في الوقت الذي لم يهدد فيه الرعب في الشيشان الأمن العالمي في التسعينيات فإن الوضع لم يعد كذلك اليوم‚ المتطرفون الاسلاميون يتعاونون الآن مع الجماعات الشيشانية كما سبق وان فعلوا مع حكومة طالبان في افغانستان‚ \r\n \r\n وعلى عكس الافغان فإن الشيشانيين لديهم روابط ومعرفة بالاتحاد السوفياتي السابق وهذا قد يجعل امر حصولهم على الاسلحة النووية والمواد المشعة امرا ممكنا‚ \r\n \r\n قبل 11 سبتمبر عرف العالم بشأن معسكرات التدريب التابعة للقاعدة في افغانستان ولم يفعل شيئا‚ دعونا لا نكرر هذا الخطأ مرة اخرى لقد حان الوقت لوضع المثاليات جانبا من اجل الاخذ باجراءات وخطوات من شأنها ان تعزز الاستقرار في المنطقة‚ من غير المحتمل ان يلجأ رجال حرب العصابات الوطنيون لاستخدام اسلحة الدمار الشامل لأنهم يتخوفون ان يؤدي استخدامها الى تدمير بلادهم‚ وكما ذكر و زير الطاقة الذرية السابق فيكتور ميكالوف في روسيا «اذا ما انخرط الشيشانيون في عملية ابتزاز نووي فإنه لن يترك في هذا العالم شيء اسمه الشيشان»‚ \r\n \r\n عندما زرع المتطرفون الشيشان كمية قليلة من سيزيوم 137 في حديقة ازمالوفسكي في أواخر 1995 فإنهم فعلوا ذلك على سبيل التحذير حيث اخبروا السلطات الروسية اين يمكنها ان تجد تلك المادة‚ \r\n \r\n ولكن اليوم قد نجد بعض الاسلاميين المتطرفين الذين هم على استعداد للتضحية بالشيشان دون الشعور بوخز الضمير‚ \r\n \r\n بعد قيامه بجوله في سماء عزوزني بطائرة مروحية امر الرئيس الروسي بوتين باقامة لجنة للنظر في امكانية اعادة بناء المنطقة‚ ان هناك شبابيك صغيرة يمكن ان تعتبر كفرصة ينفذ عبرها العالم لمشاركة موسكو في جهودها من أجل رسم طريق جديد‚ لقد تعب الشعب الشيشاني من استمرار هذا النزاع‚ فتصويتهم في مارس الماضي على دستور - قد لا يعتبر حرا وعادلا - يعتبر في حد ذاته مؤشرا على وجود رغبة في السلام والاستقرار‚ \r\n \r\n ومع ذلك ما رأيناه يوم الثلاثاء يشير الى ان العنف اصبح اسوأ من السابق‚ والجماعات الشيشانية ما تزال مستمرة في قتال بعضها البعض وفي قتال روسيا ولو ترك الامر لهم وحدهم وهذا على الارجع لن يحدث فانهم لن يقيموا وطنا مستقرا‚ لقد اصبح المقاتلون الشيشانيون اكثر ارتباطا بالمتطرفين الاسلاميين‚ واذا ما أعطوا الاستقلال فإن افضل شيء يمكن ان يحققوه هو اقامة دولة شبيهة بافغانستان تحت حكم طالبان‚ودولة مثل هذه ستستمر في تفريخ الارهابيين‚ فقط الجهد العالمي و حده الكفيل بوقف هذا‚ لقد خسرت روسيا وكذلك القادة الشيشان ثقة شعوبهم وليس لديهم المال اللازم لاشاعة الاستقرار في المجتمع‚ ولدى بوتين السلطة لاتخاذ قرارات صعبة مثل السماح بتدفق المساعدات الاقتصادية الاجنبية للمنطقة‚ ان الشيشان بحاجة ماسة لكميات كبيرة من المساعدات وليس لذلك القدر النزير من المساعدات القادم من روسيا والذي غالبا ما يتم اختلاسه من قبل المسؤولين الروس والشيشان‚ \r\n \r\n ان على الشعوب الاوروبية ان تضع جانبا كراهيتها ومقتها لسياسات موسكو السابقة من اجل العمل على ايجاد سياسات جدية تحدد مستقبل الشيشان‚ \r\n \r\n على الاممالمتحدة بدورها ارسال قوات الى الشيشان لحماية عمال الاغاثة الدوليين على ان تتضمن مثل هذه القوات مفارز من دول اسلامية‚ وبسبب حساسية علاقات الولاياتالمتحدة مع موسكو والعالم الاسلامي فليس بوسعها الانخراط المباشر في هذه الجهود‚ على الشعوب الاخرى ان تتحرك لتقديم المساعدة وبامكان الرئيس بوش ان يعطي دعمه الكامل لذلك‚ \r\n \r\n ان مخاطر ارتباط الشيشان بالقاعدة ليس بالامر العادي حيث يمكن ان يؤدي الى النجاح في الحصول على اسلحة الدمار الشامل مما سيجعل الشيشان خطرا داهما يهدد العالم اكثر بكثير من الخطر الذي كانت تشكله افغانستان‚ واذا ما تحرك العالم واعلن عن استعداده لتقديم المساعدات المطلوبة فإن روسيا قد تقنع ساعتها بقبول تلك المساعدات‚ من اجل روسيا والشيشان وبقية العالم يتوجب علينا ان نبذل الجهد ونقدم المال من اجل اعادة بناء هذه المنطقة وتصفية مصدر محتمل لأسلحة الهلاك التي قد يمتلكها الارهابيون‚ \r\n