وقع كل من رئيس جنوب السودان سالفاكير ميارديت وزعيم المتمردين رياك مشار اتفاقا في أديس أبابا ينص على "وقف كافة المعارك في غضون 24 ساعة". ويبدأ اليوم السبت سريان الاتفاق الذي وقعه رئيس الوزراء الأثيوبي هيلا مريم ديسالين لتنتهي بذلك خمسة أشهر من النزاع تسببت في مقتل الآلاف ونزوح أكثر من مليون شخص. كما قال المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب أغوير إن جميع الأطراف ستلتزم بالاتفاق، وفي ظل تواصل العمليات القتالية والمخاوف الدولية من انفلات الصراع، تعرض سلفاكير ومشار لضغوط دولية واسعة من أجل الجلوس إلى طاولة الحوار، لإنهاء القتال الدائر. ووافق الطرفان على تشكيل حكومة انتقالية تمهيدا لإجراء انتخابات جديدة لم يحدد تاريخها بعد، وينص الاتفاق أيضا على فتح ممرات إنسانية، والتعاون مع الوكالات الإنسانية والأمم المتحدة بغية إيصال المساعدات الإنسانية لكل المناطق في جنوب السودان. ومنذ اندلاع الصراع القبلي في دولة جنوب السودان في 15 ديسمبر الماضي، وأصبحت الدولة الوليدة مهددة باندلاع الحرب الأهلية على أسس عرقية تعيد للأذهان الحرب الطاحنة بين قبيلتي الهوتو والتوتسي في دولة رواندا الواقعة في شرق أفريقيا بمنطقة البحيرات العظمى. ويبلغ تعداد جنوب السودان نحو عشرة ملايين نسمة تتألف من ستين مجموعة قبلية أكبرها مجموعة الدينكا التي ينتمي إليها رئيس الدولة سلفاكير ميارديت، ويبلغ تعداها نحو أربعة ملايين نسمة أي إنهم يشكلون نحو40% من مجمل تعداد السكان، وهي ثاني أكبر قبيلة في أفريقيا بعد الزولو في جنوب أفريقيا. وتأتي قبيلة النوير في المرتبة الثانية من حيث التعداد، إذ يبلغ تعدادها نحو مليون نسمة، ويشار إلى أن الصراع بين القبيلتين صراع ليس بالجديد، بل هو صراع زعامة على الأرض والموارد، له امتدادات تاريخية معلومة. وقد راعى نظام الحكم الوليد هذه التركيبة، وهو نظام حكم يوصف في دستور البلاد بأنه نظام رئاسي، جمهورية فدرالية، ديمقراطية تمثيلية. وعليه فقد تواضعت النُخبة الحاكمة وهي الحركة الشعبية -الحزب الحاكم- على أن يكون رئيس البلاد من قبيلة الدينكا ونائبه من قبيلة النوير فيما يتم تقسيم كيكة السلطة على القبائل الأخرى بنسب تراعي أوزانها القبلية.