دخلت ظهر اليوم إلى حيز التنفيذ الهدنة المبرمة بين الثوار وقوات الأسد في أحياء حمص القديمة، وبدأ وقف إطلاق النار، تمهيدا لخروج مقاتلي المعارضين منها، بعد الاتفاق الذي رعته الأممالمتحدة. ومن المفترض –حسب الاتفاق- أن تتكفل حافلات الأممالمتحدة بنقل المراد إجلاؤهم إلى خارج حمص التي يطلق عليها الثوار "عاصمة الثورة السورية". وتأتي هذه الهدنة من جانب الثوار مقابل إعلان النظام سيطرته الكاملة على حمص القديمة المحاصرة منذ نحو عامين. وذكر المكتب الإعلامي لحي الخالدية و البياضة أنه "تم الاتفاق على خروج الثوار من أحياء حمص المحاصرة باتجاه الريف الشمالي من خلال هدنة تبدأ بوقف إطلاق النار"، وقال إن هذا الاتفاق لم يحسم نهائياً وهناك تفاصيل لم يتم الاتفاق عليها"، في الوقت الذي تجري فيه انقسامات بين الثوار داخل تلك الأحياء بين مؤيد للهدنة ورافض لها مشككاً بنوايا النظام. وشهدت حمص ليل أمس هدوءاً نسبياً غير مسبوق منذ أكثر من عامين، حيث لم تتعرض الأحياء المحاصرة لقصف عنيف ومكثف كما في السابق "باستثناء سقوط بعض القذائف بمناطق مختلفة" بحسب ناشطين. وأكد الناشط "علي ياسين" من داخل الأحياء المحاصرة أن المفاوضات جارية بين الجبهة الإسلامية والثوار داخل المدينة القديمة من جهة، وبين محافظ حمص وأشخاص أممية من جهة ثانية لإتمام "الهدنة" وفق بنود يتم التفاوض بشأنها وهي في مراحلها الأخيرة. وينص أحد البنود على خروج آمن للمدنيين إلى مدينة تلبيسة التي تخضع لسيطرة الثوار شمالي حمص، أما خروج الثوار فيتم بحثه ومن الممكن أن يكون إلى الريف الشمالي وليس إلى منطقة الوعر كما أشيع سابقاً مصطحبين معهم أسلحتهم الخفيفة. وتضمن اتفاق الهدنة الإفراج عن أسرى إيرانيين محتجزين لدى "الجبهة الإسلامية"، وبحسب أنباء غير مؤكدة فإن بنود الهدنة تتضمن فك الحصار عن حي الوعر الذي يؤوي نحو 300 ألف نازح، و"عودة الكهرباء لبعض أحياء حلب"، وإدخال طعام أسبوعي لمدينتي نبل و الزهراء الشيعيتين المواليتين للأسد. وشهد مطلع العام الجاري إجلاء نحو 1400 مدني من الأحياء المحاصرة ضمن اتفاق بإشراف الأممالمتحدة وبقي عدد قليل من المدنيين رفض الخروج فيما لا يزال نحو ألف مقاتل من الثوار يدافع عن باقي الأحياء المحاصرة. وحاول الثوار فك الحصار عن الأحياء القديمة خلال الأشهر الماضية ولكن محاولاتهم لم تحسم الأمر حيث فشلوا في معركة "معركة المطاحن" على تخوم حي الخالدية وفي عملية تفجير مبنى "قيادة الشرطة" في جورة الشياح والتي استشهد على إثرهما عشرات الثوار، وعلى الرغم من نجاح الثوار منذ أسبوع بتنفيذ عملية تفجير نوعية في حي جب الجندلي قتل على إثرها أكثر من 50 وجرح العشرات من ميلشيات الأسد، إلا أن موازين القوى العسكرية لا تزال لصالح قوات الأسد.