\r\n وعلى الرغم من ان الرئيس عرفات صنف من قبل الاسرائيليين والأميركيين على انه شريك تفاوضي مرفوض كمتحدث باسم شعبه إلا انه ظل يمثل قوة غير قابلة للمنافسة في اوساط الحركة الفلسطينية مستخدما مهارات تكتيكية حاذقة على مدى العقود الأربعة الماضية‚ \r\n \r\n ويرى محللون انه لا يوجد خلف واحد قادر على مجاراة تكتيكات عرفات في توظيف تحالفات تغيير الأشخاص ونظام العقاب والثواب مما مكنه من تأمين فرض هيمنته على الساحة الفلسطينية‚ ويأخذ محلل آخر على عرفات عدم اهتمامه بخلق نظام مؤسسي قادر على تحمل تبعات غيابه‚ \r\n \r\n ووفقا لقانون السلطة الفلسطينية تنتقل سلطة الرئيس عقب مرور شهرين الى رئيس البرلمان في حال وفاة عرفات أو عزجه عن أداء مهامه‚ وسيعقب تلك الفترة الانتقالية عقد انتخابات وصدرت هذه التوصية قبل قيام عرفات باستحداث منصب رئيس الوزراء في اعقاب خضوعه لضغوط اسرائيلية ودولية للتخلص من العديد من سلطاته المتمركزة‚ وفي الواقع استعاد عرفات سلطته خاصة على قطاع الأمن‚ \r\n \r\n ومن المتوقع ان تؤول السلطة الحقيقية الى رئيس الوزراء أحمد قريع ومحمود عباس‚ رفيقي عرفات منذ زمن طويل وذراعه الأيمن‚ ولا يتمتع كلاهما بأكثر من تأييد هامش في الشارع الفلسطيني‚ حيث يتضاءل نفوذهما تحت تأثير القادة الأمنيين والجماعات المقاتلة المرتبطة بمنظمة فتح او الحركة الاسلامية‚ \r\n \r\n ويرى محلل سياسي ان الحرس القديم يستمد سلطانه من عرفات نفسه وليس من الأجهزة الأمنية او الشارع الفلسطيني‚ \r\n \r\n وقد برزت خلال السنوات الأربع الماضية ثلاث شخصيات تجسد تيارات مختلفة في اوساط «الحرس الجديد» تتوقع اسرائيل بروز قيادة جديدة منها إذا استؤنفت عملية السلام‚ منهم محمد دحلان وزير الأمن السابق ورجل غزة القوي الذي انخرط مؤيدوه في صدامات مع القوات الأمنية المنافسة التابعة لأحد أقارب عرفات العقيد موسى‚ ويمثل جبريل الرجوب منافسا لدحلان في الضفة الغربية ويشغل حاليا مستشار عرفات الأمني‚ \r\n \r\n اما على الصعيد السياسي فيقف مصطفى البرغوثي زعيم حركة الاصلاح المعتدل والذي برز كشخصية اساسية موالية للديمقراطية والذي أسس له قاعدة خارج الفصائل التقليدية في فتح‚ \r\n \r\n ويقف مروان البرغوثي كأحد الشخصيات الأكثر شعبية في الأوساط الفلسطينية‚ وكان القائد السابق لميليشيات حركة فتح في الضفة الغربية‚ وبرغم اقدام اسرائيل على سجنه بتهمة تدبير جرائم ارهابية‚ إلا ان المسؤولين الاسرائيليين يصفونه بانه الزعيم الفلسطيني القادم المحتمل‚ \r\n \r\n ويتفق المحللون الفلسطينيون على ان اية محاولة من قبل اسرائيل للتأثير على مجريات الأحداث في الفترة التي تعقب غياب عرفات سوف يشعل النار ضد اي جماعة او افراد تسعى للتعامل معهم‚ \r\n \r\n وغياب عرفات عن مشهد الأزمة الحكومية التي يعانيها شارون عقب تأييد الكنيست لخطة الانسحاب من غزة الاحادية الجانب سوف يضع شارون تحت ضغوط اليسار المؤيد للانسحاب‚ للتفاوض مع من سيخلف عرفات‚ ويعتقد ان حركة «حماس» الاسلامية البارزة التي ظلت ترفض حتى الآن التعاون مع السلطة الفلسطينية تملك قوة هائلة خاصة في قطاع غزة للتأثير على محصلة الاحداث‚ \r\n \r\n ويعتقد محلل للشؤون الفلسطينية ان غياب عرفات قد لا يسبب بالضرورة تطورات دراماتيكية حيث ان من مصلحة الجميع تجنب المواجهة‚ وحماس معروفة بالذكاء والبراغماتية وستعمل على انها تسعى لاشاعة الاستقرار‚ \r\n \r\n إلا ان المواطن الفلسطيني العادي غير متحمس لفكرة امكانية تجنب وقوع صراع سلطة دموي محتمل‚ وقد لا يندهش البعض من حدوث اقتتال داخلي يعزى الى ان جميع القادة يتبارون مع المافيا التي تنهب مقدرات البلاد‚ \r\n