يبدو أن النهج الإجرامي الذي تتعامل بها سلطة انقلاب ما بعد 30 يونيو والتي تصل إلى اقتراف ممارسات وحشية بصورة ممنهجة ، أصبحت في تزايد مستمر كما وكيفاً ، وأخره ما يسمي "سلاح الاغتصاب" .. أقذر سلاح يمكن أن تستخدمه أجهزة الامن في العالم ضد مواطنيها المعارضين للسلطة المستبدة . هذا النهج الإجرامي ، الذي أثاره نشطاء حقوقيون وأشار له "المرصد المصري للحقوق والحريات" برصده 3 حالات اغتصاب لطلاب من رافضي الانقلاب العسكري داخل مقار الاحتجاز خلال شهر مارس فقط ، لفتت الأنظار له جريدة الجارديان البريطانية في تقرير بعنوان : " Egyptian police 'using rape as a weapon' against dissident groups " أو "الشرطة المصرية تستخدم الاغتصاب كسلاح ضد المجموعات المعارضة لها " . "الجارديان " قالت - في التقرير الذي نشرته السبت 12 أبريل 2014 - أن للأمر علاقة بالحديث المتزايد عن لجوء الشرطة المصرية لاستخدام العنف والتعذيب عقب انقلاب 3 يوليه ، والذي وصل للقتل الجماعي والفردي في عدة مجازر واعتصامات أشهرها الحرس الجمهوري ورابعة والنهضة، فضلا عن اللجوء لتعذيب واغتصاب المعارضين الذين يتم احتجازهم عقب المظاهرات المناهضة لسلطة الأمر الواقع الحالية في مصر . اغتصاب أزهري ومسيحي ! ما فضحته الجارديان جاء في سياق عرض الكثير من الدوريات والصحف العالمية لوقائع تلقي الضوء على ما يحدث للمتظاهرين في مصر من المعارضة الرافضة للانقلاب العسكري بالوقت الحالي ، حيث عرضت الجريدة قضية الطالبين "عمر الشويخ" 19 عاما بجامعة الازهر و"فادي سمير" وهو طالب مسيحي مؤيد لعزل الرئيس مرسي ولكنه معارض لحكم العسكر . وقالت أن الاثنين تم احتجازهما عن طريق قوات الأمن المصري لمشاركتهم بالمظاهرات المؤيدة لشرعية الرئيس محمد مرسي والرافضة للانقلاب والمطالبة بإطلاق سراح زملاءهم الطلاب المعتقلين ، بخلاف حالات أخري ذكرها حقوقيون مصريون عن الطالب أحمد عمران لم تتطرق لها الجارديان والذي تعرض لنفس العنف البدني الإجرامي . الجارديان ذكرت أن "عمرالشويخ" تم للاعتداء عليه جنسيا بداخل مركز شرطة بشرق القاهرة عن طريق "ضباط " يرتدون ملابس مدنية ، وذلك بعد دقائق قليلة من القبض عليه جراء مشاركته بمظاهرة مؤيدة لشرعية الرئيس مرسي ، مضيفة نقلاً عن محاميه أنه "قد تعرض للتعذيب الوحشي والصعق بالكهرباء" . وعن الضحية الثانية "فادي سمير " أفادت الجارديان أنه تم الاعتداء "الجنسي" عليه" بصور أخرى " ، داخل مركز أخر للشرطة ونقلت عنه أنه طوال فترة الاحتجاز التي دامت 42 يوما ، كان يتعرض للضرب بصورة متكررة ، وانه تم الاعتداء عليه بداخل " الحمام " عن طريق أحد رجال الشرطة . تحالف القضاء والشرطة الفاضح وألقت الصحيفة الضوء على ما أسمته "تحالف السلطات القضائية الفاضح" مع السلطة التنفيذية المتمثلة في الشرطة المصرية ناقلة عن "سمير " قوله أن النيابة قامت بالتحقيق معه بمقر الشرطة وليس بمقر لنيابة ما يوضح عدم الحيادية . وذكرت الجارديان أن انتماء فادي سمير وعمر الشويخ لخلفيات سياسية مختلفة "جذرياً " يظهر بوضوح اتساع رقعة المعارضة والتمرد على السلطات المصرية الحالية ، حيث غالبية المعارضة للانقلاب من ذوي أغلبية إسلامية بالطبع ، لكن وعلى نحو متزايد يجري القبض على نشطاء علمانيين بداية من حملة "تمرد" السياسية التي ساندت انقلاب 3 يوليو الماضي وحتي العلمانيين المعارضين لحكم العسكر مثل الاشتراكيين الثوريين وحركة 6 أبريل . وعن قول السلطة أنه تم الإفراج عن " البعض " ممن قبض عليهم ، ذكرت الجارديان أن الآلاف لا يزالون في سجون السلطات الحالية بطريقة وصفتها "بالتعسفية" ، والتي تتم بتجديد اعتقالهم بصورة إدارية كل 45 يوما ودون توجيه اتهامات ذات أدلة محددة ، إلى جانب وقائع لا تحصى من التعذيب على أيدي الشرطة . وعن الطالب "عمر الشويخ " قالت الجارديان أنه من قادة الاحتجاجات الطلابية القوية التي اجتاحت الجامعات المصرية ، ومن عائلة تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين ، على عكس "فادي" المسيحي والذي احتفل بسقوط الرئيس "مرسي" والذي مثله مثل الكثيرين من النشطاء العلمانيين عارضوا الحكم الاستبدادي من "خلفاؤه". ومن خلال شهادة تم تسريبها عن طريق أهل "الشويخ " نقلت الجارديان قوله ان الاعتداءات الجنسية كانت تقع له بصورة متكررة ، شارحاً تعرضه للصعق الكهربائي بأعضائه التناسلية ، وتحت إبطه وبأصابعه ومعدته ، مشيرة إلى ما قاله صديق له زاره مؤخراً بمحبسه أن حالته سيئة جداً . وأضافت الجارديان أن وقائع التحرش الجنسي وقعت للطالب المسيحي (فادي سمير) خلال الاستجواب " الوحشي" التي تلت اعتقاله لمشاركته بمظاهرة في وسط القاهرة بعد تعصيب عينيه وتعرضه للضرب على ظهره وعنقه ، والذي جرى أثناءه سؤاله عن معتقداته السياسية . يقول فادي سمير : سألني المحققون الأمنيون العديد من الأسئلة ، وعندما لم تعجبهم إجاباتي كان أحدهم يطلب من أحد الشرطيين المرافقين له ( وضع إصبعه بمؤخرتي) ، وحدث ذلك مرتين خلال التحقيق . وأشارت الجارديان لمقابلة تمت مع والدة "عمر الشويخ" بمدينة السويس كشفت بها عن هوية ابنها رغبة منها في جلب المزيد من الاهتمام بما حدث مع ولدها ، وهو الأمر الذي فعله "فادي" أيضا بكشفه عن هويته لإلقاء الضوء على وحشية الأمن ، ونقلت عن ناشطين القول أنه من النادر ظهور هذه القضايا بمثل هذا الوضوح حيث من المعتاد مناقشة وقائعها على نطاق ضيق بسبب الحرج الذي تسببه لمن يتعرض لهذه الجرائم الوحشية القذرة . كسر وإذلال المعتقل ونقلت الجارديان عن "محمد لطفي" من مؤسسي "المفوضية المصرية للحقوق والحريات " ، أنه أصبح من المعتاد أكثر و أكثر السماع من الكثيرين عن تعرضهم لاعتداءات أو تحرشات جنسية ، ومن الواضح أن هذا التكتيك المنهجي يهدف لكسر وإذلال المعتقل وإشعاره بالعجز وأنه تحت رحمة الشرطة " وتواترت خلال الشهور الأخيرة وبصورة مطردة الأنباء عن قضايا مماثلة تحدث يوميا لقطاع كبير من المعارضين للحكم العسكري الحالي والذين ليسوا بالضرورة من أبناء التيار الإسلامي الذين يتعرضون للجزء الأكبر من عنف السلطة . وتقول الجارديان : "أصبح من الواضح أنه لم يعد ثمة فصيل ما بمأمن من قسوة السلطات الحالية التي تصل لهتك الأعراض في حالة الاعتراض على ممارسة ما هنا ، أو قرار ما هناك ، ما يعكس رؤيا تنم عن العصبية والفزع من جانب السلطات الحالية ، وهو الأمر المرشح للتزايد على ما يبدو بالفترة القادمة . ويقول الناشط هيثم أبو خليل مدير مركز "ضحايا" الذي فضح جرائم الاغتصاب داخل المعتقلات للطلاب والمتظاهرين في تعليقه علي الظاهرة أن : "تكرار حالات الإعتداء الجنسي علي الشباب تكشف حالة العجز والشذوذ التي تملكت عناصر الإنقلاب ". http://www.theguardian.com/world/2014/apr/12/egypt-police-rape-dissidents-crackdown-16000-arrested