\r\n اشاد الرئيس الروسي في بداية حديثه بالقوات الروسية الخاصة, ثم رفض بعد ذلك وجود اي رابط بين خطف الرهائن والصراع الدائر في شيشينيا, بل قال : ان روسيا هي هدف للارهاب الدولي, ولبعض الدول التي لم يفصح عن اسمائها, انما اعلن عن عزمه وتصميمه على مواصلة سياسته في شيشينيا, وعن بقاء قواته العسكرية فيها طوال الوقت الضروري, ولم يتطرق الى مسألة اصلاح الاجهزة الامنية التي كان يتحدث عنها سابقاً, غير انه انتقد بعض الدوائر السياسية الغربية التي تريد اضعاف روسيا مثل الرومان الذين كانوا يريدون تدمير قرطاجنة. \r\n \r\n على ما يبدو ان الرئيس بوتين ليس مستعداً ان يغير سياسته في شيشينيا بعد عملية الاختطاف في بيسلان, في اوسيتيا الشمالية التي تمخضت عن مذبحة مرعبة راح ضحيتها 36 قتيلاً, واكثر من 700 جريح حسب المعلومات الرسمية, بل انه يزعم مواصلة الحرب الشاملة على الارهاب, وفي نفس الوقت يحال فرض حل دستوري في شيشينيا مع الرجال الذين تختارهم موسكو بنفسها. \r\n \r\n اجاب الرئيس بوتين على الذين اقترحوا عليه اجراء مفاوضات مع الانفصاليين بقوله سيكون هذا الاقتراح مثل الطلب من الغربيين دعوة اسامة بن لادن الى مقر حلف الاطلسي في بروكسل, او الى البيت الابيض في واشنطن لاجراء محادثات معه, كما بدا حاسما وقاطعاً في رأيه انه لا توجد اي صلة بين سياسة روسيا في شيشينيا واختطاف الرهائن في بيسلان, وان يعرف ما يجب ان يقوم به وهو مواصلة الحوار مع المجتمع الشيشاني, ومواصلة العملية السياسية بعد اجراء الاستفتاء للبقاء في الفيدرالية الروسية, والانتخابات الرئاسية, والانتخابات البرلمانية, وتعزيز حضور العناصر الشيشانية في السياسة المحلية, وهذا لا يحول دون بقاء القوات الروسية طوال الوقت الضروري الذي تحتاجه لفرض الامن والاستقرار مثل تواجد القوات الامريكية من تكساس او كاليفورنيا. \r\n \r\n يعتقد بوتين انه لا توجد اختلافات بين الانفصاليين, الذين يعتبرهم عملاء الارهاب الدولي, والمختطفين, الا انه يعرف انه طوال تاريخ شيشينيا المضطرب حلت بالشيشان مظالم شديدة ايام الاتحاد السوفياتي, وعلى وجه الخصوص زمن ستالين, ولكنها لا يمكن ان تكون تبربراً للميول الانفصالية, ويقر ان اسلافه الذين حكموا بعد سقوط الشيوعية, ارتكبوا اخطاء فادحة قادت الى الحرب الاولى مع الشيشان التي استمرت منذ عام 1994 وحتى عام ,1996 وقد كانت مقدمة للحرب الثانية التي تدور رحاها منذ عام 1999وحتى الآن, ويعترف ان القوات الروسية ارتكبت اعمالاً تعسفية ولكنه يؤكد ان الذين اقترفوها حل بهم العقاب وسيحل بالذين يمارسون مثل هذه الاعمال في يوم من الايام, ورد على المنظمات الانسانية, التي تتهمه بارتكاب جرائم حرب قائلاً: » لا احد يتهم رئيس الولاياتالمتحدة جراء عمليات التعذيب التي وقعت في ابو غريب«. \r\n \r\n اعلن الرئيس بوتين انه دائماً, وفي جميع الدول, اذا ضعفت السلطة المركزية فان الانفصال يطل برأسه, وضرب مثلاً على ذلك عندما اعترفت موسكو, عام ,1996 باستقلال الشيشان من ناحية فعلية ازداد التطرف الاسلامي, ومد جسوراً مع الارهاب الدولي الذي يهدف من بين ما يهدف الى اضعاف روسيا من الداخل. \r\n \r\n الرئيس بوتين يرفض اجراء محادثات مع الرئيس الشيشاني آصلان مسخادوف الذي تم انتخابه عام 1997 لانه يعتبره لعبة في يد المتطرفين الذين يقتلون الاطفال في مكان ما في العالم, بسبب او بآخر, للوصول الى السلطة, ولو انهم طرحوا هذه المسألة على انفسهم لن يساورهم, الشك في سياستنا في شيشينيا. \r\n \r\n بوتين لا يعتريه اي شك في سلوك قوات الامن الروسية في عملية اختطاف الرهائن في بيسلان, او في مسرح دوبرفيكا في موسكو التي راح ضحيتها 130 شخصا, او في مستشفى بودينوسفك عام ,1995 التي سقط فيها اكثر من 150 قتيلاً. ورغم هذا كله أثنى على شجاعتهم في النزاع وشبهها بشجاعة الجنود السوفيات في الحرب العالمية الثانية, ويرى ان لديهم الحوافز وهم مدربون بشكل جيد حتى انه يتساءل اذا يوجد مثلهم في اي بلد من بلاد العالم. \r\n \r\n كرر الرئيس بوتين بشكل واضح اكثر من مرة اتهامه لبعض الدول الغربية التي تتعامل مع روسيا بلغة مزدوجة عندما يعرض القادة تضامنهم معه في كفاحه ضد الارهاب بينما تجري اجهزة مخابراتهم اتصالات مع الذين يطلقون عليهم في الصحافة الغربية »متمردين« فلماذا اذا يطلقون على اتباع ابن لادن ارهابيين ما داموا يطلقون على الذين يقتلون الاطفال متمردين? اين المنطق في هذا يتساءل بوتين??.0 \r\n \r\n عن/ EL PAIS