زعم ياسر رزق رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم أن اللقاء الذي عقده مساء أمس الخميس مع قرابة 15 من كبار المستثمرين ورجال الاعمال في فندق (الماسة) التابع للقوات المسلحة في مدينة نصر لمناقشة دور رجال الأعمال تجاه مصر ، حضره فجأة الرئيس عبد الفتاح السيسي، فيما أكد رجال أعمال وتسريبات من اللقاء أن السيسي أعاد تكرار ما طلبه منهم قبل انتخابات الرئاسة بالتبرع ب 100 مليار جنية ، وأنه حدد لهم مهلة أسبوع ليسمع منهم عن التبرع بأرقام مالية محددة ، وأبلغهم أن دول الخليج وعدت بمساعدات ولم تف بوعودها . وقالت مصادر اقتصادية وتسريبات من رجال الأعمال أن اللقاء كان فخا علي ما يبدو من السيسي وزرق لرجال الاعمال لتهديدهم وإحراجهم ، إلا أن تسريبات لتفاصيل اللقاء سربها العقيد عمر عفيفي الهارب خارج مصر ولا يعرف مدي صحتها تحدثت عن تهديدات صريحة من السيسي لرجال الأعمال بالتبرع وأنه أعطاهم مهلة أسبوع واحد لإعلان أرقام تبرع علنية محددة . وقالت المصادر أن بعض رجال الأعمال المحسوبين علي الحزب الوطني السابق مثل محمد أبو العنين ، تحدث عن مقابل في صور العودة للعمل السياسي الممنوعين منه منذ ثورة 25 يناير ، ووافق السيسي ، فيما قال لهم آخرون أنهم يعانون من خسائر ، وتعطل الانتاج خصوصا أنه رفع عليهم أسعار الوقود اللازم لمصانعهم . وخلال اللقاء هدد السيسي رجال الأعمال ضمنا بقوله : ""أنا رجل بخاف ربنا ومش ممكن آخد فلوس حد غصب عنه" ! ، وقال : "تبرعي لصندوق تحيا مصر، لا يعني أنني ألزمكم بالتبرع مثلي، وأنا لو كان معايا 100 مليار كنت اتبرعت بهم لصالح مصر" ، في إشارة للمبلغ المطلوب منهم . حضر اللقاء نجيب ساويرس، ومحمد الأمين، وأحمد أبو هشيمة رئيس شركة المصريين للحديد والصلب، ومحمد فريد خميس رئيس مجلس إدارة شركة النساجون الشرقيون، وصفوان ثابت رئيس مجلس إدارة شركة جهينة، ومحمد أبو العينين رئيس مجموعة سيراميكا كليوباترا، بالإضافة إلى عدد من رجال الأعمال الآخرين يناهر ال 15 تقريبا . وزعم محمد الأمين، رجل الأعمال، في مداخلة هاتفية لبرنامج "اسمع مصر" على قناة موجات إذاعة "نغم إف إم"، أن دار أخبار اليوم نظمت ندوة بفندق الماسة عن دور رجال الأعمال تجاه مصر، وفوجئنا بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لنا، وشكر كل رجال الأعمال، وناشدهم النظر إلى مصر التي أعطتهم طوال ال 30 عامًا. وأوضح أنه "تم تقديم مقترحات كثيرة ومشروعات مثل تطوير العشوائيات أو مشاركة 2 من رجال الأعمال معا لعمل مشروع تنموي كبير، ولكن أنا أرى أنه لابد، وأن يكون الموضوع منظم ويأتي تحت مظلة كبيرة " . قال ياسر رزق رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم أن السيسي بعث برسالة طمأنه لرجال الأعمال أكد فيها انه لن يمس أو يضار أى رجل أعمال أو مستثمر فى مصر ولا صحة للشائعات التى يتم إطلاقها الى الاتجاه الى التأميم أو السيطرة على المال الخاص . السيسى طلب 100 مليار وسبق للسيسي أن قال في الاجتماع الذى عقده - كمرشح لانتخابات الرئاسة - مع رجال الأعمال في مايو الماضي : «أنا عاوز أعمل صندوق بقيمة 100 مليار جنيه يساعدنا فى بناء مصر من خلال دعم المستثمرين وكل رجال الأعمال القادرين، البلد دى خيرها عليكم، وإدتكم كتير، استفدتوا بدعم الطاقة، وحاجات كتير خلال الفترة اللى فاتت ولازم تقفوا مع البلد دلوقتى، لأن مصر لو ضاعت مش هنعرف نرجعها تانى». وخلال هذا اللقاء السابق لم يقل السيسى الكلام بنبرة عادية، ولكن كانت نبرته حادة وحاسمة، وقوية، فاجأت كل الحاضرين للدرجة التى دفعت أحد المستثمرين أن يرد قائلاً: «يافندم إحنا معاك قلبا وقالبا» فرد المشير عليه: «أنا مش عاوزك معايا قلبا وقالبا، أنا عاوز فلوسك ودعمك لبلدك هو اللى معايا قلبا وقالبا، وحب البلد مش بالكلام». وقال السيسي أيضا لهم في مايو الماضي : «أنا مش مكسوف أنى بطلب منكم ..أنتم فيكم ناس تملك فيلات وشقق خارج مصر، وتقدر تعيش وتسيب البلد لما تنهار " ، وختم بقوله : «أنا منتظر رد حضراتكم علىّ، وشوفوا ممكن تساعدوا بلدكم ازاى». وخلال لقاءه بهم أمس الخميس 10 يونيه كرر نفس ما قاله من أنه لا يزال في انتظارهم ولكنه ألمح لطلبه أرقام تبرع محددة ، وأعاد علي مسامعهم رقم ال 100 مليار جنية . نص حوار السيسي ورجال الأعمال وقد نشر العقيد عمر عفيفي عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» نص ما قال أنه الحوار الذي دار بين السيسي وعدد من رجال الأعمال أمس الخميس دون أن يوضح كيف حصل عليه وجاء الحوار علي النحو التالي : قال السيسي لرجال الأعمال: «أحنا جميعا الغني والفقير في مركب واحد ولا يمكن احمل الفقراء وحدهم النهوض بمصر ولازم تساهموا معانا لإنقاذ الوضع الاقتصادي زي ما اتفقنا قبل الانتخابات وطبعا كلكم رجال وطنيين ولازم تنقذوا الوضع معايا وطبعا حضراتكم عارفين أن دول الخليج وعدت بمساعدات ولحد دلوقتي منفذوش وعودهم لأن عليهم ضغوط من الغرب وشكلهم كده مش حيقدرو يساهموا معانا بشكل علني لأنهم وبمنتهي الصراحة تحت الحماية الأمريكية ولو خرجوا من طوعهم حيقلبوا الانظمة في الخليج كله يبقي مقدمناش حلول غير اننا نعتمد علي نففسنا وعلي سيادتكم لأن رفع الدعم حياخد وقت لحد منجمع الفلوس جنيه وتعريفة وبريزة من الناس، وأنا ضحيت بشعبيتي وده كان فيه مخاطرة كبيرة». وأضاف «أنا عاوز من حضراتكم قرارات وأرقام عشان أعرف راسي من رجلي واحب اذكركم ومتعتبروهاش تهديد مني المركب بتغرق ومش حسيبها تغرق ولازم تعوم يعني لازم نعومها سوا ولولا رفعت الدعم عن الطاقة كنا حنعلن إفلاس مصر وفيه اتصالات بصندوق النقد الدولي والصندوق رحب برفع الدعم عن الطاقة والكهرباء بس انتو عارفين أن حباله طويلة وحينقطونا نقطة نقطة وطبعا ده ميقومش البلد». وتابع «أنا عاوز أسمع من حضراتكم لآن القرار لابد أنه يكون بالتشاور بينا». ورد رجل الأعمال أبو العنين على السيسي: «طبعاً يا ريس أحنا مش ممكن نتأخر عن سيادتك»، قبل أن يقاطعه الرئيس قائلاً «لا يا أخ محمد انا مبطلبش الفلوس لعبد الفتاح السيسي انا بطلب الفلوس لمصر يبقي الصح تقول أحنا مش حنتأخر عن مصر». وأستطرد أبو العينين: «أكيد يا ريس احنا خدامين لمصر بس لا يكلف الله نفسا إلا وسعها وأحنا بقالنا 3 سنين في الجبس وحضرتك غليت الكهرباء والسولار ومعظم مصانعنا مش حتقدر تنافس بالشكل ده يعني مش حنعرف نبيع منتجاتنا - علاوة علي منعنا من المشاركة في الحياة السياسية بدعوي أننا من نظام مبارك طيب حط سيادتك مكنا - احنا دورنا ايه بالضبط في المرحلة القادمة ؟، هل أحنا مجرد ممولين وفي نفس الوقت ممنوعين من المشاركة في الحياة السياسية ؟». وعاد السيسي للتحدث من جديد قائلاً: «يعني مطلوب المشاركة وأنا معنديش مانع بس لازم تبقي بالتدريج ولازم يحس الناس أنكم شيلتم البلد في محنتها ووقتها يبقي فيه قبول ليكم لكن فجأه كده حتفتحوا علينا أبواب كثير جدا». وتدخل رجل الأعمال نجيب ساويرس في الحوار، قائلاً: «يا ريس أحنا في الآخر تجار وجمعنا فلوسنا بشقانا وتعبنا ومحدش فينا حيتأخر لكن لازم الأمور تبقي واضحة للكل ولازم الناس تعرف دورنا في إنقاذ مصر لأنه مش معقول ندفع دم قلبنا ونفضل في عين الناس حراميه ومتهربين من الضرايب وسارقين الشعب». وأوضح السيسي: «كل شيء حيكون معلن في كل وسائل الإعلام والناس كلها حتعرف مين أتبرع لمصر وبكام ووقتها الصورة حتتغير في عيون الفقراء - الناس مش عبيطة وهي اللي حتقيم». وأشار ساويرس في حديث إلى السيسي، قائلاً: «يا ريس صدقني كلمة رجل أعمال بتساوي عند الناس حرامي لحد ما الواحد اتخنق - والسادة الاعلاميين شدين حيلهم علينا وطبعا حضرتك لازم تحترم ذكائنا شوية - الامور مبتجيش بالشكل ده واحنا ممكن ندفع لكن مش بأبتزاز الأعلاميين لينا وطبعا ده كله بتوجيه طبعا من جهات حضرتك عارفها واحنا عارفينها». وتابع ساويرس: «حضرتك الإعلام بيكره الناس فينا وبيحرضهم علينا وده مش في الصالح العام لان ده حيكون نتايجة وخيمة وحيزود الاحقاد علي رجال الأعمال - حضرتك قولنا مطلوب من كل واحد مننا كام من الأخر». وقال السيسي: «بلاش شغل التجار ده انا عارف انكم حتتبرعوا بأكثر من اللي ممكن أطلبه وعاوز اسمع من حضراتكم انتم آرقام لانها تبرعات اختيارية مش فردة عليكم وانا راجل بعرف ربنا ومش ممكن أخد فلوس حد غصب عنه». ورد عليه ساويرس: «محدش حيدفع مليم غصب عنه لكن بالمحبة والتفاهم وحضرتك كل رجال الاعمال معندهمش حاليا غير حيطان المباني والشركات والمصانع ولو البلد عوزاها إحنا متنازلين عنها لكن يا تري هوه ده الحل ؟ ومين اللي حيدور الشركات والمصانع ؟ ومين اللي حيدفع المرتبات لملايين العمال اللي حيتشردو». وأضاف ساويرس : «الموضوع اكبر من التبرع يا سيادة الرئيس وإحنا كرجال أعمال الوحيدين القادرين علي تدوير العجلة ولازم يكون بالتراضي وكل الأطراف لازم يكون لها مكاسب ولازم أسلوب لي الدراع ينتهي تماما والأحكام التهديدية مش هيه اللي حتحل الموقف بالعكس». وتحدث أبو العنين من جديد، طالباً من السيسي أخذ فرصة للاتفاق فيما بينهم قبل أن يردوا عليه، ليعلن السيسي موافقته، قائلاً «ممكن بس الاجتماع الجي يكون بأرقام عشان اعرف راسي من رجلي». وقال ساويرس للرئيس: «بس لينا طلب من سيادتك - وهوه لحد الموعد القادم لابد من إيقاف الإعلام لغة التحريض علي رجال الأعمال لان ده ابتزاز وتهديد ومش حيفيد بالعكس حيعقد الأمور». ورد السيسي: «ماشي وابقي استني بعد الاجتماع عشان عاوزك - الاجتماع الجي خلال أسبوع ويارب اسمع من سيادتكم ارقام ومواعيد».
