\r\n وتريد شركة لوكهيد مارتن الآن ان تركز اهتمامها على البدء في انتاج المقاتلة «جي. إس. إف» حيث يجري العمل على قدم وساق الآن في عمليات التجميع في الولاياتالمتحدة وبريطانيا، وأولى طلقات للمقاتلة «إف 35» يفترض القيام بها في أغسطس 2006، وبعد 12 شهراً أمضتها الشركة في محاولات مضنية للتعامل مع القضايا التصميمية، يبدو مستقبل «إف 35» الآن أكثر اشراقاً. \r\n \r\n \r\n غير ان نتائج محاولات تخفيف وزن الطائرة لا تزال تنتظر التبلور، وقد استطاعت لوكهيد مارتن بانتاجها لتصميم يلبي المعايير الأدائية الرئيسية المرغوبة ان تنجز تغييرات مهمة على نسخة الاقلاع القصير والهبوط العمودي «ستوفل» من المقاتلة التي لا تزال معرضة لاحتمال ألا تقدم كل ما يتوقعه مشتروها منها. \r\n \r\n وفي الوقت نفسه فإن التوقع الأكبر الذي ينتظره الشركاء في هذا المشروع منه ان يكونوا شركاء متكافئين في تعاون صناعي ذي معنى لا يزال بعيداً عن التحقق إلى حد كبير حتى الآن. فبعض الدول المشاركة المهمة، مثل أستراليا والدانمارك والنرويج قد عبرت كلها وبشكل علني عن عدم رضاها عن الطريقة التي يتم التعامل معها بها من قبل مكتب مشروع «جي إس إف». غير أن هذه المخاوف هي أكبر ما تكون في بريطانيا حيث لا تزال القضايا العالقة تهدد بايقاف البرنامج بالنسبة لها. \r\n \r\n ستوفل \r\n \r\n الانجاز الأخير الأهم للوكهيد مارتن كان إلغاء القدر الأكبر مما كان وزناً زائداً يعيق تصميم نسخة «ستوفل»، وقد برزت هذه القضية في 2003 كنقطة مثيرة للمخاوف جداً، وكان نطاق المشكلة مصدراً لكثير من الشائعات. فحين تم نشر الأرقام الفعلية للوزن الزائد، وهي 3300 رطل علناً، اثار ذلك رد فعل سلبياً كبيراً من معظم المراقبين، وحينها بدا ذلك اثباتاً للتخمينات حول أسوأ السيناريوهات. \r\n \r\n لكن بحلول سبتمبر الماضي أصبحت لوكهيد مارتن واثقة تماماً من العمل الذي انجزه فريق تقليص وزن النسخة «ستوفل» بالإعلان عن ان «2700 رطل من الوزن الزائد المتوقع غير المرغوب به» قد تم التخلص منه في النسخة ستوفل. مسئولو البرنامج أكدوا ان رقم 3300 رطل كان صحيحاً وان ال 600 رطل الباقية يمكن استيعابها بالتعديلات التصميمية الهامشية التي وضعها الفريق نفسه. مشكلة الوزن الزائد تم التعامل معها في عدة مجالات. \r\n \r\n أحدها هو تعديل لبعض المتطلبات الرئيسية في المقاتلة، وفيما يلي وصف مصدر رفيع هذه التعديلات بأنها: «مراجعة براغماتية للقواعد والافتراضات العملية التي تم وصفها أصلاً لهذه المقاتلة»، فإن العديدين من خارج البرنامج ينظرون الى هذه التعديلات على أنها تغيير للأهداف الموضوعة مسبقاً ويتساءلون عما إذا كانت المتطلبات من البرنامج قد عدلت بحيث تتوافق مع المقاتلة، وليس العكس، كما هو مفترض. \r\n \r\n يقول توم فيلنغهام نائب رئيس البرنامج ونائب مديره في شركة «بي أيه إي سيستمز» البريطانية ان العديد من الافتراضات المسبقة كانت ترتكز على الخبرات المستمرة من المقاتلة «هاريير» والمقاتلة «أيه في 8» التي وجد أنها غير قابلة للتطبيق الآن على مقاتلة جديدة وأكثر حداثة. \r\n \r\n ويقول فيلينغهام إن 70 إلى 80 في المئة من تخفيض الوزن تم تحقيقه عبر إعادة تصميم ميكانيكية تضمنت إعادة تصميم توضع العديد من المكونات الداخلية في هيكل النسخة «ستوفل»، وتم تعديل تصميم مداخل الهواء ومخارج الغازات من المحركات لاكتساب فريد من الفاعلية من قوة دفع المحرك غير أن المستوى الأساسي لقوة دفع المحرك لم تتم زيادته، بخلاف العديد من التقارير. \r\n \r\n وربما كان التغيير الأكثر أهمية في النسخة «ستوفل» هو تقليص حجم حاضنتي الأسلحة الداخليتين في الطائرة، وبالتالي لم يعد للمقاتلة «اف 35 بي» حاضنة أسلحة مشتركة مع النسخة العادية ذات القدرة على حمل أسلحة من فئة 2000 رطل، مثل قذائف «جي بي يو 31»، وأصبحت الطائرة «ستوفل» محدودة بالأسلحة من فئة 1000 رطل اضافة إلى الحمولة نفسها من صاروخي «أيه آي إم 120 جورجو متوسط المدى، وكما سنشير لذلك لاحقاً، فإن ذلك ليس تطوراً ايجابياً لمستقبل مستعملي «اف 35 بي». \r\n \r\n احدى خطوات الدعم غير المتوقعة لبرنامج «ستوفل» أتت من رئيس أركان القوات الجوية الأميركية الجنرال جون جامبر الذي أعلن في سبتمبر الماضي ان من المحتمل ان يصل عدد المقاتلات التي سيشتريها سلاحه من النسخة «ستوفل» إلى جانب النسخة «اف 35 أيه» ذات الاقلاع والهبوط العادي قد يصل إلى «المئات». \r\n \r\n وقال الجنرال جامبر إن «اف 35 بي» قد تكون المقاتلة المثالية للقيام بدور الإسناد الجوي القريب في القوات الجوية الأميركية وأن ملاحظاته هذه أتت بعد التعبير عن الاهتمام بالمقاتلة اف 35 بي من جانب وزير القوات الجوية الأميركية جيمس روش. \r\n \r\n هذا الدعم للنسخة «ستوفل» قوبل بالترحيب من جانب مشروع «اسياف» باعتباره أتى في مرحلة حرجة من عمر المشروع. غير ان هذا الدعم قوبل بالسلبية إلى حد كبير من الآخرين ووصف بأنه مناورة لاروش ولا الجنرال جامبر مستعدان لتوقيع شيك من أجلها، فالقوات الجوية الأميركية ليس لديها الموازنة ولا المبدأ العسكري المناسب للمقاتلة جيه إس إن ستوفل. \r\n \r\n كما حصلت اف 35 بي على عدة اشارات دعم متأخرة، فقد قال توم بيرباغ نائب الرئيس التنفيذي للوكهيد مارتن والمدير العام لبرنامج «جي اس اف» في 14 سبتمبر الماضي ان «اف 35» الآن أصبحت متقدمة على المعايير الأدائية الرئيسية الموضوعة لها، وان المخاوف السابقة بخصوص الأداء الايروديناميكي للمقاتلة قد اختفت». وكانت تلك هي المرة الأولى التي تشير فيها لوكهيد مارتن لمخاوف ازاء الأداء الايروديناميكي للمقاتلة كعامل منفصل عن قضية الوزن الزائد فيما ظل السؤال عن أسباب تلك المخاوف معلقاً. \r\n \r\n وقد تكون الحقيقة هي ان فريق تصميم «جي إس إن» يعمل الآن على معالجة مشكلة جديدة ومعيقات غير متوقعة. يقول توم فيلينغهام ان إعادة تصميم ستوفل قد فرضت الوصول إلى حل وسط بين مشكلة قوة الدفع ومسألة انخفاض القدرة على اكتشاف المقاتلة في الجو وان اختبارات النفق الهوائي لاتزال قيد الاجراء لحل ذلك. \r\n \r\n كما يشير الى ان اعادة التصميم قد فرضت تغيير الخطوط الخارجية لشكل المقاتلة وارقام قوة الدفع في السرعات فوق الصوتية وتحت الصوتية غير ان هذا لا يعني بالضرورة انخفاض القدرة العامة للمقاتلة. \r\n \r\n وفي بريطانيا هناك مخاوف اكثر تحديدا عديدة بخصوص «جي اس اف» كلها جدية جدا، والمخاوف التي تحيط بمستقبل النسخة ستوفل تثير القلق الاكبر باعتبار ان الخطط الموضوعة لحاملة الطائرات البريطانية المستقبلية على علاقة وثيقة بهذه المقاتلة غير ان فيلينغهام لا يعتقد ان ذلك يمثل مصدرا كبيرا للقلق ويقول: \r\n \r\n «ان اختيار النسخة ستوفل ليس بتلك المشكلة لاننا ننتج النسخ الثلاث من المقاتلة وسنوفر لعملائنا النسخة التي يريدونها ايا كانت» الا انه يعترف بان التزام بريطانيا بالنسخة ستوفل قد لا يكون امرا نهائيا بالفعل حين يقول معترفا: «ستوفل ليس خيارا متحجراً. حتى الآن خططنا تقوم على ستوفل لكننا لم نتعاقد عليها بعد». \r\n \r\n آفاق المستقبل \r\n \r\n يؤكد فيلينغهام ان «بي ايه اي سيستمز» لاتزال تصنع خططها على أساس شراء بريطانيا 150 مقاتلة منها من أصل الحجم المتوقع من هذه المقاتلة في بريطانيا والولاياتالمتحدة واجماليه 2593 مقاتلة. وقد اعتمدت «بي ايه اي» رقم 150 مقاتلة «ستوفل» لوضع خططها الصناعية واقتراحاتها للتكاليف. \r\n \r\n غير ان هذا الرقم يبدو الآن انه مفحش في التفاؤل، خصوصا حين النظر اليه في ضوء ارقام قوة المقاتلات المستقبلية التي أعلن عنها في يوليو الماضي ضمن خطط بريطانيا لتقليص حجم انفاقها الدفاعي. ومستوى التمويل للمرحلة الثانية من مشروع المقاتلة يورو فاتير تاينون تمثل اشارة قوية على ما ينتظر مشروع جيه اس اف مستقبلا. \r\n \r\n وقد أجرت بريطانيا مسبقا تعديلات على جداول تسلم المقاتلات وادخالها في الخدمة نتيجة للتأخيرات العامة التي أبطأت تقدم برنامج «جي اس اف». وتدعو الخطط الحالية لتسلم اول دفعة منها في 2009. واذا نفذ ذلك فان تلك الدفعة لن تتضمن سوى مقاتلتين فقط، فيما يتم تسلم الدفعة الثانية في 2011 (2010 سابقا). وبقياس ذلك بناء على تطور برنامج يورفاتير، فذلك يعني ان بريطانيا لن تكون لديها قوة عملياتية من «جي اس اف» قبل 2015 على أفضل تقدير. \r\n \r\n اضافة لذلك، هناك سؤالاً كبيراً يتردد حول الخطة التشغيلية لمقاتلات جيه اس اف البريطانية عقب التقليص في حجم حاضنات الاسلحة في النسخة ستوفل. ومن غير المعروف بعد كم من الأسلحة التي ترغب بها بريطانيا ستكون مناسبة لتزويد المقاتلة بها بعد تصميمها الثاني، غير ان هناك مضامين مهمة لذلك. يأتي هذا في وقت تواجه فيه الصناعة البريطانية مسبقا مصاعب متزايدة في اقناع الولاياتالمتحدة بتضمين انظمة غير اميركية الصنع في المقاتلة أصلا. \r\n \r\n لم يكن واضحا دوما أي نسخة من جيه اس اف ستزود لوكهيد مارتن بها بريطانيا فيما الولاياتالمتحدة تصنع ما تسميه معايير نسخ الشركاء الدوليين وراء أبواب مغلقة. ويقول فيلينغهام ان «ما يفهمه» هو ان نسخ «جي اس اف» الاميركية والبريطانية ستكون متكافئة ويضيف: ان وثيقة المتطلبات التشغيلية المشتركة هي وثيقة وضعتها بريطانيا والولاياتالمتحدة معا. على المستوى الصناعي، نعمل على متطلبات اميركية بريطانية مشتركة. \r\n \r\n نقل التقنية \r\n \r\n الى جانب القضايا الصناعية التفصيلية للبرنامج، فإن القضايا الأعم لنقل التقنية والحصول عليها لا تزال تمثل العقبات الأكبر التي يتعين على بريطانيا التغلب عليها. وهناك عدم رضا واسع النطاق في أوساط الصناعة البريطانية حول كيفية سيطرة الولاياتالمتحدة على امكانية الوصول للتقنية حتى اليوم حتى مع البيانات غير السرية. \r\n \r\n في غضون ذلك، فإن الحصول على التقنية الحساسة اللازمة للحفاظ على مستوى معقول من الصيانة والدعم العملياتي للاسطول البريطاني المستقبلي لا يزال قضية غير محسومة. وزير الدولة البريطانية للشئون الدفاعية جيف هون ووزير المشتريات لورد باتش كانا منشغلين بمحادثات محمومة مع الاميركان بداية هذا العام مطالبين بتلبية اميركية اكبر لشريكهم الوحيد من المستوى 1 (والمستثمر ايضا) في برنامج جيه اس اف. \r\n \r\n حتى الآن، لا تزال المحاولات للسماح لبريطانيا (واستراليا) للحصول على استثناء اميركي من قانون التجارة الدولية للسلاح الاميركي التي تحكم صادرات السلاح والتعاون الصناعي غير مثمرة. والمحادثات بشأن اصلاح قوانين الصادرات تجري مع الاميركيين منذ عام 2000 غير ان المخاوف على الامن القومي من جانب الاميركيين جعلت الكونغرس أقل قبولا لتقديم مثل هذه التنازلات اكثر مما كان سابقا. \r\n \r\n كما ان الانتخابات الاميركية المقبلة جعلت من التوصل لاتفاق امرا غير متوقع قبل عام 2005، كما ان المناخ السياسي الذي سيتبع هذه الانتخابات سيأتي بمفاعيل لا يمكن تحديد طبيعتها بعد. \r\n \r\n بل ان السلطات الاميركية لم تحدد بعد حتى ما تعنيه العناصر الحساسة بالضبط لهم بخصوص هذه المقاتلة تاركة شركاءها مثل البريطانيين يتحركون في فراغ على أمل حصول ما هو أفضل.أساس هذه المشكلة هو رفض الولاياتالمتحدة لحصول أي طرف أجنبي على أي معرفة بالعمليات التصنيعية والعناصر الداخلية للمقاتلة جيه اس اف. \r\n \r\n كما ان البيانات الضرورية جدا لعمليات الصيانة والدعم العملياتي للمقاتلة قد تكشف ايضا الكثير من الأسرار الصناعية للمقاتلة. وكل المؤشرات تبين ان البريطانيين حين يطلبون امكانية الدخول لهذه البيانات فلن يحصلوا على ذلك عن طيب خاطر مما يجعل السلطات البريطانية تتساءل من جديد عما ستحصل عليه مقابل استثمارها البالغ ملياري دولار في هذا البرنامج. \r\n \r\n ويعترف فيلينغهام بأن العملية لم تكن دوما سلسة «لقد حققنا بعض النجاحات (بخصوص الحصول على التقنية) ثم بدأت تظهر المصاعب. لم يحرمنا الاميركيون من الحصول على أي شيء، غير ان العملية لم تكن مباشرة أيضا. الحقيقة التي يجب أن نقبلها هي اننا والقانون الاميركي يجب ان نعمل ضمن هذا النطاق. علينا ان نثبت لهم أهميتنا كل مرة». وتعليقا على المقولات العلنية الاخيرة عن عدم الرضا من كبار مديري بي ايه اي سيستمز يقول «اذا ما قال رؤسائي ان هناك مشكلة فهذا يعني ان هناك مشكلة». \r\n \r\n