 9% إلى تثليث الناتج الاجمالي المحلي، خلال العقود الأخيرة من القرن العشرين. \r\n \r\n \r\n بيد أن لا يزال أمام الصين طريق طويل تقطعه، وهي تواجه عقبات كثيرة، فحجم الاقتصاد الأميركي يبلغ ضعف حجم الاقتصاد الصيني، كما انه لا ينمو إلا بمعدل 2% سنوياً بينما يصل معدل نمو الاقتصاد الصيني إلى 6% مما يعني ان معدلات نمو الاقتصادين قد تصل إلى درجة متعادلة في مرحلة ما بعد عام 2025. لكنها مع ذلك لن تكون متساوية لا في التركيب ولا في التعقيد. \r\n \r\n \r\n لكن السياسة تتدخل لتعقيد المعادلة الاقتصادية فإنشاء دولة القانون والمؤسسات القائمة على المشاركة السياسية قد تأخر كثيراً في الصين مقارنة بالنمو الاقتصادي وحالة عدم المساواة المتنامية والهجرة الداخلية الجماعية وشبكة الضمان الاجتماعي غير الملائمة والعناد يمكن ان تشجع عدم الاستقرار السياسي. \r\n \r\n \r\n وطالما ان الاقتصاد الصيني آخذ بالنمو فإن ثمة احتمالاً لزيادة قوتها العسكرية، ما يجعل جيرانها ينظرون إليها كقوة أكثر خطورة، الأمر الذي سيدخل المزيد من التعقيدات إلى التزامات الولاياتالمتحدة في آسيا، وتتوقع دراسة لمؤسسة »راند« انه مع حلول عام 2015 سيكون الانفاق العسكري الصيني أكبر من الانفاق العسكري الياباني بست مرات، وسيكون رأسمالها العسكري المتراكم مرتفعاً بمقدار خمسة أضعاف تقريباً. \r\n \r\n \r\n لكن مهما كانت طبيعة تلك التقويمات التخمينية للنمو العسكري الصيني، فإن النتيجة النهائية ستتوقف كذلك على ما تفعله الولاياتالمتحدة ودول أخرى. \r\n \r\n