قرّر الناطق باسم رئيس الحكومة الإسرائيلي للإعلام العربي، أوفير جندلمان، التسهيل على المشاهدين العرب الذين يشاهدون المونديال عبّر القمر الاصطناعي الإسرائيلي (عاموس)، وأعدّ من أجلهم قاموس عبري عربي موجز يختص بمصطلحات كرة القدم . جاء هذا بعدما فشلت الحكومات العربية في بث مباريات المونديال علي الشاشات العربية وارتفاع أسعار البث علي قنوات الجزيرة المشفرة ، وتلاحظ متابعة مئات الآلاف من العرب خصوصا المصريين والفلسطينيين واللبنانيين والسوريين للمونديال عبّر البث التلفزيون الإسرائيلي، وعلى ضوء ذلك قرر قرّروا في إسرائيل تقديم المساعدة في ترجمة المصطلحات الشائعة للمشاهدين العرب !!. وكتب الناطق باسم رئيس الحكومة الإسرائيلي للإعلام العربي، أوفير جندلمان علي حسابه علي تويتر يقول : "هدية خاصة منّي لمشجعي كرة القدم بدول الجوار الذين يشاهدون المونديال ع القنوات الإسرائيلية بدون ترجمة للعربية. تفضلوا!" ، وأضاف : "ها هو قاموس كروي آخر مترجم من العبرية إلى العربية لصالح من يشاهد المونديال على القناة الإسرائيلية. أهلا بكم جميعا " . وتضمن القاموس أبرز مصطلحات كرة القدم مترجمة من اللغة العبرية الي اللغة العربية ، وقال " جندلمان " موجها حديثه للمشاهدين العرب : "هل لديكم مصطلحات أخرى ترغبون معرفتها بالعبرية لتتابعوا وتتمتعوا بمشاهدة ألعاب المونديال؟ اكتبوا لنا وسننقل طلبكم مسبقًا " . ويبدي المسئولون الإسرائيليون هذه الأيام حالة من السعادة الغامرة بسبب إقبال الجمهور العربي على مشاهدة مباريات كأس العالم عبر القنوات الإسرائيلية، وهو ما يمثل تطورا غير مسبوق في ملف التطبيع الذي قاومته الشعوب العربية لعقود طويلة، وتوقفت العلاقات بين إسرائيل وجيرانها العرب على السلام البارد مع عدد محدود من الحكومات. ووجد عدد كبير من المصريين - الذين يعيشون ظروفا اقتصادية صعبة - في القنوات الإسرائيلية بديلا جيدا وغير مكلف عن الشبكة القطرية، كما وجدوا فيها أيضا ما يغنيهم عن متابعة كأس العالم عبر شبكة الإنترنت وما يصحبه من تقطع في الصورة وعدم وضوح بشكل يفسد متعة مشاهدة المباريات، غير عابئين بالاعتبارات السياسية. 10 ملايين عربي يتابعون التلفزيون الاسرائيلي وذكر التلفزيون الإسرائيلي - في تقرير سابق له - أن عدد المشاهدين العرب الذين يتابعون القنوات الإسرائيلية التى تبث مباريات كأس العالم تجاوز عشرة ملايين مشاهد، موزعين بين مصر والأردن والأراضي الفلسطينية ولبنان وسورية، مشيرا إلى أن الدوافع الاقتصادية واحتكار شبكة "بي إن سبورتس" للبطولة هي السبب وراء المشاهدة الكثيفة للقنوات الإسرائيلية. ويتكلف الاشتراك في قنوات بي إن سبورتس لمشاهدة المباريات في مصر نحو 1600 جنية أي ما يعادل 220 دولار وهو ما يفوق قدرات ملايين الأسر الفقيرة . وأصبح من المألوف أن تجد بعض المقاهي في مصر تعرض المباريات عبر القنوات الإسرائيلية ويلتف العشرات حول أجهزة التلفزيون التي غالبا ما يتم إغلاق صوت المعلق الإسرائيلي حيث لا يفهم أحد ما يقوله . ويقول متابعي القنوات الإسرائيلية إنها بدأت في الفترات الأخيرة في عرض قبل وبعد المباريات مسلسلات وأفلام عربية إرضاءا لمشاهديها العرب وفي مسعى لجذب المزيد منهم. ولا يخفي السياسيون المعارضون للتطبيع مع إسرائيل خشيتهم من خطورة هذا التطور الذي يرونه غزوا ثقافيا سيضر بالقضية الفلسطينية خاصة وبالصراع العربي الإسرائيلي بشكل عام. ويقولون إن الكيان الصهيوني سيدس أفكاره عبر البرامج والنشرات الإخبارية التي تسبق وتلي المباريات، وسيقدم القضايا الهامة إلى الشباب المصري - مثل المقاومة والاحتلال والتطبيع - من منظوره هو ما قد يؤثر فيهم مستقبلا ، فضلا عن إظهار الدولة الصهيونية كدولة متدقمة وغنية ونظيفة . وسبق أن نقلت وكالة أنباء الأناضول عن الخبير العسكري علاء عز الدين، قوله إن غزوا ثقافيا وفكريا تقوم به إسرائيل للعرب عن طريق استغلال حاجتهم لمتابعة كأس العالم، مشيرا إلى أن المتابعة للقنوات الاسرائيلية لا تعني تطبيعا مؤقتا من جانب العرب، ولكن تعني تغيير المفاهيم والقيم المغروسة في العقل العربي منذ القدم في عدائه لهذا الكيان المحتل ستظهر أثاره في المستقبل . ولا يعرف أحد حتى الآن السبب الحقيقي وراء قدرة القنوات الإسرائيلية على نقل المباريات في حين تعجز مئات القنوات العربية عن الحصول على أي لقطة من البطولة الرياضية الأهم في العالم ، وتجاهل الشبكة القطرية بث مباريات المونديال من خلال القنوات الصهيونية ، بيد أن آخرون يقولون أن البث الإسرائيلي جاء عبر حقوق البث لأوروبا ، وأنه حتي ولو جاء بالمخالفة للاحتكار القطري فلن تستطيع قطر مقاضاة إسرائيل لعدم وجود علاقات بين البلدين .