المدمرات والطائرات اليابانية تتبعت الغواصة لمدة ثلاثة ايام بعد اكتشافها قرب جزيرة مياكو الواقعة جنوب غرب اوكيناوا وتم التعرف على هويتها وهي غواصة نووية صينية اتجهت بعد اكتشاف امرها نحو قاعدة كينداو البحرية الصينية‚ ولم ترد الصين بصورة مباشرة على الاتهامات مذكرة العالم بجرائم الحرب اليابانية التي ارتكبت بحقها‚ \r\n \r\n يقول المحللون العسكريون ان الغواصة كانت: اما في مهمة رسم خريطة لقاع البحر لمنطقة تقع بالقرب من جزيرة تايوان او انها كانت تفحص مدى جاهزية الدفاعات البحرية اليابانية‚ \r\n \r\n التداعيات الدبلوماسية لهذا الحادث لن تكون مريحة بالتأكيد‚ واذا ما نظرنا الى العلاقات التجارية والاستثمارية بين اليابان والصين نجد انها تشهد انتعاشا واضحا‚ والحقيقة ان اليابان تدين بالانتعاش الاقتصادي الذي حققته مؤخرا الى تنامي الطلب الصيني على الصادرات الصناعية اليابانية‚ ومن الناحية الاستراتيجية فان البلدين متنافسان ويمتلك كل منهما مع مرور الوقت المزيد من العضلات‚ \r\n \r\n الصين تقوم حاليا بتحديث قواتها المسلحة وهي تمد نفوذها الى الشرق والجنوب والى آسيا الوسطى وتهدد بين الفترة والاخرى بغزو تايوان من اجل اعادتها الى «احضان الوطن الأم»‚ \r\n \r\n اليابان من جانبها دولة مهابة الجانب ومخيفة في نفس الوقت وهي حليف عسكري للولايات المتحدة وقد بدأت تشق طريقها بعيدا عن سياسة التهدئة التي اتبعتها لفترة تقارب الستين عاما‚ \r\n \r\n ويجادل بعض المسؤولين في اليابان بأن الوقت قد حان للأخذ بمفهوم اكثر فاعلية تجاه الجار العملاق‚ \r\n \r\n ان تنامي النعرات القومية المتسارع دفع الكثير من اليابانيين والصينيين للنظر الى بعضهم البعض على انهم اعداء‚ وفوق كل ذلك تتنافس الحكومتان بشكل محموم على واردات الطاقة التي تعتمدان عليها بشكل شبه كامل‚ \r\n \r\n البلدان يسعيان لتأمين امداداتهما من النفط والغاز من روسيا وهناك جزر متنازع عليها بين البلدين كما ان هناك حقلا بحريا مجريا للغاز الطبيعي في بحر الصين الشرقي وهو ليس بعيدا عن المنطقة التي وقع فيها حادث الغواصة‚ \r\n \r\n مثل هذا التنافس قد لا يكون بمثل هذه الخطورة لو ان رئيس الوزراء الياباني كوزومي كان يحتفظ باتصالات شخصية مع القيادة الصينية ولكن للاسف فان العلاقة بين الحكومتين تكاد تصل الى حد التجمد من شدة البرودة‚ ومن الملاحظ ان ايا من كبار القادة الصينيين لم يقم بزيارة اليابان منذ عام 1998 كما انه لم يقم اي رئيس وزراء ياباني بزيارة الصين منذ عام 2001‚ \r\n \r\n وتشعر الصين بغضب جامح تجاه الزيارة التي قام بها كوزومي الى ضريح ياسوكوني الذي يخلد مجرمي الحرب‚ وقد رفضت الصين كل المحاولات التي بذلها كوزومي للقيام بزيارة رسمية لها‚ليس بوسع اكبر اقتصادين في آسيا تحمل وزر علاقات سيئة على هذا النحو‚ ان على القيادة في البلدين ان تسعى لعقد لقاءات مباشرة وجها لوجه كخطوة اولى نحو تحسين العلاقات والروابط بين بكين وطوكيو‚ \r\n