حرب غريبة من نوعها تجري في مصر علي توكيلات الرئاسة تكشف الأرقام المعلنة فيها أن هناك "شئ غامض .. فالمستشار عبد العظيم العشري المتحدث باسم وزارة العدل، أعلن إن عدد المواطنين الذين قاموا بتحرير إقرارات تأييد المرشحين لخوض الانتخابات الرئاسية حتي اليوم الجمعة بلغ 578 ألف و300 توكيلا . من هذه ال 578 ألف توكيل أعلنت حملة المشير السيسي أنها قدمت 200 ألف توكيل ولا تزال تتلقي توكيلات أخري ، وأعلنت حملة حمدين صباحي أنها جمعت 31 ألف توكيل ، وكانت المفاجأة أن حملات المرشحان اللذان أعلنا عدم مشاركتهما (مراد موافي وأحمد شفيق) أعلنت بدورهما جمع حملة موافي 40 ألف توكيل ، وجمع حملة السيسي 25 ألف توكيل ، ما يعني أن إجمالي التوكيلات التي أعلن جمعها من المرشحين 295 ألف توكيل .. فلمن ذهبت ال 283 ألف توكيل الاخري التي أعلنت وزارة العدل جمعها ؟! وينص الدستور المصري، الذي أقر منتصف يناير الماضي، في مادته 142 على أنه "يشترط لقبول الترشح لرئاسة الجمهورية أن يزكى المترشح عشرون عضوًا على الأقل من أعضاء مجلس النواب (لم ينتخب بعد)، أو أن يؤيده ما لا يقل عن خمسة وعشرين ألف مواطن ممن لهم حق الانتخاب في 15 محافظة (من إجمالي 27 محافظة) . ولم يقتصر الأمر علي نفي كلا من موافي وشفيق رسميا – في بيانات أعلنوها – عدم ترشحهم وشكرهم لأنصارهم الذين جمعوا هذه التوكيلات وانتشار ألغاز حول سر جمع التوكيلات لهما إذا كانا لا ينويان الترشح ؟ ولكن أمتد التساؤل للبحث عن سر ما أعلن عن دعم حملة السيسي لصباحي وجمع توكيلات له بعدما تم الكشف عن أنه غير قادر علي جمع توكيلات سوي في خمسة محافظات . توكيل "شفقة" لإكمال المسرحية محمد نبوي، المتحدث الرسمي باسم حركة تمرد، كشف إن مؤيدي عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري ، أكملوا «توكيلات» حمدين صباحي، المرشح الرئاسي المحتمل، وأضاف - في تدوينة له على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»- : «6 إبريل والإشتراكيون الثوريون، والتيار الشعبي، وأحزاب الدستور، والمصري الديمقراطي الاجتماعي، والتحالف الشعبي الاشتراكي، لا يتخطوا 25000 فرد، وليس بإمكانهم إكمال توكيلات صباحي». وتابع: «عاوز أقول بس توضيح لحمدين صباحي اللي عملك توكيل شفقة وعشان يكمل بيك المسرحية مش هينتخبك" . كذلك أعلن وحيد المصري، قائد مسيرات تمرد، عن أنه تم جمع التوكيلات القانونية لمراد موافى، وجمع 15 ألف توكيل من 15 محافظة، و25 ألف من مختلف أنحاء مصر . وقد اعترفت رابطة شباب بلطيم ورئيس مجلس إدارتها المحاسب محمود رزق موافي، منسق حملة السيسي بمركز البرلس، بحشد المواطنين من أجل عمل توكيلات رئاسية لابن مدينة بلطيم المرشح الرئاسي المحتمل حمدين صباحي، "للحفاظ على المنافسة الانتخابية" ، وأوضح "موافي" أن المشاركين في حملة المشير السيسي يقومون حاليا بحشد المواطنين لجمع توكيلات لحمدين صباحي، "من أجل الحفاظ على وجود المنافسة بين المشير وآخرين، دعمًا للديمقراطية وإتاحة الفرصة للآخرين لخوض الانتخابات الرئاسية " . ونفت حملة صباحي جمع حملة السيسي توكيلات لصباحي ونفي حسام مؤنس، مدير الحملة، قيام مؤيدي المرشح المحتمل المنافس، عبد الفتاح السيسي، بجمع نماذج تأييد لصباحي ، كما نفت الحملة الرسمية للمشير عبد الفتاح السيسي ما نشر حول قيام أشخاص من الحملة الرسمية للسيسي بحشد المواطنين لتحرير توكيلات للمرشح حمدين صباحي بدعوى الحفاظ على المنافسة . سخر حسام مؤنس - مدير حملة المرشح الرئاسى المحتمل حمدين صباحي- من الشائعات التى لاحقت الحملة مؤخرا، مؤكدا أن التوكيلات الرئاسية التي تم جمعها صباحى «حلال» بحسب وصفه . لغز موافي وشفيق الملفت أيضا أنه بعد الاعلان عن جمع توكيلات موافي وشفيق ، أعلن اللواء مراد موافى، مدير المخابرات السابق عدم خوضه انتخابات الرئاسة رغم قيام حملة "رئيسنا" بجمع التوكيلات اللازمة لترشحه فى انتخابات الرئاسه، حيث حصل على المركز الثانى فى عدد التوكيلات بعد المشير السيسى . وقد نقل الصحفي صموئيل العشاي المتحدث الإعلامي لحملة (رئيسنا) شكر اللواء مراد موافي مدير جهاز المخابرات العامة الأسبق لأنصاره الذين جمعوا توكيلات لترشيحه للرئاسة في رسالة وجهتها لوسائل الإعلام 12 أبريل : " خالص احترامنا لقرار اللواء مراد موافي بعدم الدخول في سباق انتخابات الرئاسة ، ونرى فيه الفارس النبيل الذي قال كلمته فاحترامها، ولكننا خسرناه كوجه مقبول من الجميع قادر على جمع المصريين حول مصر مره أخرى وإنقاذنا من الصدام " . ودعت الحملة موافي للمشاركة في الحياة السياسية وقيادة اكبر حزب أو تحالف سياسي في الفترة المقبلة ليحصل على الأغلبية البرلمانية وتشكيل الحكومة المقبلة ويكون رئيس وزراء مصر المقبل ، وهو ما يؤشر لأن موافي مرشح ليكون رئيسا للوزراء بعد فوز السيسي أو أن هناك اتفاق ما تم بين الطرفين علي هذا مقابل تنازل موافي . أيضا صدر بيان للفريق أحمد شفيق الخميس 17 ابريل 2014 شكر فيه أنصاره قائلا : "الذين خاضوا معي معركة الرئاسة عام 2012، والذين أبوا إلا أن يقدموا لي إهداء رمزيا غاليا، يتمثل في التوكيلات المطلوبة للترشيح للانتخابات الرئاسية الحالية، برغم علمهم بل و ثقتهم بأنني عازف عن ذلك، و بأنني نأيت بنفسي عن التقدم، اقتناعا بأولوية مطلقة لوحدة الكلمة وعدم شق الصفوف، في مرحلة يمر خلالها الوطن بأشد وأقصى الظروف قسوة و حساسية". أما أطرف ما في هذه التوكيلات فهو أن بعض المواطنين حرر توكيلات للمرشح الرئاسي السابق حازم صلاح أبو اسماعيل المحبوس حاليا ، وكذا نبيل العربي امين عام الجامعة العربية ، وتوكيلات أخري للرئيس المخلوع حسني مبارك ، وكانت توكيلات مبارك هي الاكبر بين هذه التوكيلات الغريبة .