التدرجيون يقولون انه من الجنون الاندفاع الى المدن التي يسيطر عليها «الارهابيون» ومحاولة اخراجهم منها باستخدام القوة المفرطة لأن نتائج أي هجمات من هذا النوع ستكون دموية وسيكون لها آثار سلبية من الناحية السياسية‚ \r\n \r\n «الارهابيون» سيقاومون وستخرج صور الأطفال والنساء القتلى على شاشات التليفزيون‚ بعدها سيختفي «الارهابيون» ثم يظهرون فجأة للقتال في يوم آخر جديد‚ \r\n \r\n وإذا ما تمكنت الولاياتالمتحدة من فرض سيطرتها على مدينة مدمرة حديثا مثل الفلوجة على سبيل المثال فإنها ستجد انها لا تمتلك ما يكفي من القوات للسيطرة الدائمة على المدينة وسيتوجب على القوات الأميركية مقاتلة المقاومين في أماكن أخرى‚ \r\n \r\n في النهاية سيتوجب على الولاياتالمتحدة التخلي عن الوجود المكثف في المدينة او حتى التخلي عن المدينة بالكامل كما حصل في أماكن أخرى وهذا سيسمح للمقاومة بفرض سيطرتها من جديد وبذلك نعود الى المربع رقم واحد‚ \r\n \r\n ويقول التدرجيون ان الحروب المضادة للتمرد تستغرق اوقاتا طويلة قد تصل لعقد كامل او أكثر وأن هذه النوعية من الحروب يمكن كسبها ببطء وبممارسة ضغوط مطردة‚ وأفضل حل هو إعطاء المزيد من الوقت لتدريب وبناء قوات أمن عراقية واعطاء الوقت الكافي للسيد اياد علاوي رئيس الوزراء المؤقت لبناء قاعدة مضادة للتمرد تقدم الدعم السياسي له‚ فمن دروس فيتنام انه ليس بوسع احد كسب هذه الحروب عبر وسائل عسكرية‚ عليك اقامة بناء سياسي ينظم الدعم الشعبي ويخلطه مع القوة العسكرية‚ \r\n \r\n ويقدم التدرجيون ما حدث في النجف كدليل على صدق مفهوم حول الكيفية التي يجب الاستمرار فيها في حرب العراق‚ \r\n \r\n اولا وضع علاوي شروطا متشددة وهي انه يتوجب على مقتدى الصدر ان يذهب ثم اقنع بعدها الكثير من السكان المحليين بان حياتهم ستكون أفضل دون وجود قطاع طرق يعيشون في وسطهم‚ بعدها هاجمت الولاياتالمتحدة واضعفت المقاومين‚ \r\n \r\n تلا ذلك تدخل آية الله السيستاني حيث ساهم في التوصل الى اتفاق ادى الى عودة سيطرة الحكومة على النجف وتدفق آلاف المساعدات على النجف مرة أخرى‚ ويقول التدرجيون ان نموذج النجف اظهر ان بالإمكان تهميش المتطرفين وكسب غالبية السكان‚ \r\n \r\n الآن المطلوب هو البناء على هذا النجاح في مدن أخرى وتشديد الحبل على رقبة المقاومين في المدن التي تؤويهم‚ \r\n \r\n التواجهيون لا يؤمنون بمثل هذا الطرح ويرون ان الولاياتالمتحدة تشن حربا حساسة على «الارهاب» والتحرك ببطء يعني سماح أميركا ل «جيوش الارهاب بالانتعاش والنمو»‚ \r\n \r\n وبالنسبة لهؤلاء ليس هناك ما يضمن نجاح نموذج النجف في المدن السنية التي لا تفهمها اميركا وليس لديها القدرة على استغلال الانقسامات المحلية حيث لا يوجد هناك شخصية كبيرة كالسيستاني يمكن ان تخرج في الوقت المناسب لترتيب الأمور على عجل وبما يرضي اميركا وعلاوي‚ \r\n \r\n في المدن السنية يعقد ما يسمى بالمعتدلين صفقات مع علاوي ولكن سرعان ما يخرقونها وإلا ستقطع رؤوسهم من قبل المقاومين‚ \r\n \r\n أعضاء لواء الفلوجة الذين كان من المفترض ان يسيطروا على المدينة ويخرجوا المقاومين منها انضموا بدل ذلك إليهم وساندوهم‚ \r\n \r\n التدرج في المواجهة سمح للمقاومة بان تنتعش وهناك حوالي مائة هجوم مسلح تشن يوميا على القوات الأميركية التي تجد نفسها الآن تخوض نصف حرب تتمكن خلالها من ايقاع الكثير من الخسائر في صفوف المقاومة ولكن ليس بما يكفي لكسب الحرب‚ المعنويات في العراق متدهورة وليس هناك ما يؤكد بأن الانتخابات ستجرى في موعدها المقرر بسبب فقدان الأمن‚ فكل ما سيحصل هو المزيد من البؤس والمزيد من المقاومة‚ \r\n \r\n التدرجيون لهم اليد الطولى في إدارة بوش الآن‚ انه لأمر مثبط للهمم ان يدور مثل هذا النقاش الساخن ويحاول كل طرف ان يدحض حجة الطرف الآخر‚ ولكن الظروف جعلت الأفضلية لجانب التدرجيين حيث ان أناسا مثل علاوي بحاجة لفرصة للنجاح‚ فهو وغيره من أعضاء حكومته ينظر اليهم من قبل العراقيين على انهم عملاء أميركا‚ \r\n