نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية الاثنين 14 أبريل 2014، تقييمات قيادات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) للوضع بمنطقة الشرق الأوسط، خاصة في مصر والبرنامج النووي الإيراني والوضع الأمني بالأراضي الفلسطينية، بجانب الجبهة الشمالية وما تشهده من أحداث في سوريا، وما قالت أنه الإستراتجية الجديدة التي تبناها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله . ونقلت الصحيفة عن "المقدم رويطال" – سيدة - المسئولة عن تقييم الجبهة المصرية الأردنية قولها أن "فترة الستة أشهر أو العام الذي سيعقب انتخابات الرئاسة في مصر ستكون حرجة، وأن ردود أفعال الإخوان ومعاونيهم سوف تحدد الكثير من مسار الأحداث خلال الفترة المقبلة " ، وهو ما يعني أنهم يتوقعون أن يشهد العام 2015، حسم مصير الانقلاب الذي قاده وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي . وأكدت "رويطال" أن الحفاظ على معاهدات السلام الموقعة مع مصر والأردن من أبرز المهام المسندة إليها، فضلا عن ملف "الإرهاب" في الجبهة الجنوبية بشكل خاص في شبة جزيرة سيناء، مشيرة إلى أن سقوط الإخوان عن الحكم في مصر يعتبر أبرز حدث شهدته الجبهة الجنوبية العام الماضي، مضيفة أن الانتخابات المقبلة في مصر أقوى أحداث العام الجاري . 2015 عام حاسم للانقلاب وفي مقابلة أجرتها معها – رويطال - النسخة العبرية لموقع صحيفة "يديعوت أحرنوت" مساء الاثنين – ونشرها الصحفي صالح النعامي المتخصص في الشأن الاسرائيلي – شرح العقيد "رويطال" قائدة "جبهة مصر والأردن" في لواء الأبحاث التابع ل "أمان"، ما يقصدونه بأن عام 2015 حاسم للانقلاب قائلا : "إنه في حال لم يتم تقديم دعم مالي هائل لإدارة السيسي بعد توليه الرئاسة فإن نظامه سينهار بشكل محتم". وقالت "رويطال" أن : مصر تضم 87 مليون نسمة، وهناك جنيناً يولد كل 16 ثانية، وزعمت حقيقة أن ثورة 25 يناير تفجرت لدواع اقتصادية اجتماعية وليس لدواع أيدلوجية ودينية ، ما يعني – من وجهة نظرها – "أن المصريين سيمنحون السيسي فترة محدودة جدا من الوقت، وفي حال لم يُحدث تحولاً في مستوى الحياة المتدهور فإنهم لن يسمحوا له بالبقاء في الحكم ". وأشارت رويطال إلى أن الأنظار تتجه إلى السعودية ودول الخليج، على اعتبار أنها الطرف الذي بإمكانه ضمان بقاء السيسي، لكنها رفضت تأكيد أو نفي ما إذا كانت الدول الخليجية ستوافق على تغطية أي عجز مالي في مصر بغض النظر عن حجمه . وتوقعت "رويطال" أن تفضي خيبة الأمل في أعقاب الرهانات الكبيرة على السيسي وتعاظم حجم المعارضة، إلى تحول كبير في الأوضاع في مصر العام القادم ، مشيرة الي "أن الأنظار تتجه إلى ما قد يقدم عليه الإخوان المسلمون" مؤكده أنه سيكون لسلوكهم وقدرتهم التنظيمية أهمية قصوى في تحديد وجهة الأمور . حكم العسكر لصالح إسرائيل وشددت على أن مصلحة "إسرائيل" تقتضي الحفاظ على حكم العسكر بقيادة السيسي، على اعتبار أن بقاء هذا الحكم يضمن مواصلة احترام اتفاقية "كامب ديفيد"، التي تمثل إحدى ركائز "الأمن القومي الإسرائيلي" . واعتبرت إنهاء حكم الرئيس مرسي "أهم تطور إيجابي" خلال العام 2013، مشيرة إلى أنه أعطى أملا – لإسرائيل - في مواجهة تبعات الهزة التي شهدها العالم العربي في أعقاب تفجر الثورات العربية ، مشيرة ضمنا الي أن من عزل الرئيس مرسي وأنهي حكمه هو "الدولة العميقة" التي أسمتها "البيروقراطية المصرية"، مشيرة إلى أن "مؤسسات هذه الدولة" تحافظ على نسق عميق من التعاون للحفاظ على ذاتها، ما يقلص فرص المس بها، وأن هذا يفسر قدرة نظام مبارك على الصمود . ولكنها قالت : "يتوجب مواصلة رصد وتتبع ما يحدث هناك بكل دقة، فلا شيء ثابت، علينا متابعة أوضاع الأمن الداخلي في مصر والتحولات الاقتصادية، لأنها ستنعكس علينا بهذا الشكل أو ذاك " . يذكر أنه سبق للجنرال عاموس يادلين رئيس الاستخبارات الصهيونية السابق أن صرح في فبراير الماضي بأن : "إسرائيل في خطر وانقلاب السيسي سيسقط؛ لأن الشعب المصري قرر ألا يعيش تحت حكم العسكر". وقد كشفت الصحيفة الإسرائيلية عن قيادات الاستخبارات العسكرية (أمان) Aman الذين يعدون التقارير السنوية حول المناطق والملفات المكلفين بها، وهم : العقيد "روعي" مسئول عن الجبهة اللبنانية، والمقدم "رويطال" الجبهة المصرية والأردنية، والعقيد "دفدي" مسئول عن المنطقة المركزية، والعقيد "ميكال" مسئول عن الملف الفلسطيني والإيراني .