\r\n وأدلى عماد مصطفى سفير سورية في واشنطن بتصريح إلى وكالة جي.تي. إيه قال فيه: لدى إسرائيل فرصة تاريخية لكي تتوصل إلى السلام مع جيرانها، والجيران لديهم هذه الرغبة. ولكن لدينا شكوك عميقة ما إذا كانت حكومة شارون معينة بالسلام. ويقول مصطفى ورئيسه وزير الخارجية فاروق الشرع بأن السوريين مستعدون لمقايضة السلام الكامل مقابل مرتفعات الجولان الهضبة الاستراتيجية التي استولت عليها إسرائيل خلال حرب 1967 وضمتها إليها 1981. \r\n \r\n إلا أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل تتعاملان مع هذه المبادرات بشكوك عميقة. إذا كان نظام الأسد مستعد للسلام فلماذا يستمر بدعمه لحزب الله الإرهابي العدو اللدود لإسرائيل في لبنان؟ ولماذا تحتمي سوريا بإيران التي تعتبرها إسرائيل النظام الوحيد الذي يهدد وجودها؟ ولماذا تسمح سوريا بتمويل حركة التمرد المناوئة للأمريكان في العراق؟ \r\n \r\n وإذا كان جاداً في طلب السلام فلماذا يشرع في نفس الوقت بمحادثات مع روسيا لشراء آخر جيل من الصواريخ وهدفه الوحيد إسرائيل. \r\n \r\n وأفاد أحد المسؤولين الإسرائيليين إلى وكالة جي تي أيه حول نوايا سوريا مستشهداً بالدعم السوري للإرهابيين ضد إسرائيل: \"لا يوجد تغيير، وإذا أراد السوريون إثبات جديتهم فهم يعرفون بالضبط ما يتوجب عليهم عمله\". \r\n \r\n وبما أن الإسرائيليين يتلقون الدعم والتعاطف من الأمريكان فقد هدد الرئيس بوش بتوسيع إجراءاته العقابية فيما يتعلق بقانون محاسبة سوريا. وكان بوش قد حدد العقوبات المفروضة بموجب ذلك القانون بتقييد تنقلات الدبلوماسيين السوريين والتبادل التجاري ومنع الشركات الأمريكية من الاستثمار في سوريا. \r\n \r\n وفي نهاية الشهر الماضي، وخلال جلسات الاستماع في مجلس الشيوخ قالت وزيرة الخارجية الأمريكية غونداليزا رايس: \"أعتقد بأن الحكومة السورية تتصرف بطريقة تؤدي لسوء الحظ إلى الإساءة إلى علاقاتها مع الولاياتالمتحدة ولفترة طويلة. وإذا لم تصبح سوريا قوة بناءة فلن يكون أمام الولاياتالمتحدة إلا خيار واحد وهو تطبيق أشد العقوبات التي ينص عليها قانون محاسبة سوريا\". \r\n \r\n يحتج البعض بأن الأسد ربما يملك الرغبة في إجراء تغييرات ولكن يبدو بأنه يفتقر إلى قوة داخلية لمجابهة المتطرفين السوريين. \r\n \r\n والآن، ولأول مرة، يخبر مسؤولون سوريون دبلوماسيين من دول أخرى بأن الأسد مستعد لتسليم البضاعة. وقالوا أنه في حال حصلت سوريا على الجولان فإنها لن تضمن فقط سلاماً كاملاً لإسرائيل –على العكس من السلام الذي قدمته في التسعينات والذي يستبعد وجود سفراء وتبادل سياحي- بل إنها تتعهد أيضاً بوقف الدعم عن حزب الله والإرهابيين الفلسطينيين واختراق الحدود مع العراق، كما أن السلام مع لبنان يمثل أيضاً جزءاً من الصفقة. \r\n \r\n غير أن التقارير أفادت مؤخراً بأن سوريا تسعى لشراء صواريخ تطلق من على الكتف، وهذا ما تخشاه إسرائيل من إمكانية وصول هذه الصواريخ إلى أيدي حزب الله ليصوبوها نحو مناطق مدنية إسرائيلية، الأمر الذي جعل العديد يرتابون في مصداقية الأسد. \r\n \r\n روسيا من جهتها أرسلت رسائل متناقضة حول الصواريخ، ومن الواضح أن هذه الصفقة كانت موضع الحديث في الاجتماع الذي عقد الشهر الماضي بين الرئيس الأسد ونظيره الروسي فلاديمير بوتين. \r\n \r\n في الاجتماع الذي عقده الأسبوع الماضي جاك روزن رئيس المجلس الأمريكي اليهودي مع وزير الدفاع الروسي سيرغي إيفانوف أكد الأخير أن روسيا لن تبيع لإسرائيل صواريخ هجومية, وفي نفس الوقت ذكر بوتين لصحيفة جيروزالم بوست بأن بلاده سوف تبيع السوريين صواريخ دفاعية فقط. وعلى هذا فإن الإرهابيين يستطيعون تبرير هجماتهم على أنها تدابير دفاعية ضد إعتداءات إسرائيلية سابقة أو مستقبلية. \r\n \r\n وألمح المسؤولون السوريون إلى أن الصواريخ ورقة يجب أن يلعبوا بها لجر إسرائيل إلى محادثات السلام مع الاستمرار في دعم حزب الله والجماعات الإرهابية الأخرى. \r\n \r\n وهذا ما يراه أكثر خبراء إسرائيل معرفة بالشؤون السورية موشيه ماوز الزميل في معهد السلام –الولاياتالمتحدة. يقول ماوز: \"هذه ورقتهم وهم سيسلمون البضاعة عندما يكون هناك اتفاق. ليس هناك شيء مجاني\". ويعتقد ماوز بأن الأسد الابن قادر على أن يقدم شيئاً، ويضيف: \"إنه قادر على أن يعمل ذلك وهذا لمصلحة السوريين، فهو محاصر بأنظمة موالية للغرب ويريد أن يسترجع الجولان، ولديه خيار واحد فقط: أن يحاول ترميم علاقاته مع الولاياتالمتحدة\". \r\n \r\n الاستمرار في دعم الإرهابيين يمثل أخطاراً حقيقية، وتطبيق العقوبات من شأنه أن يؤثر بشكل سيئ على الاقتصاد السوري الهزيل. \r\n \r\n إذا كان السوريون لا يأخذون هذه التهديدات على محمل الجد فربما يكون السبب أن الإسرائيليين والأمريكان هم الذين يرسلون الآن إشارات متناقضة. ريتشارد أرميتاج نائب وزير الخارجية الأمريكي قال أن \"الحالة على طول الحدود السورية العراقية خلال الشهر الماضي كانت أفضل بكثير من السابق\"، وهذا على العكس مما جاء في الشهادة التي أدلت بها رايس. \r\n \r\n كما أن ويليام بيرنز كبير مبعوثي وزارة الخارجية الأمريكية إلى الشرق الأوسط، والذي وصل للتحضير لزيارة رايس للمنطقة في الأسبوع القادم، قال بأن الولاياتالمتحدة سوف ترحب بالدور السوري في عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية. أما على الجانب الإسرائيلي فإن سيلفان شالوم وزير الخارجية مستمر في إرسال الإشارات إلى السوريين، ومن الواضح أنه في نزاع مع شارون الذي يرفض إلى الآن تشجيع قيام أية محادثات. \r\n \r\n في كانون الاول الماضي تحدث شالوم بأن المبادرات التي تقدمت بها سوريا لا يمكن تجاهلها، وذكر في الأسبوع الماضي لقناة سي إن إن بأن إعادة جثة إيلي كوهين الجاسوس الإسرائيلي الذي قبض عليه وشنق في دمشق عام 1965 ستقنع إسرائيل بأن سوريا جادة في ذلك. \r\n \r\n وهناك عامل آخر قد يشجع سوريا وهو إحياء المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية باعتبار أن الأسد لا يريد أن يكون العدو الأخير لإسرائيل. إلا أن عماد مصطفى السفير السوري رفض هذا الكلام، وقال أن سوريا سوف تستعيد الثقة من حصول أي تقدم بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وأضاف: \"أي مسار يحقق تقدماً لن يؤثر على المسار الآخر. لكن السوريين سيشعرون بالراحة أكثر عندما يرون الإسرائيليين جادين تجاه السلام مع الفلسطينيين\". \r\n \r\n \r\n جي.تي. إيه وكالة الأنباء العالمية للشعب اليهودي