باتت قوات ثوار العراق وغالبيتهم من السنة علي مشارف بغداد بعدما نجحوا في السيطرة علي مزيد من المدن الإستراتيجية والسيطرة على مدينتين إستراتيجيتين يقعان على امتداد نهر الفرات، ومعبر حدودي مع سوريا معززين مواقعهم في معركتهم ضد الحكومة العراقية ، هما بلدة القائم الحدودية في أعالي الفرات ونقطة الحدود الملحقة بها مع سوريا وبلدتي راوة وعانة على نهر الفرات غربي البلاد. وتعتبر بلدتي القائم ورواة هما أول أراضي يسيطر عليها المسلحون في محافظة الأنبار غربي بغداد، منذ قيام تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" بالسيطرة على مدينة الفلوجة وأجزاء من مدينة الرمادي عاصمة الأنبار ، فيما أعلن عن تشكيل ما يقارب من 70 مجلساً عسكرياً في مختلف مناطق العراق تحت مظلة (المجلس العسكري العام لثوار العراق) . وفيما تراجع الرئيس الامريكي اوباما عن دعم عسكري مباشر لحكومة المالكي وانتقد تهميشها للسنة ، قال مسئولون إن الجيش العراقي أرسل ألفي مقاتل لحماية أحد السدود الهامة التي تقع بالقرب من مدينة راوة خشية هجوم من المسلحين للاستيلاء عليه ويقول مراسلون إن استمرار حملة المسلحين على امتداد نهر الفرات قد يقود إلى هجوم على بغداد . ويشير محللون إلى أن سقوط القائم سيمكن مسلحي "داعش" من نقل الأسلحة والعتاد بحرية من وإلى سوريا . وتمكن الثوار من انتزاع مناطق كبيرة في الأيام الأخيرة من الحكومة المركزية، منذ سيطرتهم على مدينة الموصل في التاسع من يونيو وتوعدوا بالهجوم على بغداد والإطاحة بحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي ، وقالوا أنهم سيطروا على أجزاء من مصفاة بيجي وهي كبرى المصافي النفطية في البلاد، كما سيطروا على مصنع لا يعمل للأسلحة الكيميائية في منطقة المثنى التي تبعد 75 كيلو مترا عن العاصمة بغداد. أكثر ما صدم واشنطن هو فرار الجيش وأفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير لها اليوم، أن إدارة أوباما لم تًخصص سوى عدد قليل من الخبراء الأمريكيين لإدارة ملف العراق . وكشفت الصحيفة أنه وسط علامات متزايدة من عدم الاستقرار في العراق، أذن الرئيس باراك أوباما بتنفيذ خطة سرية في أواخر العام الماضي لمساعدة القوات العراقية في حربها ضد المقاومين السنة من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية حول معسكرات التدريب للمسلحين، ولكنها لم تكلف سوى مجموعة من المتخصصين الأمريكيين لهذه المهمة. وأفاد التقرير أنه تم تخصيص عدد قليل جدا من الطائرات لهذا البرنامج، والذي واجه قيودا من قبل العراقيين، إذ إن الطائرات الجوية الأمريكية المراقبة لم تقم برحلات استطلاعية إلا مرة واحدة في الشهر، كما كشف مسؤولون أمريكيون حاليَون وسابقون اطلعوا على البرنامج. وبدلا من تزويد العراقيين في الوقت المناسب بطائرات من دون طيار للاعتراض على اتصالات قادة ومقاتلي داعش، قدم خبراء الاستخبارات الأميركية إلى نظرائهم العراقيين صورا فوتوغرافية محدودة، مما يعكس قلق الولاياتالمتحدة من أن تقع البيانات الحساسة في نهاية المطاف بأيدي الإيرانيين، وفقا لهؤلاء المسئولين . وقال التقرير إن الحساسيات السياسية والأمنية للقادة في كلا البلدين أدى إلى أن تتحرك الولاياتالمتحدة بحذر لإنشاء ما يسمى بمركز استخبارات الانصهار، بشكل سري، في بغداد. ولكن إعلان الرئيس أوباما، أن الولاياتالمتحدة ستنشر ما يصل إلى 300 من المستشارين العسكريين وإنشاء مركزين للعمليات مشتركة، يبين إلى أي مدى يتسابق القادة الأمريكيون والعراقيون لاحتواء تهديدات مسلحي داعش، وفقا لما أورده التقرير . ولمحاربة قوى الثورة العراقية المسلحة، قال التقرير إن القادة الأمريكيين والعراقيين اتخذوا الخطوات المقترحة ولكنهم لم يتحركوا خلال الأشهر والسنوات الماضية، بما في ذلك إنشاء أكبر العمليات الاستخباراتية ونشر فرق من قوات العمليات الخاصة . ويقول مسؤولو الإدارة والكونغرس إن الولاياتالمتحدة أخطأت أيضا في تقدير جاهزية القوات العراقية، ذلك أن استثمار البيت الأبيض المحدودة في مركز الاستخبارات كان مدفوعا، على الأقل في جزء منه، بافتراض أن القوات العراقية ستكون أكثر كفاءة. ثم في نهاية أبريل، كما قال مسئول بوزارة الدفاع، أرسل البنتاغون فريقا من أفراد العمليات الخاصة لتقييم قدرات قوات الأمن العراقية. وملخص التقييم الذي عادوا به أن : طُرد ضباط الجيش السنة، وضعفت القيادة العامة ولم يحافظ الجيش العراقي على معداته وانقطع عن إجراء التدريبات الصارمة. وكان رد واشنطن، كما اختصره مسؤول أمريكي رفيع: "يا للهول، ماذا حدث هنا؟". ويقول مسؤولون إن رحلات استطلاع أمريكية التقطت صورا خلال الأسابيع التي سبقت الهجوم الرئيس لقوى الثورة مع مقاتلي داعش، وفعلت هذا بشكل كبير في الأيام الأخيرة. ومع ذلك، فإن البنتاغون ووكالات المخابرات الأمريكية لا تزال تكافح من أجل تطوير أهداف محتملة بالشراكة مع القوات العراقية أو أي استخدام للضربات الجوية في المستقبل. وكانت المفاجأة الكبرى الوحيدة، كما يقول مسؤولون أمريكيون، هو سرعة انهيار وتخلي الآلاف من القوات العراقية عن مواقعها هذا الشهر، حتى إن أكبر مركز استخبارات والمزيد من الرحلات الجوية الاستطلاعية للطائرات من دون طيار، كما يقول مسئولون، لا يمكنهم أن يعالجوا هذا الخلل.