مصادر بالمركزي: انتظام خدمة إنستاباي بعد إصلاح عطل بسيط في السيستم    غارة إسرائيلية جديدة على الضاحية الجنوبية في بيروت    خرجت عن السيطرة، وسائل إعلام أمريكية تكشف المستور بين الولايات المتحدة وإسرائيل    بالأدلة، وكيل القندوسي يدافع عن تصريحات اللاعب ضد الأهلي    مدير سيراميكا عن – مفاوضات الزمالك مع أحمد رمضان.. وتفضيل عرض بيراميدز على الأبيض ل أوجولا    "شكوى ستؤدي لإيقاف القيد".. مصدر يكشف ليلا كورة خطوة جديدة من أشيمبونج ضد الزمالك    وفاة جورج قرداحي في القصف الإسرائيلي على لبنان.. ما حقيقة الأمر؟    صحة المنوفية: تنظم 8365 ندوة على مستوى المحافظة لعدد 69043 مستفيد    الكشف ب 300 جنيه، القبض على طبيبة تدير عيادة جلدية داخل صيدلية في سوهاج    أعراض الالتهاب الرئوي لدى الأطفال والبالغين وأسبابه    لبنان.. غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية بعد إنذار لإخلاء مبان في برج البراجنة    قصف إسرائيلي على غزة يسفر عن استشهاد 6 فلسطينيين وإصابة آخرين    آخر تطورات الوضع في لبنان.. استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية وتجمعات جنود الاحتلال    الكويت.. السلطات تعتقل أحد أفراد الأسرة الحاكمة    ندى أمين: هدفنا في قمة المستقبل تسليط الضوء على دور الشباب    تراجع أسعار الذهب في محلات الصاغة بنهاية تعاملات الجمعة.. هل يواصل الانخفاض؟    ميدو: تصريحات القندوسي غير منضبطة وتحرك الأهلي «هايل»    ميدو: عدم الاستعانة ب سام مرسي في المنتخب أمر غير منطقي    ميدو يفجر مفاجأة بشأن مفاوضات الزمالك مع ماييلي    اندلاع حريق داخل مصنع بالمرج    فيسبوك ينفي شائعة "من زار بروفايلك" ويعلن عن تحديثات جديدة    حبس تشكيل عصابي متخصص في سرقة أسلاك الكهرباء واللوحات المعدنيه بالأأقصر    إجراء تحليل مخدرات لسائق أتوبيس تسبب في إصابة 8 أشخاص بالسلام    تناولتا مياة ملوثة.. الاشتباه في حالتي تسمم بأطفيح    جثة على رصيف 10 بمحطة مصر.. والشرطة تحدد هويته    عطل يصيب خدمات تحويل الأموال ل"إنستاباي وفودافون واتصالات" عبر الموبايل    تفاصيل مرض أحمد زكي خلال تجسيده للأدوار.. عانى منه طوال حياته    عمرو أديب عن مشاهد نزوح اللبنانيين: الأزمة في لبنان لن تنتهي سريعا    «شكِّل حلمك».. أعمال فنية تدعو للسلام    دينا ريحان تمثل مصر في معرض "روسيا وأعضاء بريكس في بعد ثقافي" - (صور)    دعاء قبل صلاة الفجر لقضاء الحوائج.. ردده الآن    لمدة 12 ساعة.. قطع المياه عن عدد من المناطق بالقاهرة اليوم    عمرو أديب عن حفل تخرج الكليات الحربية: القوات المسلحة المصرية قوة لا يستهان بها    الحوار الوطني| يقتحم الملف الشائك بحيادية.. و«النقدي» ينهي أوجاع منظومة «الدعم»    الجيش الأمريكي: نفذنا 15 غارة جوية على أهداف مرتبطة بجماعة الحوثي اليمنية    معتز البطاوي: الأهلي لم يحول قندوسي للتحقيق.. ولا نمانع في حضوره جلسة الاستماع    عبداللطيف: طه إسماعيل قام بالصلح بيني وبين محمد يوسف بعد إصابتي في سوبر 94    إعلام إسرائيلي عن مسؤولين أمريكيين: يبدو أن الهجوم الإسرائيلي على إيران بات "وشيكا"    البابا تواضروس الثاني يستقبل مسؤولة مؤسسة "light for Orphans"    «مش كل من هب ودب يطلع يتكلم عن الأهلي».. إبراهيم سعيد يشن هجومًا ناريًا على القندوسي    هيغضب ويغير الموضوع.. 5 علامات تدل أن زوجك يكذب عليكي (تعرفي عليها)    لمدة 5 أيام.. موعد صرف مرتبات شهر أكتوبر 2024 وحقيقة تبكيرها (تفاصيل)    رئيس جامعة الأزهر: الحروف المقطعة في القرآن تحمل أسرار إلهية محجوبة    عز يرتفع من جديد.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم السبت 5 أكتوبر 2024    «بيضة في اليوم».. عمرو أديب: «لو عندك 3 عيال محتاج 600 جنيه في الشهر بيض بس»    المصرية للاتصالات: جاهزون لإطلاق خدمات شرائح المحمول eSim    «ممكن تحصلك كارثة».. حسام موافى يحذر من الجري للحاق بالصلاة (فيديو)    رشا راغب: غير المصريين أيضًا استفادوا من خدمات الأكاديمية الوطنية للتدريب    تناولت مادة غير معلومة.. طلب التحريات حول إصابة سيدة باشتباه تسمم بالصف    «هدوء ما قبل العاصفة».. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم حتى الخميس (تفاصيل)    المرصد السوري: انفجاران منفصلان يهزان مدينة تدمر بريف حمص الشرقي    عظة الأنبا مكاريوس حول «أخطر وأعظم 5 عبارات في مسيرتنا»    تفاصيل الحلقة الأولى من "أسوياء" مع مصطفى حسني على ON    بمشاركة 1000 طبيب.. اختتام فعاليات المؤتمر الدولي لجراحة الأوعية الدموية    حقيقة إلغاء الواجبات المنزلية والتقييمات الأسبوعية.. التعليم تحسم الجدل    واعظ بالأزهر: الله ذم الإسراف والتبذير في كثير من آيات القرآن الكريم    أذكار يوم الجمعة.. كلمات مستحبة احرص على ترديدها في هذا اليوم    «وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ».. موضوع خطبة الجمعة اليوم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في قرار اعتبره رامسفيلد انتصاراً، إنشاء قوات خاصة لتصفية قيادات حزب البعث وكوادر
نشر في التغيير يوم 11 - 10 - 2004

وكان رامسفيلد يعتقد بأنه يفهم أكثر من جميع الآخرين. وعلى هذا الأساس أصر على خفض عدد القوات البرية بشكل كبير لأنه كان يؤمن بأن الضربات الجوية الدقيقة هي التي ستأتي بالنتائج المرجوة. كذلك كان يصر على أنه هو الذي سيحدد الوحدات التي ستشارك في القتال ومتى وأين سوف تشارك. لهذا كان يطالب بخفض عدد القوات في كل مرة تعرض عليه الخطط.
\r\n
\r\n
\r\n
وحسب رأي احد كبار العسكريين، فإن رامسفيلد كان يرمي بذلك الى هدفين، الأول اثبات ان القصف الجوي المركز والدقيق هو الفعال والثاني هو ارادته ان يحارب بأبسط التكاليف. وكان نائباه ولفوويتز وفيث واثقين تماما من النصر. اذ كانا يعتقدان أن السماء سوف تظل صافية وأن العدو سيكون ظاهرا بوضوح للعيان، مما سيؤدي الى نجاح الضربات الجوية.وقد كان الازدراء الذي يكنه دونالد رامسفيلد لعدد من كبار العسكريين الذين جرت ترقيتهم في عهد الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون معروفا للجميع، وبالتالي كان لا يكف عن انتقادهم وانتهى به الأمر الى نقل معظمهم الى مواقع اخرى.
\r\n
\r\n
\r\n
وبعد ان رفض البرلمان التركي السماح للقوات البرية الاميركية بدخول الاراضي التركية وعبورها وصولا الى الحدود الشمالية للعراق، طلب الجنرال تومي فرانكس قائد قوات التحالف ضد العراق في المنطقة المركزية تأجيل بدء الحرب حتى يمكن توصيل القوات من مكان آخر ولكن دونالد رامسفيلد رفض ذلك الطلب. .وقد وجه العديد من العسكريين انتقاداتهم للجنرال توني فرانكس الذي كان ينبغي عليه حسب رأيهم، عدم الانصياع للاوامر الصادرة عن مدنيين وان لا يكون قائدا ينفذ ما يطلب منه.
\r\n
\r\n
\r\n
ترتيب مسرح العمليات
\r\n
\r\n
\r\n
لقد شهد الاسبوع الأول من القتال اذن نقصاً في المدرعات والدبابات، حيث كانت خطوط الامدادات بعيدة الى حد كبير، هذا فضلا عن تعرضها للضرب وعن عجز في الوقود والمياه والذخيرة.. كان الامل الوحيد في الواقع هو امكانية الصمود حتى تصل الامدادات والتعزيزات.
\r\n
\r\n
\r\n
وقد كانت الفرقة الرابعة للمشاة وهي أكثر الفرق المحمولة حداثة، غير مستعدة للقتال قبل نهاية شهر ابريل، حيث ظلت معداتها طوال اسابيع عديدة تنتظر في البحر الابيض المتوسط قبل تحويلها الى ميناء الكويت. كما كانت الفرقة الاولى موجودة في تكساس بالولايات المتحدة ويلزمها عدة اسابيع للوصول الى الكويت.
\r\n
\r\n
\r\n
كان تنفيذ خطة الهجوم على بغداد قد تأجل ولذلك توقع الجميع أن تتولى الفرق الست للحرس الجمهوري العراقي مهمة الدفاع وقتال القوات الأميركية او البريطانية. بالمقابل كان هناك عجز لدى القوات المهاجمة، ولذلك بدأ البحث عن قوات اخرى تمثلت في قوات الجيش والبحرية التي كان عليها ان تصمد الى جانب الامل في ان تتوصل الضربات الجوية الى اضعاف قوة الحرس الجمهوري.
\r\n
\r\n
\r\n
وفي 28 مارس 2003، اخبر قائد القوات البرية الصحافة ووسائل الاعلام الاخرى بأن الجنود يحاربون عدوا مختلفا عما كان الجميع يتوقعونه. فهو عدو لا يخشى شيئا.. وبالفعل لم يؤد الاسبوع الاول من القتال الى تحقيق نتائج ملموسة، لكن خيبة الامل الكبرى في الاسبوع الاول لم تكن هشاشة تلك النتائج وانما عدم مساندة شيعة جنوب العراق للغزو الاميركي البريطاني.. لا سيما وانه كانت توجد مجموعات من رجال حزب الدعوة تقوم بعمليات ضد نظام صدام حسين منذ الثمانينيات. لكن هذه المجموعات كانت معادية ايضا للمصالح الاميركية.
\r\n
\r\n
\r\n
وتشير بعض التقارير الاستخبارية الى مشاركتها في قصف معسكرات رجال البحرية في بيروت عام 1983 والتي ذهب ضحيتها 140 من جنود المارينز. مع ذلك حاولت ادارة جورج دبليو بوش قبل شن حربها على العراق ان تتودد لحزب الدعوة عبر ادخاله ضمن جماعات المعارضة التي تشارك في الحكم بعد الاطاحة بنظام صدام حسين.
\r\n
\r\n
\r\n
كانت الاستخبارات الاميركية تعتقد أنه كان لدى رجال الدعوة الرغبة في التخلص من صدام حسين بسبب اضطهاده للشيعة. كذلك اشارت تقارير اخرى الى ان عراقيين كانوا يأتون الى العراق من منافيهم عبر سوريا والاردن من اجل القتال الى جانب الحكومة العراقية، ولكن ليس دفاعا عن صدام حسين وانما عن العراق، وانه كان من بينهم عدد من الشيعة. كما كانت هناك تقارير تشير الى وصول مجموعات من المجاهدين قدموا من باكستان وافغانستان والجزائر للقيام بعمليات استشهادية.
\r\n
\r\n
\r\n
من ناحية اخرى كان من المتوقع قبل اندلاع الحرب ان تنضم ايران الى الجبهة المساندة للقوات الاميركية، وقد كان احمد الجلبي على اتصال دائم بالمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق والذي كان بمثابة المظلة التي تنضوي تحتها مختلف الفصائل الشيعية المعارضة لصدام حسين ولنظامه. وكان لهذا المجلس علاقات مميزة باستمرار مع ايران حيث توجد قاعدته الاساسية كما كانت له علاقات مع اجهزة الاستخبارات الايرانية.
\r\n
\r\n
\r\n
كان الجلبي يؤكد أن ايران ستقدم دعمها للقوات الأميركية وحلفائها اذا ما حدث الغزو، بحيث ان هذا الدعم سيكون بالعتاد والرجال، لكن وقبل انتهاء الاسبوع الاول من القتال بدا واضحا بأن مثل هذا الدعم لن يحصل، لذلك قام دونالد رامسفيلد بتوجيه تحذيراته الى ايران من أي تدخل ضد القوات الاميركية. كما قام بتوجيه الاتهام لسوريا بأنها تزود العراقيين القادمين للغزو الاميركي بالاعتدة الحربية.
\r\n
\r\n
\r\n
بعد عدة ايام توغلت الفرقة الثالثة للمشاة في الصحراء بالقرب من ضواحي بغداد والتي لم تصمد سوى ايام قليلة قبل ان تسقط، ويسقط معها تمثال صدام حسين على مرأى من الملايين، الذين كانوا يتابعون التطورات على شاشات التلفزيون.
\r\n
\r\n
\r\n
الحرب الأخرى
\r\n
\r\n
\r\n
لقد ظهر اذن ان الانتقادات التي استهدفت رامسفيلد حول نقص عدد القوات المشاركة في القتال حول الضربات الجوية لم تكن في محلها. فقد انهار الجيش العراقي وتلاشى الحرس الجمهوري الشهير، الذي كان على شكل شفةولسان انه سيبدي مقاومة كبيرة عن بغداد، والتي يعرف جيدا مخارجها ومداخلها ودهاليزها. وابتدأت مع سقوط بغداد عمليات السلب والنهب للمؤسسات الحكومية والمصارف والمنازل وكل شيء، بحيث انه لم تكن هناك قوات أميركية كافية لمنع تلك العمليات.
\r\n
\r\n
\r\n
في الايام التالية بدأت تتسرب بعض الانباء عن حدوث اكثر من تمرد مسلح. ومرة ثانية لم تكن هناك قوات كافية من اجل اخماده، باختصار بدا بوضوح ان ادارة جورج دبليو بوش قد كسبت الحرب العسكرية، لكن كانت هناك حرب اخرى في انتظارها.
\r\n
\r\n
\r\n
لم يكن احد يعلم الكثير عن «التمرد» المسلح الذي واجهته القوات الاميركية. لكن الصورة بدأت معالمها تتضح في ديسمبر 2003 عن طريق ضابط عراقي طيار كان قد شارك في الحرب العراقية الايرانية ثم عمل بعد ذلك مع المفتشين الدوليين خلال التسعينيات حيث استطاع هؤلاء المفتشون، كما عرف بعد ذلك خلال السنوات السبع التي قضوها في العراق ان يدمروا كل الاسلحة الكيماوية والبيولوجية والنووية هناك.
\r\n
\r\n
\r\n
ويقول هذا الطيار انه بعد انتخاب جورج دبليو بوش رئيسا للولايات المتحدة عام 2000 قام صدام حسين باعداد خطة واسعة للتصدي لقوات الاحتلال ومناوشتها اذا وقع الغزو وذلك اعتبارا من عام 2001 حيث اعاد الى «الخدمة» العديد من الضباط الذين كانوا قد شاركوا في حرب الخليج عام 1991.
\r\n
\r\n
\r\n
كما تم تخزين كميات هائلة من الاسلحة الخفيفة في كافة انحاء العراق من اجل استخدامها عندما تستدعي الحاجة من قبل المتمردين المقاومين. وفي يناير 2003 عندما بدا بوضوح ان غزو قوات التحالف الاميركي البريطاني اساسا هو على وشك الوقوع اصدر صدام حسين تعليماته لرجال الاستخبارات العراقية بأن يكون ردهم على الغزو هو مهاجمة المكاتب والمؤسسات الحكومية الرئيسية والوزارات وتدمير الوثائق التي لديها واشعال النيران في هذه المباني.
\r\n
\r\n
\r\n
وتدل التصريحات التي ادلى بها هذا الطيار بأن يوم 7 ابريل 2003 كان تاريخا حاسما في مسار الحرب الاميركية الاخيرة في العراق اذ في الوقت الذي كانت قوات التحالف تتحرك على مشارف بغداد، وهي تستعد لخوض المعركة الحاسمة مع القوات العراقية من شارع الى آخر، وهي المعركة التي كانت انظار العالم كله تتجه نحوها.
\r\n
\r\n
\r\n
وكان يحسب لها الف حساب، لكن وبدلا من خوض القوات العراقية لحرب الشوارع صدرت الاوامر لجميع قوات حزب البعث الحاكم آنذاك في العراق وللحرس الجمهوري والقوات الخاصة ورجال اجهزة الاستخبارات بالعودة الى منازلهم والتحضير للمقاومة المسلحة ضد قوات الاحتلال في الفترة اللاحقة. وتكونت قوات خطط «التمرد» والمقاومة من ثلاث فرق يتألف كل منها من ألفين الى أربعة آلاف عضو..
\r\n
\r\n
\r\n
وكانت منظمة على أساس شبكة من الخلايا لا يزيد عدد افراد كل خلية عن ثلاثة او اربعة افراد، وكان يتولى رئاسة كل فرقة احد كبار المسئولين في نظام صدام حسين، هكذا كانت الفرقة الاولى بقيادة عزة ابراهيم الدوري، نائب الرئيس العراقي، بينما تولى رئاسة الفرقة الثانية طه ياسين رمضان، وفي الوقت الذي ضمت هاتان الفرقتان، اي الاولى والثانية، عناصر من القوات المسلحة ومن المقاتلين، فان الفرقة الثالثة تشكلت من مهندسين ومحامين واطباء الى جانب العديد من اولئك الذين كانوا يديرون منشآت الدولة من كهرباء ومياه وصرف صحي ومصانع.
\r\n
\r\n
\r\n
ويضيف الطيار نفسه بأن صدام حسين قرر استخدام الاساليب نفسها التي كانت تستخدمها جماعة الدعوة المعارضة له.. لقد كان اعضاء هذه الجماعة يوجهون الضربات للنظام بشتى الوسائل ثم يفرون بعد ذلك. وكانت عملياتهم تتم دائما بشكل كامل السرية تحت الأرض مما أنهك قوات الأمن وجعلها غير فاعلة في ملاحقتهم، لا سيما وأن أساليب عمل رجال حزب الدعوة كانت تحول دون معرفة بعضهم البعض.
\r\n
\r\n
\r\n
وبالتالي كانت المعلومات التي يتم الحصول عليها عن الشبكة محدودة في حالة وقوع بعضهم في أيدي اجهزة السلطة. واذا كانت خطة صدام في المقاومة تقوم على أساس عمليات تمرد وهجومات سرية على طريقة حرب العصابات فان هذا لا يمثل سوى جانب واحد من جوانب مقاومة الاحتلال، ذلك ان العديد من اولئك الذين كانوا يعارضون حكم صدام حسين وكانوا يعدون بآلاف الوطنيين ورجال الدين اختاروا هم ايضا مقاومة القوات الأميركية بعد سقوط بغداد، حيث رأوا ان العدو الحقيقي هو الاحتلال.
\r\n
\r\n
\r\n
المطاردات المنظمة
\r\n
\r\n
\r\n
في 3 نوفمبر 2002 انطلقت طائرة بدون طيار من قاعدة عسكرية في جيبوتي واطلقت صاروخا على سيارة في صحراء اليمن كان يستقلها احد كبار قيادات القاعدة وعدد من مرافقيه. لقد تم هذا العمل بالتنسيق بين الاستخبارات الاميركية والاستخبارات اليمنية وتنفيذا لقرار كان الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش قد اتخذه في اواخر 2001 ويقضي باغتيال قيادات تنظيم «القاعدة» حيثما كانوا في العالم.
\r\n
\r\n
\r\n
وبعد عملية الاغتيال في الصحراء اليمنية حطت مباشرة طائرة مروحية في مكان الحادث حيث جمعت حطام الطائرة وجثث القتلى ونقلتهم الى صنعاء، وهناك تم اخذ عينات من الحامض النووي وجرى ارسالها الى الولايات المتحدة.في اليوم التالي اعلنت الادارة الاميركية عن اغتيال احد كبار قادة القاعدة خارج افغانستان.
\r\n
\r\n
\r\n
وتردد في وسائل الاعلام ان الشخص الذي استهدفته الطائرة الاميركية كان احد المشاركين في الهجوم التي تعرضت له المدمرة الاميركية «كول» عند رسوها في ميدان عدن وادى الى مقتل عدد من الجنود الاميركيين، كان ذلك عام 2000 وكان الرئيس بوش هو الذي اصدر اوامره شخصيا بتصفية الشخص المعني، واذا كانت هذه العملية تعتبر بمثابة عملية ناجحة من حيث الاعداد لها وتنفيذها، الا انه قد سبقها محاولتان فاشلتان ذهب ضحيتهما عدد من البدو.
\r\n
\r\n
\r\n
ان عملية الاغتيال تلك كشفت في الواقع عن بعض الحقائق، فالسيارة التي تم قصفها كانت تحمل لوحات سعودية، مما يعني ان الشخص كان له صلات بأفراد في السعودية، وانه كان يحصل من هناك على مساعدات مالية كذلك اظهر الهاتف النقال الذي كان بحوزته انه كان على اتصال مع اشخاص من بلدان اخرى وكان يحصل منها ايضا على المساعدات المالية. كذلك ساعدت العملية في تعقب أفراد اخرين من القاعدة كانوا قد فروا من افغانستان الى السعودية واليمن والصومال وبلدان اخرى.
\r\n
\r\n
\r\n
من جهة اخرى مثلت عملية الاغتيال تلك تصعيدا دراميا في الحرب الاميركية ضد الارهاب، اذ لأكثر من ثلاثين عاما كان اللجوء الى الاغتيال بتأييد من السلطات الحكومية محرما في الولايات المتحدة. اذ عندما تسربت الانباء عام 1975 عن محاولات لاغتيال فيدل كاسترو، الرئيس الكوبي، اي في الستينيات، اكدت لجنة امنية تابعة للكونغرس ان مثل هذا التآمر بقصد الاغتيال هو امر مخالف للمبادئ الاساسية لاميركا.
\r\n
\r\n
\r\n
ولا يمكن بالتالي قبوله او ايجاد أية مبررات له، وفي عام 1976 وقع الرئيس الأميركي انذاك جيرالد فورد قرارا بتحريم الاغتيال السياسي، وهذا القرار لا يزال ساري المفعول حتى الآن.لكن بعد تفجيرات 11 سبتمبر 2001 في نيويورك وواشنطن اصبح استهداف اعضاء تنظيم القاعدة واغتيالهم من دون اللجوء الى اية محاكمة عملا عسكريا مشروعا بنظر ادارة جورج دبليو بوش في حربها الجديدة المعلنة ضد المنظمات الارهابية وضد الدول المارقة.
\r\n
\r\n
\r\n
وتوصل محامو وزارة الدفاع الاميركية الى الاقرار بأن قتل بعض الافراد لا يكون بمثابة عمل غير شرعي وفقا لقوانين الحرب اذا كان هؤلاء الافراد من دولة اخرى او من قوات متمردة مقاومة، او ارهابيين أو من أية منظمة يمكن لنشاطاتها ان تعرض امن الولايات المتحدة للخطر. واذا كان هذا هو الخط الذي انتهجته ادارة جورج دبليو بوش فان دونالد رامسفيلد ذهب اكثر من ذلك ورفض اعتبار عمليات القتل المعنية بمثابة اغتيال، وقال ان اولئك الذين ينفذونها من القوات الأميركية وانما يقومون بخدمة وطنهم ويساهمون ايضا في استقرارالعالم وفي سلامته.
\r\n
\r\n
\r\n
مع ذلك لقي اسلوب الاغتيال هذا انتقادات شديدة من قبل بعض قيادات القوات الاميركية نفسها. وذلك ليس بسبب عدم شرعيته وانما بسبب مخالفته للمبادئ الاخلاقية، وايضا، وربما اساسا، لعدم فعاليته.
\r\n
\r\n
\r\n
وكان رامسفيلد قد اصدر تعليمات سرية الى الجنرال هولاند قائد القوات الخاصة باعداد خطط للعثور على عناصر المنظمات الارهابية و«معالجة» حالاتهم أي التمكن من التحقيق معهم او قتلهم اذا اقتضى الأمر وليس الاكتفاء بالقبض عليهم وفق القوانين المألوفة المعمول بها دوليا، لكن الجنرال هولاند ارجأ الشروع في اعداد الخطط بسبب عدم وجود مصادر استخبارات في الاماكن التي كان يتواجد فيها اربعة من قيادات «القاعدة» المطلوب رأسهم في موريتانيا والفلبين.
\r\n
\r\n
\r\n
وفي المنطقة الحدودية الواقعة بين البرازيل وباراجواي والارجنتين. ولم يتوان كبار العسكريين الأميركيين في توجيه نقدهم لما يطلبه رامسفيلد، وزير الدفاع، على أساس انه يحوّل بذلك القوات الخاصة الى فرق من القتلة.على أية حال رحب كثير من الاميركيين بعملية الاغتيال التي تم تنفيذها في صحراء اليمن.
\r\n
\r\n
\r\n
وكذلك رحبت بها وسائل الاعلام المختلفة على اساس انها تمثل خطوة متقدمة في مكافحة الارهاب الا ان بعض الاصوات قد شذت عن هذه الجوقة مثل حالة وزيرة خارجية السويد التي وجهت انتقادها العنيف للعملية ووصفتها بأنها انتهاك لحقوق الانسان، لانه لابد من معاملة البشر. وحتى الارهابيين، وفقا للقانون الدولي والا فان كل دولة من دول العالم قد تبدأ بتصفية اولئك الذين تعتبرهم بمثابة ارهابيين. كمانددت منظمة العفو الدولية بعملية الاغتيال، لا سيما وان اولئك الذين تم قتلهم كان يمكن القاء القبض عليهم والتحقيق معهم ومحاكمتهم.
\r\n
\r\n
\r\n
الاستهداف
\r\n
\r\n
\r\n
في ديسمبر 2003 أعلنت ادارة جورج دبليو بوش انها ستقوم بتصعيد كبير للحرب الخفية في العراق، وقد كان الهدف الأساسي هو قيادات حزب البعث الحاكم سابقا في العراق، وحيث كان يسود الاعتقاد بأن هذه القيادات هي وراء العمليات التي تجري ضد قوات التحالف.. وقد تم لمواجهة ذلك انشاء قوات خاصة مهمتها القيام بهذه المهمة الاساسية المتمثلة في اخراج عناصر حزب البعث من ساحة الفعل بواسطة اعتقالهم او قتلهم،
\r\n
\r\n
\r\n
وكان ذلك بمثابة انتصار لدونالد رامسفيلد الذي كان يناضل على مدى عامين لبلوغ مثل هذا الهدف والحصول على موافقة لتنفيذ استراتيجيته في المطاردة المنظمة.. وكان رامسفيلد قد اضطر الى تغيير العديد من القيادات لتحقيق ما كان يصبو اليه. لا سيما وان «القضاء على نظامين يجعل باستطاعتنا عمل الكثير على حد قول احد كبار المسئولين في البنتاغون وذلك كاشارة منه الى افغانستان والعراق.
\r\n
\r\n
\r\n
كانت المشكلة الرئيسية هي الحصول على معلومات.. وقد كان هناك جدل كبير حول ما اذا كان استهداف عدد مهم من الافراد يشكل اسلوبا عمليا وفعالا لاعادة الاستقرار في العراق: لا سيما وان القوات الاميركية قد فشلت في واقع الأمر، في الحصول على معلومات ذات مصداقية وبالتالي يمكن الوثوق بها كي يجري التحرك على أساسها في عملية المطاردة. لهذا عمدت القيادة العسكرية في العراق الى تجنيد عدد من عناصر الاستخبارات العراقية السابقة وتدريبهم من اجل اختراق صفوف «متمردي» الظل.
\r\n
\r\n
\r\n
في واشنطن كان هناك اتفاق عام على امر واحد، وهو ان هناك حاجة فعلية الى ايجاد نهج اميركي جديد بالنسبة للعراق في ظل الاوضاع القائمة فيه. في الوقت نفسه تزايدت الانتقادات للرد الذي تقوم به القوات الاميركية في مواجهة تعاظم الخسائر بين صفوفها.
\r\n
\r\n
\r\n
لكن من الملاحظ ان العمليات التي تستهدف الاحتلال قد تزايدت كثيرا خلال النصف الاول من عام ,2004. وتجدر الاشارة هنا الى ان حالة من التشاؤم سادت في بغداد خلال نهاية شهر يونيو الماضي عندما سلم الاميركيون السلطة للحكومة العراقية المؤقتة وغادر الحاكم الاميركي بول بريمر العراق عائدا الى الولايات المتحدة.
\r\n
\r\n
\r\n
ان العديد من الاسر العراقية الثرية قامت بمغادرة العاصمة العراقية بغداد وتحسبا للعمليات الانتحارية التي تنذر بها الاوضاع القائمة. وبالفعل تزايد ايقاع العمليات الانتحارية بشكل كبير وجرى اغتيال عدد من المسئولين ومن اعضاء الحكومة العراقية الجديدة ومن رموز سلطتها في العديد من المدن العراقية.
\r\n
\r\n
\r\n
ولم ينج من هذه العمليات اناس بسطاء يقومون بادارة اعمال الدولة ولا يستطيعون تحمل الاعباء المالية للجوء الى حراسات خاصة، وحيث بلغت هذه الاعباء في بعض المناطق 12 الف دولار في اليوم الواحد.وفي ظلك هذا كله تبدو الأمور سائرة في الطريق المسدود.
\r\n
\r\n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.