\r\n جاء اعتقال غيلاني بعد عملية مشتركة بين اجهزة الاستخبارات الباكستانية والاميركية وعقب تبادل لإطلاق النار استمر عشر ساعات بمدينة غوجرات التي تبعد حوالي 125 ميلا الى الجنوب من اسلام اباد. وكان وزير الداخلية الباكستاني، فيصل صالح حياة، قد قال في بيان جرى بثه في وقت متأخر الليلة قبل الماضية على شبكة جيو التلفزيونية، إن إلقاء القبض على غيلاني يعتبر «نجاحا كبيرا». وأضاف حياة قائلا إن غيلاني يخضع للحبس حاليا في موقع لم يسمه. وأضاف انه سيستجوب بواسطة السلطات الباكستانية قبل تسليمه للولايات المتحدة لمحاكمته. \r\n وصرح مسؤول باكستاني آخر، طلب عدم ذكر اسمه، بأن ضباطا اميركيين شاركوا في استجواب غيلاني منذ اعتقاله، وانه نقل بعد وقت قصير من اعتقاله الى مكان حبس منفصل عن بقية المشتبه فيهم. \r\n وقال مسؤولون في شرطة بنجاب، حيث اعتقل غيلاني، ان مسؤولي الاستخبارات الذين رافقوا الشرطة في عملية المداهمة كانوا اكثر اهتماما بجهازي كومبيوتر جوال (لابتوب) عثر عليهما داخل المنزل الذي كان يتخذه غيلاني مخبأ. وصرح مسؤول آخر بأن اجهزة الكومبيوتر والهواتف الجوالة وقرص كومبيوتر قد سلمت لضباط اميركيين كانوا في غوجرات عندما جرت المداهمة. وأشار مسؤول رفيع في الاستخبارات الباكستانية الى ان اعتقال غيلاني جاء نتيجة اعتقال احد عناصر شبكة «القاعدة» الشهر الماضي في كراتشي. وأضاف قائلا ان عمليات اعتراض إلكتروني نفذتها فرق اميركية متخصصة تقيم في باكستان هي التي قادت الى مخبأ غوجرات. وقال مسؤولان باكستانيان في الشرطة والاستخبارات شاركا في عملية اعتقال غيلاني ان مسؤولين باكستانيين واميركيين اكدوا هويته عقب وقت قصير من إلقاء القبض عليه. من جانبهم رفض مسؤولون باكستانيون ادعاءات بأن القصد من إرجاء الإعلان عن إلقاء القبض على غيلاني لأربعة ايام هو الحصول على اكبر قدر من الاهتمام الإعلامي، اذ برر المسؤولون التأخر في إعلان القبض عليه بالحاجة الى التدقيق والتأكيد. وأشار مراقبون الى ان إلقاء القبض على عناصر بارزة في تنظيم «القاعدة» مثل ابو زبيدة وخالد شيخ محمد ورمزي بن الشيبه اعلن فورا لوسائل الإعلام. \r\n وقال وزير الداخلية الباكستاني معلقا انه لا يرى خطأ في التريث والتروي بدلا من الاسراع الى الإعلان عن ادعاء غير مؤكد. وأضاف قائلا انه لا يرى علاقة بين الإعلان المتأخر لإلقاء القبض على غيلاني وانعقاد مؤتمر الحزب الديمقراطي الاميركي، حيث كان السيناتور جون كيري على وشك قبول ترشيح الحزب له لخوض انتخابات الرئاسة. جدير بالذكر ان تهما رسمية وجهت الى غيلاني في 16 ديسمبر (كانون الاول) 1998 أمام محكمة اميركية بالتورط في تفجير سفارتي الولاياتالمتحدة في كينيا وتنزانيا في اغسطس (آب) من نفس العام مما اسفر عن مقتل 200 شخص بينهم 12 اميركيا وجرح آلاف آخرين. ويواجه غيلاني تهمة شراء الشاحنة التي استخدمت في حمل المتفجرات التي استخدمت في تفجير السفارة الاميركية في دار السلام مما اسفر عن مقتل 12 شخصا. ومن المحتمل ان يحكم على غيلاني بالإعدام اذا ادانته المحكمة. وكانت الولاياتالمتحدة قد رصدت مبلغ 25 مليون دولار لمن يقدم معلومات تؤدي الى إلقاء القبض على غيلاني. ويواجه غيلاني تهمة التورط في مساعي شبكة «القاعدة» لتمويل العمليات الارهابية من خلال المتاجرة بالماس, وذلك بعد مرور حوالي ستة أشهر على حادثة تفجير سفارتي الولاياتالمتحدة في كينيا وتنزانيا. وتشير وثائق استخباراتية اميركية الى ان غيلاني وعناصر قيادية اخرى في شبكة «القاعدة» رصدوا في مارس (آذار) 1999 في ليبيريا، وفي وقت لاحق قاموا بجولة لحقول الماس بصحبة مسؤولين ليبيريين وحلفاء لهم في «الجبهة الوطنية المتحدة» في سيراليون المجاورة. وتوصل تحقيق اجرته عدة دول الى ان أعضاء في تنظيم «القاعدة» اشرفوا على عملية قيمتها 20 مليون دولار لاحتكار سوق الاحجار الكريمة الافريقية. وكان غيلاني، 30 عاما، قد أدين في 16 ديسمبر (كانون الأول) 1998 لقتله 213 شخصا في نيروبي بكينيا، و11 آخرين في دار السلام في تنزانيا، وبين القتلى في العاصمة نيروبي 12 أميركيا. ويُزعم أن غيلاني اشترى الشاحنة التي استخدمت لنقل القنبلة المستخدمة في دار السلام. واتهم غيلاني بالإضافة إلى ستة آخرين بشراء مادتي الأوكسجين وعبوات الاسيتيلين، وهو غاز عديم اللون يستخدم في التلحيم، واستخدامهما في صنع القنبلة وتحميل الشاحنة بالمواد. وقبل تفجير نيروبي بستة أيام، أظهرت سجلات فندق «هيل توب هيلتون» إن غيلاني كان احد نزلائه. وبحسب مدّعين فيدراليين أميركيين فإن غيلاني غادر نيروبي قبل يوم من التفجير إلى كراتشي في باكستان، بعد أن كان التقى مع محمد صديق الذي اتهم لاحقا بضلوعه في التفجيرات، وحكم عليه بالسجن المؤبد، وفضل عبد الله محمد، الذي اتهم بدوره بتنفيذ تفجيرات كينيا في الوقت الذي لا يزال فيه طليقا. \r\n وقال المدعي العام الأميركي جون أشكروفت في مؤتمر صحافي عقده في واشنطن في 26 مايو (أيار) الماضي إن غيلاني واحد من سبعة إرهابيين مشتبه فيهم. وقال أشكروفت إن غيلاني لديه «البراعة والقدرة على تنفيذ هجمات ضد مصالح أميركية خارجية، بالإضافة الى داخل الولاياتالمتحدة». وتتهم اميركا 23 رجلا بتفجير السفارتين، فيما لا يزال 12 شخصا فارين من وجه العدالة، بينهم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. \r\n \r\n * خدمة «واشنطن بوست» خاص ب«الشرق الأوسط»