\r\n كما اوضحوا ان المباني التي تستخدم الوكالة داخل معسكر غوانتانامو يحيط بها سياج عال عليه غطاء بلاستيكي سميك وأضواء كاشفة. وتقع هذه المباني على وجه التحديد داخل مجمع «كامب ايكو» الذي شيد لحبس المعتقلين الذين تعتبرهم وزارة الدفاع (البنتاغون) مصدرا للمعلومات المهمة، بالاضافة الى المعتقلين الذين ينتظرون المثول أمام محاكم عسكرية بتهم ارهاب. \r\n وتضم مباني هذه الوحدة معتقلين من باكستان وغرب افريقيا واليمن ودول اخرى، ابرزهم موريتاني كان حلقة الوصل بين «خلية هامبورغ» التي تمحور حولها منفذو هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 واسامة بن لادن. وقال مسؤول ان اجراءات سرية صارمة ظلت مفروضة على هذا الجزء من المعسكر. وأشار مسؤول زار هذه المباني خلال الشهور الاخيرة الى انه لا يدرك ما اذا لا تزال هذه الوحدة مستخدمة حتى الآن، إلا ان وكالة الاستخبارات المركزية ووزارة الدفاع رفضتا التعليق. تجدر الاشارة الى ان غالبية المعتقلين المشتبه في تورطهم في الارهاب يخضعون للحبس في غوانتانامو من قبل البنتاغون وليس وكالة الاستخبارات المركزية. وكانت الجهات المعنية قد سمحت بزيارة اللجنة الدولية للصليب الاحمر للمعتقلين، كما بات لديهم عقب قرار للمحكمة العليا الاميركية الحق في الطعن في إجراء اعتقالهم أمام المحاكم الفيدرالية داخل الولاياتالمتحدة. ويخوض معتقلو وكالة الاستخبارات المركزية في غوانتانامو للحبس وفقا لقواعد ولوائح مختلفة وتحت اجراءات سرية اكثر صرامة. وكان قد سمح لوكالة الاستخبارات المركزية بموجب توجيه رئاسي وسلطات صادق عليها محامو الادارة الاميركية إلقاء القبض على فئة معينة من المشتبه فيهم وحبسهم من دون الإبلاغ عن إدراجهم في قوائم المحبوسين بصورة رسمية ومن دون الكشف عن اسس وقواعد معاملتهم. فقائمة المعتقلين لدى وكالة الاستخبارات المركزية لم تعلن على نحو رسمي، إلا ان مسؤولي استخبارات اميركيين قالوا ان الوكالة تعتقل حاليا عناصر مهمة في تنظيم «القاعدة» وعدداً من كوادره الوسطية ممن يمكن ان تكون لديهم معلومات حول الإمداد والتموين والتمويل والعمليات. ويعتقد ان وحدة الاعتقال التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية داخل معسكر غوانتانامو شيدت خلال العام الماضي في وقت كانت تواجه فيه الوكالة مشكلة غاية في التعقيد تتمثل في المكان المناسب الذي يمكن ان تعتقل فيه مشبوهين بالارهاب لإجراءات تحقيق واستجواب قد تستمر سنوات. \r\n عدد المشبوهين بالارهاب الذين كانت تحتجزهم الوكالة خلال عقد التسعينات لم يتعد ستة، وكان هؤلاء يخضعون للحبس في سجون اجنبية في دول مثل مصر والاردن في الغالب، إلا ان فرقا تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية اعتقلت بالتعاون مع اجهزة استخبارات اجنبية بعد حوالي شهرين من هجمات 11 سبتمبر عشرات الاشخاص الذين تعتقد الوكالة انهم على علم بهجمات مقبلة تستهدف الولاياتالمتحدة. \r\n ويقول مسؤولون في الأمن القومي الاميركي ان وكالة الاستخبارات المركزية تعتقل حاليا حوالي 36 من قيادات «القاعدة» في أماكن لم يعلن عنها، ومن ضمن هؤلاء بعض الذين خططوا لهجمات 11 سبتمبر مثل خالد شيخ محمد ورمزي بن الشيبة وابو زبيدة ونورجمان رضوان عصام الدين، المعروف باسم «حنبلي»، الذي كان يقود نشاطات «القاعدة» في جنوب شرق آسيا. وتوجد المعتقلات التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية في جزء من قاعدة باغرام الجوية بافغانستان وعلى متن سفن حربية وفي جزيرة دييغو غارسيا البريطانية بالمحيط الهندي. وقال مسؤولون بوكالة الاستخبارات المركزية ان إدارة مراكز اعتقال في دول اجنبية امر صعب. ويعتقد ان رمزي بن الشيبة وابو زبيدة قد جرى ترحيلهما الى تايلاند فور اعتقالهما، إلا ان الحكومة التايلاندية اصرت في نهاية الأمر على انهما نقلا الى مكان آخر. وبذلك يكون معسكر غوانتانامو قد ساهم في تزويد وكالة الاستخبارات المركزية بموقع معزول لا تطبق فيه قواعد الحبس والاعتقال المتعارف عليها. إلا ان وزارة الدفاع طلبت من وكالة الاستخبارات المركزية تسجيل أسماء كل المعتقلين والالتزام بمعايير الحبس العسكري والسماح للجنة الدولية للصليب الاحمر بالوقوف على أوضاع المعتقلين. وقال مسؤول عسكري اميركي انه طلب من الوكالة الالتزام باللوائح والقواعد المتعارف عليها في هذا الشأن طالما سيكون للوكالة وجود داخل معسكر غوانتانامو. \r\n وكان مسؤولون عسكريون شاركوا في التحقيق بشأن فضيحة سجن ابوغريب بالعراق قد توصلوا الى ان وكالة الاستخبارات المركزية كانت تحتجز معتقلين من دون ان تعلن عن اسمائهم او تدرجها بصورة رسمية في سجلات المعتقلين الرسمية، مما يخالف القواعد العسكرية الخاصة بإجراءات الاعتقال. ويرى مسؤول اميركي ان الترتيبات التي تمت مع اللجنة الدولية للصليب الاحمر خطوة ايجابية للأمام، مؤكدا ان كل المعتقلين في معسكر غوانتانامو معروفون. \r\n مسؤولو اللجنة الدولية للصليب الاحمر رفضوا من جانبهم الإفصاح عن المواقع التي سمح لهم بزيارتها داخل معسكر غوانتانامو واكتفوا فقط بالقول ان فريق اللجنة «زار كل المعتقلين بمعسكر غوانتانامو في كل المواقع التي يخضعون فيها للحبس». ويؤكد مراقبون ان وكالة الاستخبارات المركزية قد عملت في سجن غوانتانامو منذ افتتاحه في يناير (كانون الثاني) 2002 ونقل مقاتلي طالبان وتنظيم «القاعدة» الذي القي القبض عليهم خلال الحرب في افغانستان اليه. وظلت الوكالة تحتفظ بمكتب لها في غوانتانامو وشارك ضباطها في جلسات الاستجواب الى جانب ضباط مكتب المباحث الفيدرالي (اف. بي. آي) والاستخبارات العسكرية. وكانت قد اجريت جلسات استجواب عديدة داخل مقطورات موجودة داخل معسكر «كامب دلتا» الذي حل محل «كامب اكس راي» في اواخر عام 2003. \r\n وتقع الوحدة التي تشغلها وكالة الاستخبارات المركزية داخل «كامب ايكو»، الذي يضم ما يزيد على عشر غرف من طابق واحد مشيدة من الاسمنت وتقع بعيدا عن مجمع السجن الرئيسي. وتضم كل غرفة قفصاً حديدياً وغرفة للراحة ومنضدة للتحقيق والاستجواب. \r\n ويوجد في واحدة من هذه الغرف رجل أعمال موريتاني يدعى محمد ولد صالح كان حلقة وصل بين «خلية هامبورغ» في المانيا وزعيم «القاعدة» اسامة بن لادن، طبقا لما ورد في تقرير لجنة التحقيق في هجمات 11 سبتمبر. \r\n وقال رمزي بن الشيبة ضمن الاعترافات التي ادلى بها ان ولد صالح اقنعهم بالتوجه الى افغانستان بدلا عن الشيشان للقتال هناك. كما اجرى الترتيبات الخاصة بسفرهم للقاء عناصر تابعة لتنظيم «القاعدة» في باكستان قامت بدورها بترتيب لقاء بين بن الشيبة واسامة بن لادن. وكان ولد صالح قد اعتقل من قبل الشرطة الموريتانية ليل 27 سبتمبر 2001، وبنهاية ديسمبر (كانون الاول) من نفس السنة كان في ايدي القوات الاميركية. \r\n \r\n * خدمة «واشنطن بوست» خاص ب«الشرق الأوسط»