بنغازي (ليبيا) وكالات أكد الباحث في الشؤون السياسية الليبية محمد حسين بعيو أن القتال الدائر في مدينة بنغازي شرق ليبيا، الذي اشتد فجر اليوم الاثنين (2|6) وخلف عددا من القتلى والجرحى "هو الخطوة الثانية في طريق تنفيذ الانقلاب على المسار السياسي في ليبيا، وجوهره انجاز الحرب الأهلية لإنقاذ الانقلاب، بعد أن كان شعار العمليات في البداية تنفيذ الانقلاب لوقف الاغتيالات". وأشار بعيو في تصريحات خاصة ل "قدس برس" إلى أن لجوء القوات الموالية للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر إلى الطيران في مواجهة الثوار دليل فشل في السيطرة على الارض، وقال: "حتى الآن لم تستطع قوات حفتر السيطرة على بنغازي أو دخولها، ولذلك لجأت إلى استخدام الطيران، وهو أسلوب غير فعال في ليبيا، لأنه لا توجد قواعد عسكرية أو ثكنات عسكرية خاصة بالثوار، فالسلاح منتشر في كل بيت والثوار لا توجد لديهم غرف عمليات يمكن استهدافها، وبالتالي فأي استهداف يعني على الأرض هدم البيوت على ساكنيها". وذكرت المصادر ذاتها أن الاشتباكات أسفرت حتى الآن عن ثمانية قتلى، وعدد الجرحى وصل إلى خمسة عشر جريحا. وأفادت مصادر أخرى ، أن سلاح الطيران، لازال يدك معاقل أنصار الشريعة والمتعاونين معهم، وأن قوات أنصار الشريعة لازالت تقاتل بشراسة، وفق انتشار مدروس فى مزارع المناطق المذكورة. وقال مسؤول أمني بالمدينة إن "أصوات الاشتباكات التي تدور في مدينة بنغازي سببها اشتباكات بين مسلحين تابعين لبعض كتائب الثوار على معسكر 21 صاعقة (كتيبة شهداء الزاوية) بمنطقة طابلينو" الذي سبق أن أعلن انضمامه في وقت سابق للمحاولة الانقلابية للواء حفتر. وقال شهود عيان في بنغازي أن "طائرات حربية تجول في سماء المدينة وتقصف مواقع لم يتم تحديدها بعد" ، ورجحوا أن تكون الطائرات الحربية تابعة لقوات موالية لحفتر، وأنها جاءت لمساندة الكتيبة "21 صاعقة" التي انضمت لمحاولته الانقلابية التي دشنها منذ أسبوعين. وذكر بعيو أن الثوار يحققون انتصارات على الارض في مواجهة الانقلاب الذي يقوده حفتر، وقال: "الثوار استطاعوا التصدي ببسالة لمحاولات الانقلاب التي تمارسها قوات حفتر، وسيطروا على معسكرات ضخمة كانت تابعة لحفتر، وسيتم الإعلان عن ذلك في وقته، ولن ينجح العسكر في العودة إلى التحكم في ليبيا مجددا"، على حد تعبيره. هذا وذكر مصدر ليبي رسمي أن مدينة بنغازي تعيش منذ فجر اليوم الاثنين (2|6) على أصوات مختلف أنواع الأسلحة، نتيجة للاشتباكات الدائرة بين القوات الخاصة، وما يعرف ب "أنصار الشريعة" فى مناطق (الهوارى والقوارشة وقنفوذة)، وهي مناطق محاذية لمدينة بنغازي من الجهة الغربية. وقبل أكثر من أسبوعين، بدأ حفتر محاولة انقلابية اسماها "عملية الكرامة" ضد عدد من كتائب الثوار الذين شاركوا في الثورة الليبية على القذافي وسط تقارير تحدثت عن دعم إماراتي بالذخيرة والآليات لقوات حفتر ما أدى إلى اشتباكات أسفرت عن سقوط 80 قتيلا على الأقل ، واعتبرت أطراف حكومية تحركه "انقلابا على شرعية الدولة"، ومحاولة لإفشال ثورة 17 فبراير/ شباط 2011 التي أطاحت بنظام معمر القذافي.