\r\n منذ حوالي شهرين يتحدث المواطنون الاكراد الذين يعيشون في مدينة زيلوبي عن تحركات متواصلة للقوات التركية, التي كانت تبدو في عجلة من امرها في الاسابيع الاخيرة, كما يتحدث هؤلاء المواطنون الاكراد عن تحضيرات عسكرية تركية كبيرة وواسعة على الجانب العراقي الحدودي وعلى طول المنطقة الحدودية العراقية التركية وذلك تمهيدا للقيام بعملية اجتياح عسكرية واسعة لشمال العراق الذي يخضع لسيطرة الاكراد بهدف غزوها واحتلالها عسكريا وانهاء النفوذ الكردي على تلك المنطقة الحيوية والغنية بالنفط. ليس هذا فقط بل ويعتقد السواد الاعظم من الاكراد بان الهدف الرئيسي من وراء التحركات العسكرية التركية يكمن بالدرجة الاولى في الحيلولة دون تمكين الاكراد من فرض سيطرتهم على مدينة كركرك الغنية بالنفط, وهو من بين الاهداف الرئيسية التي تحاول الحكومة التركية من خلالها غزو المناطق الكردية بشمال العراق, ومنع الاكراد من اخضاع المدينة العراقية اليها. واكثر ما يخشاه الاكراد ان تنجح تركيا في تأليب الاقليات الاخرى غير الكردية مثل الاقلية التركمانية في كركوك من اجل القيام بعمليات تمرد او هجمات مسلحة ضد الاكراد وتمهيد الطريق امام القوات التركية واجهزة استخباراتها للقيام بعمليات اجتياح عسكرية لهذه المدينة ولمدن استراتيجية مهمة كردية بشمال العراق, تحت ستار ملاحقة مقاتلي حزب العمال الكردستاني المحظور »pkk« ومنعهم من تنفيذ اية عمليات فدائية ضد المصالح التركية هناك. \r\n \r\n وطبقا لما تتحدث عنه التقارير الصحفية والاخبارية ويتحدث عنه المراقبون كذلك, فان القوات التركية قد انهت استعداداتها وتجهيزاتها للقيام بعملية الاجتياح الواسعة في المناطق الكردية الحدودية بشمال العراق وجنوب تركيا, وحددت وقت تنفيذ هذا الاجتياح بحيث يبدأ بعد الانتخابات العراقية التي من المفترض ان تجري في نهاية شهر كانون ثاني من العام القادم. \r\n \r\n وتؤكد معظم الصحف الكردية في تقاريرها الصحفية اليومية والاسبوعية بان اعدادا كبيرة من خبراء الاستخبارات التركية تتواجد حاليا داخل مدينة كركوك وان مهمة هؤلاء الخبراء الاستخباريين تتركز على توزيع الاسلحة والمعدات العسكرية الخفيفة والمتوسطة وربما الثقيلة ايضا واجهزة التجسس على الجالية التركمانية في المدينة كما تتولى تدريب افراد هذه الجالية على كيفية استخدام الاسلحة ومعدات التجسس في حالة صدور الاوامر من السلطات التركية الى افراد الجالية بالاستعداد للقيام بعملية تمرد عسكرية في كركوك والمناطق المحادية لها. ولم يعرف بعد عن الاسباب التي ادت الى عدم تنفيذ هذا المخطط في الوقت الراهن. لكن الحقيقة تقول ان الاوساط التركية كانت قد اوردت في بداية ونهاية تشرين الماضي تقارير كاملة عن مخططات للقيام بعملية غزو واجتياح واسعة وكبيرة لشمال العراق في شهر اذار القادم وانها حشدت لهذه العملية زهاء عشرين الف جندي تركي. ويبدو ان القيادات العسكرية التركية وكبار جنرالاتها التي تضغط على حكومة الرئيس التركي طيب رجب اردوغان للاسراع في تنفيذ الهجوم الواسع على المناطق الخاضعة للسيطرة الكردية بشمال العراق, وهو الامر الذي تحبذه الحكومة التركية وبتأييد مبطن من الولاياتالمتحدة التي تريد تخفيف الضغوط القوية عليها وما تواجهه من مقاومة عراقية, شديدة وما تتكبده من خسائر متعاظمة في الارواح والمعدات. وطبقا لما اوردته الاوساط الاعلامية الكردية والتركية وما كشفت عنه بشأن تلك الخطط فان ما حشدت له تركيا من قوات وبواقع عشرين الف جندي يقتصر على واحدة من هذه الخطط, وان هناك خططا اخرى جاهزة للتنفيذ بحيث يتم حشد اربعين الف جندي للقيام بعملية الغزو والاجتياح التي تحظى بدعم وتأييد رئيس الوزراء التركي اردوغان نفسه الذي اعلن صراحة في الرابع عشر من شهر تشرين اول الماضي امام اجتماع خاص حكومته واركان جيشه انه يؤيد الخيار الثاني او الخطة الثانية, واعاد هذا التأكيد مجددا في اجتماع آخر عقد في السابع والعشرين من الشهر ذاته. والهدف من هذه العملية في حالة تنفيذها, ليس فقط توجيه ضربة عسكرية قاضية ضد مليشيات حزب العمال الكردستاني وانما ايضا تحقيق عودة كل المهجرين التركمان الى مدينة كركوك. \r\n \r\n فمنذ سقوط نظام صدام حسين تمكن عشرات الالوف من الاكراد الذين هجّروا في عهد النظام السابق من العودة الى تلك المدينة النفطية الاستراتيجية الشمالية. فتركيا والعديد من العراقيين ينظرون الى الاكراد ليس باعتبارهم مهجرين وانما مواطنون سواء اولئك الذين كانوا يعيشون في العراق, او اولئك الذين كانوا يتواجدون في تركيا, بينما كانوا يسعون على الدوام على اجبار العرب التركمان على الهروب والابعاد القسري. \r\n \r\n وتحاول السلطات التركية الرسمية جاهدة اظهار مدى جديتها للادارة الامريكية بشأن قدرتها على تنفيذ خططها الرامية الى اجتياح المناطق الكردية بشمال العراق في الموعد الذي حددته وهو بداية عام 2005 القادم وبعد الانتهاء من العملية الانتخابية التي سيشهدها العراق لانتخاب اول حكومة عراقية منتخبة وان ما تسعى اليه تركيا يكمن في القضاء على الثوار الاكراد الذين ينتمون الى الحزب العمالي الكردستاني المحظور والذي تعتبره واشنطن منظمة ارهابية والحيلولة دون سيطرة الاكراد على مدينة كركوك. كما ان الحكومة التركية تزيد التأكيد للادارة الامريكية بانها لن تسمح تحت اي ظرف من الظروف بوجود دولة كردية مستقلة, وهو ما تسعى الولاياتالمتحدة اليه ايضا. وبالاضافة الى ذلك فان حكومة اردوغان تسعى الى تأييد موقفها الحازم من مدينة كركوك بحيث لا يتم اعتبار هذه المدينة ضمن مناطق الحكم الذاتي للاكراد في اية تسوية سياسية مستقبلية للعراق.0 \r\n \r\n »دي فيلت« الالمانية \r\n \r\n