مثال حي للتناقض والازدواجية.. تلك الذي قدمته كلمة عدلي منصور الرئيس المعين خلال أعمال القمة العربية التي تستضيفها الكويت حالياً. منصور، الذي يرأس - ولو شكلياً - سلطة الانقلاب تحدث بنبرة قوية عن رفض مصر للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية معتبراً أن المساس بالمقدسات في المسجد الأقصى خط أحمر، ومحملاً إسرائيل مسئولية حماية المقدسات باعتبارها سلطة احتلال. هذه التصريحات تتناقض شكلا وموضوعا مع الواقع على الأرض، حيث حصار سلطات الانقلاب المستمر لقطاع غزة وإغلاقها الكامل لمعبر رفح ما أدى لزيادة معاناة الفلسطينيين خاصة من سكان القطاع. ولعل الزيارة التي تم الكشف عنها مؤخراً لوفد عسكري مصر إلى الكيان الصهيوني، قد عكست حجم العلاقات بين تل أبيب وسلطات الانقلاب في القاهرة. مثال آخر للتناقض والازدواجية حملته كلمة منصور في القمة، ذلك المتمثل في حديثه عن رفض مصر التدخل في شئونها في إشارة إلى دولة قطر التي توترت العلاقات بينهما وبين مصر ما بعد الانقلاب، وباتت أحد الدولة الرافضة للانقلاب أو على الأقل التي لم تمنح سلطات الانقلاب الجديدة أي شرعية. رفض التدخل في شئون مصر - وإذا ما افترض أن قطر حاولت التدخل - يبدو أنه شعار للمتاجرة فقط، ذلك أن التدخل في شئون مصر من قبل بعض الدول لا يحتاج إلى تأكيد لاسيما من الامارات والسعودية واللتين تتدخلان بشكل علني في شئون مصر بالدرجة التي لا تقبل الشك أو التكذيب.